الباكستانيون يدفنون قتلى معركة المسجد الأحمر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إسلام اباد : دفن باكستانيون اليوم الخميس قتلى، كانوا ضمن أكثر من 70 من أتباع رجل دين متشدد، سقطوا يوم الأربعاء حين قتلت قوات كوماندوس آخر مجموعة من المسلحين المتحصنين داخل أنقاض المسجد الاحمر في اسلام اباد. وسادت مشاعر غضب شديد نتيجة للإجراء الذي اتخذته الحكومة في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان، على الرغم من أن المشاعر في معظم أنحاء البلاد انحازت إلى جانب قرار الرئيس برويز مشرف بتدخل الجيش.
وقتل رجل الدين عبد الرشيد غازي مع عدد من المتشددين الذين أحاط نفسه بهم في مواجهة أخيرة في الطابق السفلي من مدرسة دينية في المجمع.وسمح لأخيه عبد العزيز الذي ضبط، وهو يحاول الهرب متخفيًا في نقاب امرأة في المراحل الأولى من الحصار الذي استمر اسبوعًا بأن يرافق جثمان غازي في الجنازة في قريتهم التي تقع في اقليم البنجاب الشرقي.
وأم عبد العزيز الصلاة على جثمان أخيه التي حضرها أكثر من ألف شخص في قرية باستي عبد الله التي تحمل اسم والديهما. وعند إنزال جثة غازي القبر داخل صندوق خشبي مغلق كسر المعزون الغطاء الزجاجي ومزقوا القماش الأبيض للتحقق مما إذا كانت هذه الجثة بالفعل لرجل الدين البالغ من العمر 43 عامًا.
وقد دعا أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في شريط فيديو على شبكة الإنترنت الى الانتقام، فيما أثار مخاوف من رد فعل عنيف من جانب المتشددين. وقال الظواهري الذي يعتقد أنه يختبئ في مكان ما على الحدود الباكستانية الافغانية "هذه جريمة لا يغسلها إلا التوبة أو الدماء".
وتابع متحدثًا إلى المسلمين الباكستانيين وقادتهم الدينيين، أنهم اذا لم يردوا فلن يترك منهم الرئيس الباكستاني برويز مشرف أحدًا. وقبل الفجر تم إنزال أول نعوش تحمل أرقاما في مقابر لا تحمل علامات في مقبرة تقع في الضواحي. ولم يكن يوجد أقارب. وقال مصور رويترز الذي حضر هذه العملية إن أحد رجال الدين قرأ آيات من القرآن لكن طقوس الجنازة الكاملة لم تراعَ.
وقال رانا أكبر وهو مسؤول كبير في المدينة، أشرف على عملية الدفن "إننا نقوم بدفنهم هنا الى أن يأتي أقاربهم ويتعرفوا إليهم". وأضاف: "جميع الضحايا لهم بصمات والتقطت صور لهم وتم إجراء اختبار الحمض النووي لمساعدة الوالدين والأقارب في التعرف عليهم ثم ستسلم الجثث لهم".
وفي الوقت نفسه،بحث الآباء والأقارب في المستشفيات على أمل العثور على أطفالهم المفقودين. وقال نور محمد من اقليم وزيرستان الشمالي الذي كان ابنه ميرزا علام البالغ من العمر 13 عامًا في المسجد عندما اقتحمه الكوماندوس "بحثت عنه في كل مستشفى تقريبًا في المدينة". وقال: "ابني الاكبر تحدث الى علام بعد يومين من بدء الحصار ومنذ ذلك الحين لم نسمع منه".
والمشاعر في معظم انحاء البلاد هي ان الطلبة المتشددين في الحركة التي تسير على نهج طالبان الافغانية جلبوا كارثة على انفسهم. لكن توجد مناطق كبيرة في شمال غرب باكستان، ولا سيما في الاجزاء القبلية مثل وزيرستان تشتد فيها المشاعر المعادية للحكومة.
وحول المتشددون في المسجد الاحمر المجمع الى قلعة حصينة اثناء سلسلة من المواجهات مع السلطات خلال الاشهر الستة الماضية. وبعد ان تحولت الاشتباكات بين الطلبة المتشددين وقوات الامن الى معارك قاتلة في الثالث من تموز/يوليو، أمر مشرف القوات بفرض حصار. واقتحمت قوات كوماندوس مجمع المسجد والمدرسة الدينية يوم الثلاثاء.
واستغرق الامر 24 ساعة للقضاء على الجيب النهائي للمقاومة واستمر الأمر حتى مساء الأربعاء الى ان تم العثور على آخر متشدد جريح على قيد الحياة في الطابق السفلي. وبعد تأمين المجمع بدأ الجنود بتمشيط الانقاض، وقال المتحدث العسكري الميجر جنرال وحيد ارشد إنهم عثروا على 75 جثة لكن البحث مستمر.
وعندما سئل إن كان يوجد نساء أو أطفال بين القتلى، رد بقوله إن تسع جثث احترقت بدرجة تحول دون التعرف إليها. وفي وقت سابق، قال إنه ليس لديه تقارير بشأن نساء أو أطفال بين 69 جثة دفنت يوم الخميس. وقتل تسعة من أفراد قوات الأمن وأصيب 29 في "عملية الصمت" التي نفذها 164 من أفراد الكوماندوس. ويتوقع أن يوجه مشرف كلمة الى الأمة في وقت لاحق يوم الخميس. وقال أرشد إن 87 شخصًا خرجوا بعد بدء الهجوم بينهم نساء وأطفال ومتشددون.