الصومال تعقد مؤتمر سلام جديد من دون الإسلاميين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مقديشو: بعد إرجائه مرارًا ينعقد في مقديشو الأحد مؤتمر سلام جديد في الصومال التي تشهد حربًا أهلية منذ 16 سنة، وسط استمرار اعمال العنف الدامية بشكل يومي وفي غياب أهم الاطراف المتناحرة. وامام تزايد ضغوط المجتمع الدولي على الحكومة الانتقالية الصومالية العاجزة منذ تشكيلها عام 2004 عن بسط نفوذها، ينعقد المؤتمر بعد ستة اشهر من سقوط المحاكم الاسلامية. وهزم الجيش الاثيوبي حليف الحكومة الانتقالية، المحاكم الاسلامية التي كانت سلطة مضادة للحكومة سيطرت خلال 2006 على عدة مناطق صومالية مطلع السنة الجارية.
ويهدف الاجتماع الذي قد يدوم عدة اسابيع، الى ارساء السلام في الصومال البلد الفقير في القرن الافريقي والذي تجتاحه الحرب منذ سقوط الديكتاتور محمد سياد بري قبل 16 سنة. لكن مقاطعة الإسلاميين المؤتمر الذي اطلق عليه اسم "مؤتمر المصالحة الوطنية" تطرح علامات استفهام جدية حول مدى فعاليته. واشترط قادة المحاكم الاسلامية ان يعقد المؤتمر في بلد غير منحاز وبعد انسحاب القوات الاثيوبية من الصومال. وقال احد قادة المحاكم الاسلامية طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس في اسمرة "لن نشارك في هذا المؤتمر الرامي الى خداع الصوماليين. لا يمكن ان نتوقع اي اتفاق سلام من مؤتمر لا يشارك فيه سوى الموالين للحكومة".
وينعقد المؤتمر في اجواء متوترة جدًا حيث تهز مقديشو منذ الاطاحة بالمحاكم الاسلامية هجمات شبه يومية اسفرت عن سقوط مئات القتلى ونزوح مئات الاف السكان. ويتوقع المراقبون ان يحاول المتمردون وبينهم المقاتلون الاسلاميون تعكير اجواء الاجتماع. وافاد مراسل فرانس برس ان المئات فروا من مقديشو الجمعة تحسبا لتزايد اعمال العنف خلال المؤتمر.
واعلن الرئيس الصومالي عبد الله يوسف احمد الخميس ان المؤتمر الذي ارجئ مرارًا سيعقد "حسب البرنامج المقرر حتى ولو تكثفت اعمال العنف في مقديشو". ويعقد المؤتمر في مخزن سابق للشرطة بشمال العاصمة تحت حماية مشددة من قوات الامن الصومالية. ومن المتوقع مشاركة نحو 2300 مندوب يمثلون اكبر الفصائل في المجتمع الصومالي في هذا المؤتمر الذي يضاف الى سلسلة طويلة من مؤتمرات السلام في الصومال.
واختلف افراد قبيلة الهوية التي ينتمي جزء منها الى المتمردين، حول المشاركة في الاجتماع فقرر قسم المشاركة وفضل قسم آخر المقاطعة. واعلن الناطق باسم الهوية احمد دريعي "كان يمكن ان يكون للمؤتمر معنى لو جمع الخصوم السياسيين والمجموعات المسلحة حول طاولة واحدة، لكن ما هو مطروح هو البحث في نزاع قبلي غير موجود ما سيعني مضيعة للوقت والجهد".
ويقاسمه الرأي الباحث رولان مرشال من مركز الابحاث الدولية في باريس الذي اعتبر ان الاجتماع يبدو مؤتمر "مصالحة عشائرية الا ان المشاكل ليست كثيرة بين الفصائل، بل هي قائمة بين الحكومة والمتمردين". وخلص الى القول "انهم مخطئون تمامًا. ان المشاركين يدعمون المبادرة لانهم طلبوها. فاذا ارادوا وقف اطلاق نار يجب ان يناقشوه مع المتطرفين والمتمردين، الا اذا كانوا ينوون الاكتفاء بالتظاهر بالنصر كما يجري في العراق او افغانستان".