أخبار

الغارديان: قصة مدينة عراقية قسَّمتها القاعدة إلى مدينتين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: في تحقيق مصور جاء على صفحتين كاملتين، ترصد صحيفة الغاردينان أجواء المدينة المنقسمة بين إيديلوجية تنظيم القاعدة والمسلحين وبين الحلم الذي تحاول القوات الحكومية والأميركية تسويقه ببناء غد جديد قوامه الأمن والأمان والاستقرار الذي يُتوخى أن يعمَّ البلاد بأسرها.

في الصورة يظهر صبية خمسة صغار هائمين على وجوههم وقد راحوا يرقبون الجنود الأميركيين الذين نزلوا إلى ساحة البلدة الترابية المليئة بالحفر بسلاحهم الميداني الكامل في مشهد ربما أصبح جزءًا من الحياة اليومية لسكان البلدة الواقعة في محافظة نينوى، وهم يتعقبون المسلحين الذين تواروا وراء الأسوار والبيوت المهدمة.

هذان طفلان راحا يحدقان بيد جندي يتأهب للضغط على زناد بندقيته في حال وقوع أي طارئ، فهو يؤمن الحماية لإثنين من زملائه ينطلقون أمامه، بينما راح الصبية الثلاثة الآخرون يحدقون بعدسة كاميرا مصور الصحيفة، غير آبهين بما يجري من حولهم من مطاردات ومظاهر مسلحة.

قصة نرجس

في التحقيق نقرأ قصة نرجس أحمد وأسرتها التي استغرقت من التفكير والترقب والانتظار أكثر من خمسة أشهر قبل أن تقرر العودة إلى منزلها في المدينة التي شهدت الكثير من المواجهات بين القوات الحكومية والأمريكية من جهة والمسلحين من جهة أخرى خلال السنوات الأخيرة الماضية.

كانت نرجس قد فرت مع آخرين من المدينة عندما اندلع قتال عنيف بين الطرفين قبل نحو عامين، حيث التجأوا إلى قرية مجاورة أكثر أمنا. وها هي اليوم تعود مع عائلتها لتتفقد المنزل المهجور وتستمع إلى أحاديث من تبقى من سكان المدينة التي تتمحور جلُّها حول استتباب الأمن والأمان والأمل الذي يحدو الجميع بعودة المهجرين إلى ربوعهم. تقول نرجس: "كنت قلقة بشأن الرجال فيما لو عدنا إلى ديارنا".

عادوا يتسامرون

وعلى الرغم من قلقها تقول نرجس إنها قررت العودة مثلها مثل العديد من سكان المدينة الذين كانوا حتى الأمس القريب يقتتلون فيما بينهم، ومنهم مصطفى محمد، وهو سني يبلغ من العمر 65 عاما، ومحمد جميل غريب، وهو شيعي عمره 57 عامًا، وقد عادوا يجلسون معاً ويتسامرون كجيران وكأن شيئًا لم يكن.

ولكن نرجس ترى أن سكان تل عفر لم يتجاوزوا بعد كل ما جرى لهم ولبلدتهم في الماضي القريب، إذ ما زالت المخاوف تعتري الكثير منهم بتجدد القتال مرة أخرى، لا سيما أن القوى المتصارعة لا تزال تحتفظ بمواقفها حتى اللحظة. تقول نرجس: "كل تل عفر توافق أنه ليس بإمكانك أن تشعر بالتفاؤل، فمستقبلنا ما زال مرهون بقوتين مختلفتين".

وفي تعليق على صلة بموضوع العراق، وإن من زاوية مختلفة هذه المرة، يكتب إيان جاك في الغارديان عن وضع القوات البريطانية العاملة في العراق وعن المعنويات والدوافع التي تسيطر على الجنود وتدفعهم إلى الرغبة بالعودة إلى وطنهم.

معنويات ومأساة

فتحت عنوان "هناك أسباب عدة تستحق أن يموت المرء من أجلها، ولكن العراق حتمًا ليس واحدًا منها"، جاء التعليق ليرصد الفرق الكبير بين حال البريطانيين الذين خاضوا غمار حروب سابقة، كالحرب العالمية الأولى، حيث كانت المعنويات مرتفعة وكان الهدف واضحًا، وبين من يقاتلون الآن في العراق في وضع هو "المأساة" بعينها كما يراها الكاتب.

يتساءل جاك في تعليقه: "هل العراق هو الآن مكان أكثر أمنًا وأمانًا" وهل بقية العالم، بما فيه بريطانيا، هو كذلك؟ هل الشرق الأوسط أكثر ديمقراطية، وأكثر تفاؤلاً بمستقبله؟ وهل سعر النفط أقل؟ ليس الجواب هو أن كل هذه الأشياء بقيت على حالها، بل هي في جميع الحالات العكس تمامًا".

وليس بعيدًا عن الوضع في العراق وعن أقطاب التحاف الدولي الذي كان وراء ما آلت إليه الأمور في تلك البلاد، أي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتان أطاحتا بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، نقرأ الكثير من التحليلات والتعليقات في صحف يوم السبت التي تتناول ما حققه الغزو، وتعرّج على مستقبل التحالف والعلاقات المميزة بين لندن وواشنطن بعيد خلافة جوردن براون لتوني بلير في رئاسة الحكومة البريطانية في السابع والعشرين من الشهر الماضي.

"الزمن والسياسة"

فقد خصصت صحيفة التايمز افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "الزمن والسياسة"، للحديث عن التقدم العسكري الذي أُحرز حتى الآن في العراق والذي يحتاج إلى جهود كبيرة للحفاظ عليه وتطويره لأشهر قادمة إذا ما قُيِّض لتلك البلاد أن تنعم أخيرًا بالأمن والاستقرار.

تبدأ الافتتاحية بتأكيدات براون واستبعاده لفكرة أن تنأى حكومته بنفسها عن الرئيس الأميركي جورج بوش وعن "العلاقات الخاصة" التي ربطت البلدين خلال حقبة بلير. ولكن الصحيفة تردف قائلة: "إنه وإن كانت هذه اللغة مُرحَّب بها، إلا أن الفكرة (الابتعاد عن واشنطن) قد كسبت الكثير من المصداقية والزخم بسبب قراره (براون) بتعيين اللورد مالوك-براون، وهو منتقد لاذع للبيت الأبيض، في منصب وزير في وزارة الخارجية والكومنولث".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف