تركيا تعزز قواتها على الحدود العراقية بـ 200 ألف جندي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ديار بكر (تركيا): قالت مصادر أمنية إن الجيش التركي عزز مستويات قواته في جنوب شرق البلاد المضطرب إلى أكثر من 200 ألف فرد، معظمهم يتمركز على الحدود مع العراق. واضافت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمائها، أن الحشد الضخم بشكل غير معتاد والذي يشمل دبابات ومدفعية ثقيلة وطائرات، جزءٌ من حملة امنية ضد المتمردين الاكراد الذين يختبئون في جنوب شرق تركيا وشمال العراق.
ورفض وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس التقديرات بأن حجم القوات هو 200 الف فرد وقال إنها اعلى مما يجب. وأردف قائلاً للصحافيين في واشنطن" لم أر اي شيء يشير الى وجود اعداد من الجنود الأتراك على الحدود بهذا الحجم".
وشككت وزارة الدفاع الاميركية في تقارير زيادة مستويات القوات التركية لعدة ايام. وقال الجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة إن تركيا لديها الامكانية لقتال المتمردين داخل العراق ودون زيادة مستويات القوات. وقال بيس إن حقيقة الأمر هي أن القوات المسلحة التركية لديها دائمًا قوات كافية على جانبها من الحدود كي تكون قادرة على القيام بعمل دون الاضطرار الى تعزيزها".
وترفض تركيا العضو بحلف شمال الاطلسي استبعاد امكانية شن عملية عبر الحدود لسحق ما يصل الى اربعة آلاف من متمردي حزب العمال الكردستاني يعتقد انهم يتمركزون في الجبال بشمال العراق، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة والعراق. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من هيئة اركان الجيش في انقرة بشأن حجم القوات. وهي عادة لا تعلن مثل هذه الارقام.
وزادت حدة التوتر على الحدود في الاشهر الاخيرة بعد تصعيد في الهجمات عبر تركيا تنحي انقرة باللائمة فيه على مقاتلي حزب العمال الكردستاني . وقالت جمعية تركية لحقوق الانسان ان اكثر من 200 من الجنود الاتراك ومتمردي حزب العمال الكردستاني قتلوا منذ بداية العام.
وحث الجنرال يسار بيوكانيت قائد القوات المسلحة الحكومة مرارا على السماح بتوغل في العراق لاستهداف مقاتلي حزب العمال الكردستاني. وأدت هذه التصريحات إلى تحذيرات من زعيم المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق من ان الاكراد سيردون اذا تعرضوا لهجوم.
وعلى الرغم من أن واشنطن تصنف حزب العمال الكردستاني كمنظمة ارهابية الا انها تخشى من امكانية ان تثير اي عملية كبرى من جانب تركيا في شمال العراق غضب حلفائها من اكراد العراق وتؤجج نزاعًا اوسع نطاقًا في منطقة تنعم بالسلام النسبي بدولة تمزقها الحروب.
ولكن القوات الاميركية والعراقية لا تستطيع قمع حزب العمال الكردستاني لأنها معبأة بالكامل لقتال المسلحين في مناطق اخرى بالعراق. ودعت كل من واشنطن وبغداد الى حلول دبلوماسية لتهدئة التوترات مع تركيا. وتقول مصادر مقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أن الحكومة تعارض الإندفاع في شن عملية عبر الحدود لأنها تخشى من أن خطوة كهذه يمكن ان تربك الاقتصاد قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في 22 يوليو تموز.
وقال أحمد بيرشين المحرر بقناة جان التلفزيونية التركية الكردية المحلية إن الناس الذين يعيشون في المنطقة يشعرون بقلق شديد. وقال: "نحن نريد السلام... لا المزيد من العنف". ولكن وسط غضب عام بشأن عدد القتلى لمح رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الى إمكانية استدعاء البرلمان للموافقة على عملية.
ويقول محللون إن اللهجة المتشددة التي تتحدث بها القوات المسلحة والحكومة ناجمة في جانب منها عن سياسات داخلية وسط شعور قومي متصاعد في البلاد. وعادة ما تعزز القوات المسلحة مستويات القوات في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه غالبية كردية في الربيع، عندما يعبر متمردو حزب العمال الكردستاني الجبال قادمين من العراق إلى داخل الأراضي التركية لتنفيذ هجمات.
لكن مصادر أمنية، قالت إن الحشود الحالية اضخم من المعتاد. وقال مصدر ان مستويات القوات في اقليم سيرناك تصل الى 50 الف فرد مقارنة مع ما بين عشرة الاف و20 الف فرد عادة. وشوهدت قوافل عسكرية بأعداد كبيرة غير معتادة وهي تشق طريقها متجهه الى الحدود. وقال مصور لرويترز انه شاهد مدفعية ثقيلة ودبابات اثناء نقلها في قطارات.
وقالت مصادر أمنية إن احتمال شن حملة مداهمة واسعة النطاق بالمنطقة تشمل تحديد مناطق امنية تحد من تنقلات المدنيين قد وضع حزب العمال الكردستاني في موقف دفاعي وحد من تحركاته واجبره على استخدام قنابل يتم تفجيرها من بعد لمهاجمة الجنود بدلا من المجازفة بالقتال من مسافة قريبة.
وبدأ حزب العمال الكردستاني المحظور حملة انفصالية مسلحة ضد الدولة التركية لإقامة وطن مستقل عام 1984. وقتل أكثر من 30 الف شخص منذ ذلك الحين.