ساركوزي يحتفل بالعيد الوطني للمرة الأولى في عهده

باريس: حل الاتحاد الاوروبي ضيفا على الاستعراض التقليدي الذي نظم اليوم السبت في باريس لمناسبة العيد الوطني الفرنسي الذي احتفل به الرئيس نيكولا ساركوزي للمرة الاولى في عهده وسط حراسة مشددة بسبب التهديد الارهابي.وخلافا للتقاليد المتبعة في هذه المناسبة وتقيدا بالقطيعة التي ارادها مع اسلافه، فاجأ ساركوزي الجميع لدى عبوره جادة الشانزليزيه على متن عربة قيادة، بتوقيفه موكب خيالة الحرس الجمهوري الذين كانوا يسيرون خلف العربة، ليصافح الجمهور الذي حضر الاحتفال بأعداد غفيرة.

وتميز العيد الوطني هذه السنة بمشاركة نحو 900 عسكري من دول الاتحاد الاوروبي ال27 في "استعراض اوروبي" ارادة ساركوزي. وقال الرئيس الفرنسي للصحافيين "اردت ان تعود فرنسا الى اوروبا وان تكون اوروبا حاضرة في فرنسا".

ونزل ساركوزي من المنصة الرسمية لمصافحة حاملي اعلام دول الاتحاد الاوروبي ال27 برفقة رئيس المفوضية الاوروبي جوزيه مانويل باروزو ورئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتيس الذي يرأس حاليا الاتحاد الاوروبي ورئيس البرلمان الاوروبي هانس-جيرت بوتيرينغ والممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا.

وقال باروزو ان هذا "الاستعراض الاوروبي" شكل "مبادرة رائعة" و"رمزا لا بل اكثر من رمز".واضاف ان لهذه الخطوة "معنى سياسيا قويا جدا وهو اوروبا المتحدة واوروبا الدفاع واوروبا السياسية. ولا يمكننا مواجهة تحديات (العولمة) الا سويا".

وقد استهل حاملو اعلام دول الاتحاد الاوروبي استعراض الجنود المشاة بعيد تحليق طائرات "الفاجيت" التابعة للقوات الفرنسية والتي خلفت وراءها الالوان الزرقاء والبيضاء والحمراء، اي الوان العلم الفرنسي، في السماء.

وتمكن الجمهور من مشاهدة قبعات الجنود البولنديين على شكل معين والسترات الحمراء والمعاطف البيضاء التي يلبسها الجنود البلغار ومعاطف الاستونيين السوداء الطويلة وقمصان الاسبان المفتوحة عند الصدر في رمز الى الشجاعة في المعارك.

وقرأ الفتى بونوا البالغ من العمر 13 عاما اعلان التاسع من ايار/مايو 1950 التي تلاها حينها روبرت شومان والتي تعتبر وثيقة ولادة الاتحاد الاوروبي الحالي.ثم قام كورس الجيش والفرنسي وعدد من المغنين الصغار بإنشاد نشيد الاتحاد الاوروبي (السمفونية التاسعة للموسيقي بيتهوفن).وشارك في الاستعراض ما مجموعه اكثر من 62 طائرة و4200 شرطي وعسكري و240 حرسا جمهوريا على صهوة حصانهم و400 آلية.

وبعد بضعة اسابيع على اعتداءات لندن الفاشلة، انتشر نحو خمسة آلاف شرطي في باريس بعد ان تلقوا "تعليمات بالحذر الشديد" في اطار خطة امنية لمكافحة الارهاب ستشمل جميع النشاطات خلال احتفالات اليوم.ومن بين التغييرات الملحوظة الاخرى، لن يجري ساركوزي المقابلة التلفزيونية التقليدية. وفي حين انه ابقى على الحفلة التي تقام عادة في حدائق قصر الاليزيه، الا انه خفض عدد المدعوين الى خمسة آلاف واختار تكريم مئات الالاف من "الابطال" و"الضحايا" المجهولين.

واراد ساركوزي ان يدخل تجديدا في تنظيم "حفلة شعبية كبيرة" مساء 14 تموز/يوليو عند برج ايفل، لا سيما من خلال اقامة حفل موسيقي مجاني مع المغني ميشال بولناريف وفرقة الروك الالمانية طوكيو اوتيل. ويتوقع ان تختتم كل هذه الانشطة باطلاق الاسهم النارية التقليدية من برج ايفل.