بغداد : سنفهم الاميركيين طريقة خروجهم من العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن : اكدت الحكومة العراقية ان الانسحاب الاميركي من العراق يجب ان يكون تدريجيا لعدم خلق فراغ امني في البلاد وقالت ان على الإدارة الأميركية ان تفهم ان اوضاع البلاد تقدرها حكومته التي هي في طريقها لإفهام الإدارة بطريقة الخروج من العراق .
جاء ذلك في ختام اجتماع مشترك لمجلس الرئاسة العراقية مع رئيس الوزراء نوري المالكي جرى بمكتب الرئيس جلال طالباني في بغداد اليوم وجرى خلاله بحث الأوضاع الراهنة في البلاد على الصعيدين الأمني والسياسي.
وشدد رئيس ديوان رئاسة الجمهورية نصير العاني في تصريح صحافي على ضرورة "ان يكون تأهيل القوات الأمنية العراقية متناغما مع الانسحاب أي تأهيل مع انسحاب تدريجي وصولا إلى الانسحاب الكلي" . واشار الى اهمية ان تكون طريقة الخروج الاجنبي من العراق مدروسة وتتناسب مع الواقع كي لا يحدث فراغا أمنيا في البلاد.
وأضاف قائلاً "يجب ان يتفهم العراقيون وضعهم أكثر من غيرهم وإن الحكومة هي التي تقدر ذلك وان على الإدارة الأميركية ان تفهم ان مهمة البلد تقدرها حكومته موضحا "ان هذه الحكومة في طريقها لإفهام الإدارة الأميركية بطريقة الخروج" من دون اعطاء ايضاحات اخرى . وعن الجدل بشأن سحب القوات الأميركية من العراق أكد العاني "ان مجيء هذه القوات هو مؤقت أصلا وكان لهدف معين وكان المفروض ان تتم عودتها إلى أماكنها التي جاءت منها بانتهاء هذا الهدف".
ويأتي هذا الموقف بعد يوم واحد من تأكيد المالكي بأن العراق سيكون مستعدا لتولي المسؤولية الامنية من القوات الاميركية "في أي وقت" تقرر فيه الانسحاب. وقال انه جاد تجاه تحسين مستوى الشرطة والجيش العراقيين حتى تكون القوات مستعدة بشكل أفضل عندما تقرر القوات الدولية خفض أعدادها أو الانسحاب. واضاف أن العراقيين يقولون بثقة كاملة انهم مستعدون بمشيئة الله لتحمل المسؤولية الامنية اذا انسحبت القوات الدولية في أي وقت تريده .
وللعراق نحو 350 ألف من قوات الجيش والشرطة و لكن القادة الاميركيين يحذرون من أن الامر يحتاج لشهور قبل أن تكون مستعدة لتولي المسؤولية الامنية في أجزاء في البلاد تقاتل فيها القوات الامريكية والعراقية حاليا المتشددين والمسلحين.
وقد صوت مجلس النواب الاميركي الذي يهيمن عليه الديمقراطيون الاسبوع الماضي لصالح اعادة القوات الاميركية للوطن في نيسان (ابريل) المقبل بالرغم من أن هذا التصويت رمزي بشكل كبير اذ أن الرئيس الاميركي جورج بوش استخدم حق النقض (فيتو) ضد محاولات سابقة لوضع جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من العراق.
واشار العاني الى انه تم في الاجتماع المشترك لمجلس الرئاسة الذي يضم الرئيس طالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي مع المالكي مناقشة القضايا المفصلية التي تشغل المواطن العراقي مؤكدا مواصلة الجهود بهدف إيجاد حلول مناسبة لها. ولفت إلى وجود "خطوات عملية وآليات تم وضعها الأسبوع الماضي بشأن تعليق جبهة التوافق والتيار الصدري حضور جلسات مجلسي النواب والوزراء" مؤكدا حصول تقدم في احتواء هذه الأزمة وأن الأيام المقبلة ستبشر بالخير للجميع. وقال ان ما يجري الآن من تجاذبات سياسية هو أمر طبيعي مشيرا إلى الجهود التي تبذل هنا وهناك لتشكيل جبهات سياسية موضحا "ان الكل يحذو حذوه من اجل إنقاذ العراق من المنزلقات التي قد توقع البلاد في هاوية كبيرة".
وبشأن تأسيس جبهة المعتدلين الرباعية من حزبي الدعوة والمجلس الاعلى والحزبين الكرديين الرئيسيين أوضح رئيس الديوان ان اجتماع اليوم لم يتم التطرق لهذا الأمر بشكل أساسي مؤكدا استمرار اللقاءات والمباحثات في مواقع مختلفة لدراسته. وحول إشراك الحزب الإسلامي بالجبهة قال العاني "ان الأمر لا يزال قيد الدراسة".
وردا على سؤال بشأن عودة محمود المشهداني لرئاسة مجلس النواب الذي يطالب الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستان باعفائه من منصبه قال رئيس الديوان ان "هذه العقبة لا زالت موجودة" لكنه اشار إلى وجود تقدم في هذا الأمر بقوله "لا يوجد أمر قانوني ولا احتقان سياسي من عودته أو عدم عودته فهو لايزال رئيسا لمجلس النواب ولا يوجد هناك أمر إداري لكي يكون خارج البرلمان وقد دعي لحضور اجتماع اليوم حيث انه احد أعضاء المجلس السياسي".