مؤتمر طرابلس حول دارفور وإعادة إطلاق المفاوضات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طرابلس: بدأ مندوبون عن 18 دولة ومنظمات دولية اليوم الاحد في طرابلس بليبيا مؤتمرا حول دارفور بهدف تسريع العملية السياسية من اجل ارساء السلام في هذه المنطقة السودانية التي تجتاحها الحرب الاهلية.ويرأس الموفد الخاص للامم المتحدة السويدي يان الياسون ونظيره الافريقي سالم احمد سالم الاجتماع الذي يفترض ان يسجل نهاية مرحلة المبادرات الدبلوماسية وبدء عملية تحضيرية للمفاوضات بحسب المنظمين.وقال الياسون عند بدء الاجتماع "لقد حان الوقت للتركيز بجدية على المفاوضات وتوحيد الحركات المتمردة" توصلا الى مشاركتها في العملية السياسية، لافتا الى انه آن الاوان ل"التنظيم" والتنسيق بين مختلف المبادرات الدبلوماسية برعاية الامم المتحدة.
وتحدث سالم عن "وضع كارثي" في هذه المنطقة الواقعة غرب السودان.وقال في هذا الخصوص "كل يوم يمر يحمل معه معاناة ودمارا في دارفور ولكن ايضا تطرفا على الارض"، منددا بعسكرة متنامية في مخيمات اللاجئين مما "يعقد حل النزاع".
الى ذلك، شدد المبعوث الافريقي على ضرورة مشاركة المجتمع الاهلي وسكان دارفور الذين "يشعرون بانهم مهمشون" في مفاوضات السلام.وصرح مفوض الاتحاد الافريقي للسلم والامن سعيد جينيت ان الوفود اكدوا اثناء جلسة اولى مغلقة "على ضرورة الذهاب (...) باتجاه التحضير الفعال لمرحلة المفاوضات التي يتوجب ان تعقد باسرع وقت ممكن".واضاف ان المؤتمر سيحدد بدقة زمان ومكان اول اجتماع "في الايام المقبلة" بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة ودول المنطقة وحركات المتمردين.
ويعقد مؤتمر طرابلس المتوقع ان ينتهي الاثنين، قبل ان تصدر الامم المتحدة قرارا بشأن تمويل قوة مختلطة لحفظ السلام في دارفور تتمثل في استبدال قوة افريقية قوامها سبعة الاف رجل تفتقر الى التجهيز والتمويل، بقوة اكثر متانة قوامها عشرين الف رجل تمولها الاسرة الدولية.وتعتبر العملية المشتركة ضرورية لاستقرار الوضع على الارض وبدونها يبدو البحث عن حل سياسي اكثر صعوبة.
وقد شارك في افتتاح المؤتمر مفوض الاتحاد الافريقي للسلم والامن سعيد جينيت وكذلك ممثلون عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي بينهم الموفد الخاص للرئيس الاميركي جورج بوش الى السودان اندرو ناتسيوس ومبعوث الصين ليو غيجين.وهناك ايضا على لائحة المشاركين التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها وزير الخارجية التشادي احمد علامي وكذلك وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية الوسيلة السماني.ويتواجد كذلك في طرابلس ممثلون عن المتمردين السودانيين بدعوة الدولة المضيفة، بينهم مبعوثان عن حركة العدل والمساواة، لكنهم لا يشاركون في الاجتماع.
ومنذ انطلاق المبادرة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي قبل خمسة اشهر، قام المبعوث الدولي ونظيره الافريقي سالم احمد سالم باربع مهمات في السودان وكثفا الاتصالات مع دول المنطقة وحركات التمرد.
وقد تمخضت المهمة الاخيرة الاسبوع الماضي عن بعض التقدم حتى ان الياسون ذهب الى حد القول ان "ساعة الحقيقة" دنت في دارفور. وتمكن سالم من جهته من اقناع زعيم حركة العدل والمساواة بحسب بيان للاتحاد الافريقي ب"المشاركة في جميع المفاوضات المقبلة الرامية الى انجاز العملية الجارية من اجل استتباب السلام بشكل نهائي ودائم في دارفور".واسفر النزاع في دارفور المستمر منذ اكثر من اربع سنوات عن سقوط اكثر من مئتي الف فتيل وتشريد نحو مليونين اخرين بحسب منظمات دولية وهي ارقام ترفضها الخرطوم.