واشنطن لتقديم مساعدة للمناطق القبلية في باكستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مشرف يحث الباكستانيين على دعم الحكومة لاحتواء التطرفواشنطن: أفادت معلومات نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" على موقعها على الانترنت مساء الاحد ان الحكومة الاميركية تعتزم تقديم 750 مليون دولار للمناطق القبلية في باكستان لدعم الحرب ضد القاعدة والناشطين الاسلاميين الموالين لطالبان. ونقلت الصحيفة الاميركية عن مصادر مقربة من الملف بدون الكشف عن اسمائها انه يسود قلق حول مخاطر تقديم مثل هذا المبلغ الكبير لهذه المناطق القبلية الواقعة على الحدود مع افغانستان والتي يتعذر القيام فيها باي اشكال المراقبة.
وحذر احد معدي هذا المشروع لصالح الوكالة الاميركية للتنمية الدولية والذي حصلت صحيفة "نيويورك تايمز" على نسخة منه من ان "القصور الخطير للادارة" في المناطق القبلية سيجعل من المستحيل عمليا تقديم مساعدة دائمة او التغلب على "سوء التنمية المزمن في هذه المناطق".
وبحسب الصحيفة الاميركية فان مسالة معرفة من سيقوم بتوزيع المساعدة تشكل مصدر خلاف ايضا بين السلطات المحلية الباكستانية والمسؤولين الاميركيين القلقين ازاء مخاطر حصول اختلاس. وكتبت الصحيفة ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية المتخصص في شؤون باكستان ريتشارد باوتشر عرض هذا المشروع خلال زيارته الى باكستان في حزيران/يونيو لاظهار دعم الادارة الاميركية للرئيس الباكستاني برويز مشرف.
والاحد اكدت ادارة بوش مرة جديدة دعمها لمشرف بعدما اعلن ناشطون اسلاميون موالون لطالبان في شمال باكستان وقف العمل باتفاق سلام ابرم مع الحكومة الباكستانية في العام 2006.
واشنطن تؤكد دعمها لمشرف في حربه على المتشددين
وقالت الولايات المتحدة إنها تساند باكستان مساندة تامة في مساعيها الجديدة للقضاء على المتشددين الاسلاميين شمال غربي البلاد. وقال ستيفن هادلي، مستشار الرئيس بوش للأمن القومي إن اتفاق السلام الهش في المنطقة لم يكن كما أراده الرئيس الباكستاني برفيز مشرف أو الولايات المتحدة.
وأبدى المسؤول الأميركي دعمه لقرار الرئيس مشرف إرسال مزيد من الجنود إلى المنطقة. وأضاف هادلي أن مخابئ طالبان في باكستان تمثل خطرا على حكومة مشرف والولايات المتحدة. وقال لشبكة فوكس نيوز "هناك تجمع لطالبان في تلك المنطقة. هناك تدريب وهناك عمليات". وقال إن مشرف "اتخذ إجراءات ضدهم لكن هذه الاجراءات حتى هذه اللحظة ليست كافية وليست فعالة."
وجاءت تصريحات هادلي بعد أن سقط أكثر من ستين قتيلا في ثلاث هجمات انتحارية خلال نهاية الأسبوع الماضي. وكان مسلحون موالون لطالبان في إقليم شمال وزيرستان الباكستاني قد قالوا إنهم أنهوا هدنة كانت مبرمة مع الحكومة. وفي بيان صدر في ميران شاه، المدينة الرئيسية في الإقليم، اتهم المسلحون الحكومة بخرق الاتفاق معهم.
وجاء ذلك بينما قامت باكستان بنشر مزيد من القوات في المنطقة خشية إعلان "الجهاد" بعد اقتحامها للمسجد الأحمر الذي كان المتشددون يسيطرون عليه الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل 102 شخصا.
وقتل أكثر من 40 باكستانيا، بينهم العديد من الجنود، في هجمات الأحد، مما يرفع لأكثر من 60 عدد الأشخاص الذين لقوا مصرعهم في سلسلة من الهجمات التي وقعت خلال اليومين الماضيين.
تنامي التوتر
وكانت الهدنة التي أبرمت في سبتمبر/أيلول الماضي قد أنهت عامين من الاشتباكات وكانت تهدف لوقف الهجمات العابرة للحدود من باكستان إلى أفغانستان. وقال ما يعرف بـ"مجلس شورى الطالبان": "إننا ننهي الاتفاق اليوم"، وجاء ذلك في منشورات وزعت في ميران شاه عاصمة شمال وزيرستان. ونشر زعماء المجلس البيان الأحد مع تصاعد التوترات في المنطقة.
والأحد قتل 11 جنديا باكستانيا على الأقل - وثلاثة مدنيين - في منطقة سوات بإقليم الحدود الشمالية الغربية. فقد صدم انتحاريان بسيارتيهما قافلة تابعة للجيش - في الوقت الذي انفجرت أيضا قنبلة على الطريق. كما أصيب 40 آخرون في هجوم قرب بلدة متا، حسبما قالت الشرطة المحلية.
وفي مدينة ديرا إسماعيل خان، في الإقليم نفسه، قتل 26 شخصا على الأقل في انفجار في مركز تجنيد تابع للشرطة. وجرح أكثر من 30 شخصا حينما فجر انتحاري نفسه بين مجموعة من الشباب الذين كانوا بانتظار خوض اختبار التجنيد للشرطة.
ويوم السبت هاجم انتحاري قافلة تابعة للجيش قرب قرية دزناري، التي تبعد نحو 50 كيلومترا شمال ميران شاه، مما أسفر عن مقتل 24 شخصا وإصابة 30 على الأقل. وتقول الشرطة إن المنطقة معروفة على أنها معقل للقوى الطالبانية.
تعهد مشرف
وكان 102 شخصا قد قتلوا في حصار المسجد الأحمر بينهم 11 جنديا وعدد حتى الآن غير معروف من المتطرفين والرهائن الذين كانوا بحوزتهم. وجاء نشر الحكومة لآلاف القوات الإضافية في المناطق الشمالية الغربية من البلاد، وهي بين المناطق القبلية، تحسبا لإعلان الجهاد انتقاما للحملة على المتشددين.
يذكر أن الكثير من المتشددين في مجمع المسجد الأحمر يعتقد أنهم من أبناء المناطق الشمالية الغربية. ونقل تلفزيون جيو عن وزير الداخلية أفتاب شيرباو قوله "الهجمات في سوات وديرا إسماعيل خان يمكن ربطها بالمسجد الأحمر". وأضاف قائلا "من الصعب جدا وقف الهجمات الانتحارية". وكان الرئيس برفيز مشرف قد تعهد الأسبوع الماضي باقتلاع المتطرفين "من كافة ربوع البلاد وأركانها".
التايمز: العفو عن طفل انتحاري
من جهة ثانية نشرت التايمز تقرير حول قصة طفل باكستاني حاول تنفيذ عملية انتحارية داخل أفغانستان لكنه قبض عليه. وروت الصحيفة تفاصيل اعتقال الطفل رفيق الله، البالغ من العمر 14 عاما وينتمي لحركة طالبان، بعد عبوره الحدود الباكستانية وهو يرتدي حزاما ناسفا لتنفيذ عملية انتحارية هدفها قتل حاكم إقليم خوست الافغاني، وعفو الرئيس الافغاني حامد كرزاي عنه ومنحه 2000 دولار وإعادته لبلاده. وقالت الصحيفة إن تصرف كرزاي أثار انتقادات وتحذيرات من أن يشجع ذلك على مزيد من الهجمات.