أخبار

الممرضات البلغاريات: تخفيض حكم الإعدام للسجن المؤبد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أسر الأطفال الليبيين تتنازل عن حكم الإعدام

طرابلس، صوفيا: افلتت الممرضات الخمس والطبيب البلغاري المدانين بنقل فيروس الايدز عمدا الى اطفال ليبيين من حبل المشنقة بعد القرار الذي اصدرته اعلى هيئة قضائية ليبية مساء الثلاثاء وخفضت بموجبه عقوبتهم الى السجن المؤبد. وشكل هذا القرار الذي رحبت به صوفيا باعتباره "خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح"، خاتمة سعيدة لقضية استمرت ثمانية اعوام ووترت العلاقات بين ليبيا والمجتمع الدولي.

وبهذا القرار بات بامكان بلغاريا التقدم بطلب لاسترداد رعاياها الست بفضل اتفاقية ثنائية بهذا الخصوص اقرت في 1981 مع طرابلس. وقال وزير الخارجية البلغاري ايفالو كالفين ان قرار خفض عقوبة الاعدام "خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح" الا انه اكد ان الملف لن يقفل الا بعودتهم الى بلدهم.

واضاف كالفين للصحافيين ان "قرار المجلس الاعلى للهيئات القضائية الليبي هو خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح ولكن بالنسبة الينا فالقضية لن تقفل الا عندما يعود مواطنونا الى بلغاريا". واضاف "هذا القرار تفادى الاسوأ، حكم الاعدام، ومهد الطريق امام تطبيق اتفاقية استرداد السجناء الموقعة بيننا وبين ليبيا".

وفي هذا الاطار اعلنت النيابة العامة البلغارية الثلاثاء انها ستتقدم الاربعاء بطلب استرداد رعاياها الست. وقال الناطق باسم النيابة كامين ميخوف "اعتبارا من الغد (الاربعاء) ستقوم النيابية العامة بالخطوات اللازمة لتطبيق الاتفاقية البلغارية الليبية حول الاسترداد القضائي".

واضاف "انه اجراء روتيني سبق ان قمنا به في قضايا اخرى"، موضحا ان بلغاريا ستطلب استرداد الممرضات الخمس وكذلك الطبيب الفلسطيني الذي منح مؤخرا الجنسية الفلسطينية.

وفي بروكسل، رحبت المفوضية الاوروبية بالقرار ووصفته بانه يبعث على الارتياح. كما اعلنت واشنطن ترحيبها ودعت الى ايجاد وسيلة للافراج عن الممرضات والطبيب. واعلن مصدر رسمي ليبي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس "انهى المجلس الاجتماع واعلن تخفيض العقوبة من الاعدام الى المؤبد". ولم يوضح المجلس على الفور مصير المدانين الستة.

واتى هذا القرار بعد تنازل اسر الاطفال الليبيين المصابين بفيروس الايدز الثلاثاء عن تنفيذ عقوبة الاعدام بحق الممرضات الخمس والطبيب البلغار.
وكانت جلسة المجلس الاعلى للهيئات القضائية مقررة الاثنين الا انها تأجلت الى الثلاثاء بانتظار حصول العائلات على "الدية" (الفدية)، وقد رفضت العائلات التوقيع على اية وثيقة قبل تسلم التعويضات.

وقبل صدور القرار بساعتين اعلن المتحدث باسم الاسر ادريس لاغا لوكالة فرانس برس ان الاسر تنازلت عن تنفيذ حكم الاعدام بعد "قبض التعويضات" البالغة قيمتها مليون دولار عن كل ضحية. وقال لاغا انه "بعد ان تم الوصول الى تسوية كاملة والاستجابة الى كافة الشروط" تم تسليم وثيقة تنازل الاسر عن حكم الاعدام الى مؤسسة القذافي التي سلمتها بدورها الى المجلس الاعلى للهيئات القضائية.

كما اوضح المتحدث ان عدد الضحايا ارتفع الى نحو 460 بينهم نحو عشرين من الامهات اصبن بالعدوى من اطفالهن. وخصصت جلسة المجلس الاعلى للهيئات القضائية التابع مباشرة لوزارة العدل الليبية للنظر في هذه القضية بعدما كانت المحكمة العليا الليبية ثبتت في الحادي عشر من تموز/يوليو حكم الاعدام بحق الممرضات الخمس والطبيب.

وبهذا القرار تحققت امنية المفوضة الاوروبية للشؤون الخارجية بينيتا فيرارو فالدنر التي اعربت الثلاثاء في بروكسل عن املها في الوصول بهذه القضية الى "خاتمة ايجابية" وقالت "آمل ان يلتئم المجلس الاعلى للهيئات القضائية سريعا وان نشهد قرارا يسمح بعودة الممرضات والطبيب الى اوروبا".

والمدانون الستة هم الممرضات كريستيانا فالتشيفا وناسيا نينوفا وفاليا تشيرفينياشكا وفالنتينا سيروبولو وسنيجانا ديميتروفا والطبيب البلغاري-الفلسطيني اشرف جمعة حجوج. وادين هؤلاء بالنقل المتعمد لفيروس الايدز الى 438 طفلا في بنغازي، ثاني كبرى المدن الليبية، توفي 56 منهم.

وخلال محاكمتهم دفع المدانون ببراءتهم مؤكدين ان اعترافاتهم انتزعت منهم تحت وطأة التعذيب كما حصلوا على دعم من اثنين من اشهر الباحثين في مجال الايدز هما الفرنسي لوك مونتانيي الذي اكتشف فيروس الايدز والايطالي فيتوريو كوليتسي اللذين جزما بأن سبب انتقال العدوى هو عدم توافر الشروط الصحية في المستشفى.

واعلنت مؤسسة القذافي التي يرأسها سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والتي تفاوضت مع الاسر حول هذه التسوية ان هذه التعويضات صرفت من صندوق مساعدات خاص في بنغازي انشاته طرابلس وصوفيا عام 2005 تحت رعاية الاتحاد الاوروبي. وكان المدانون الستة تقدموا بالتماس عفو الى المجلس الاعلى للهيئات القضائية وتعهدوا خطيا بعدم ملاحقة الدولة الليبية قضائيا على السنوات التي قضوها في سجونها منذ 1999.واخذ المجلس الاعلى للهيئات القضائية هذه الوثائق بعين الاعتبار لدى اصدار قراره.

الطبيب الفلسطيني والممرضات البلغاريات الخمس

وكانت قد وصلت الممرضات البلغاريات الخمس اللواتي خففت عقوبتهن الثلاثاء بقرار من المجلس الاعلى للهيئات القضائية من الاعدام الى السجن المؤبد بتهمة حقن اطفال ليبيين بفيروس الايدز، الى ليبيا في التسعينات بعد انهيار الاتحاد السوفياتي املاً في الحصول على حياة افضل.


اما الطبيب الفلسطيني الذي منح في الآونة الاخيرة الجنسية البلغارية الذي ثبت حكم الاعدام في حقه كذلك، فكان يتدرب في احد المستشفيات الليبية حين اعتقل واتهم على غرار الممرضات الخمس بنقل فيروس الايدز الى مئات الاطفال.

- كان اشرف احمد جمعة حجوج يتدرب في مستشفى الاطفال في بنغازي في اطار تخصصه في الطب حين اعتقل في 29 كانون الثاني/يناير عام 1999. وعثرت عليه عائلته في سجن بعد بحث استمر عشرة اشهر.وفر والده احمد استاذ الرياضيات وشقيقته المحامية دارين من ليبيا في كانون الاول/ديسمبر 2005 متذرعين برغبتهما في الحج قبل ان يلجآ الى هولندا.وهما يقولان انه تمت مضايقة العائلة برمتها، فقد نجا كل من احمد ودارين من محاولات قتل، في حين تم طرد الوالدة من عملها كمدرسة والشقيقات الثلاث الاخرى (28 و25 و24 عاما) من الجامعة في ليبيا.
وحصل حجوج في الآونة الاخيرة على الجنسية البلغارية.

- وصلت كريستيانا فالتشيفا (48 عاما) الى ليبيا في 30 اذار/مارس 1991 مع زوجها الثاني درافكو غيورغييف (58 عاما) الذي امضى خمس سنوات في السجن مع الممرضات قبل ان يفرج عنه في 2004.ولكريستيانا التي تزوجت عن عمر 17 سنة ابن يدعى سلافي يبلغ من العمر 29 عاما حاليا. وبعد حصولها على الطلاق من زوجها الاول، تابعت دراستها في التمريض وتزوجت غيورغييف.
وضحت والدة كريستيانا، زوركا اناتشكوفا وهي خياطة، بكل شيء لتربية حفيدها. وهي تشارك بكل تظاهرات الدعم للممرضات.


- وصلت ناسيا نينوفا (40 عاما) الى ليبيا في 1998. وتم اعتقالها فيما كانت تستعد للعودة الى بلغاريا، وقد حاولت الانتحار خلال فترة احتجازها بعدما اكدت انها تعرضت للتعذيب على يد الشرطة.
وحين غادرت بلغاريا، كان ابنها رادوسلاف يبلغ من العمر تسع سنوات. وهو يدرس حاليا في فرنسا. وكان زوجها ايفان نينوف وهو طبيب انتقد بشدة السلطات البلغارية لعدم تمكنها من الحصول على اطلاق سراح الممرضات. ومنذ تثبيت حكم الاعدام عليهن عام 2006، لم يعد يدلي بتصريحات علنية.وفي بداية محاكمة الممرضات في ليبيا، اصيبت والدة ناسيا، ستانكا ستويكوفا المدرسة السابقة في البيولوجيا والكيمياء بنوبة قلبية استطاعت الشفاء منها في ما بعد.

- عملت فاليا تشيرفينياشكا (55 عاما) في مستشفى ليبي بين 1984 و1997 قبل ان يتم توظيفها في مستشفى الاطفال في بنغازي في الخامس من شباط/فبراير 1998.وقد وجه زوجها اميل اوزونوف تهديدا شفهيا لوزيرة الخارجية البلغارية السابقة ناديجدا ميخايلوفا واتهمها بعدم التحرك على اثر المعلومات التي تقدم بها اواخر 1999 حول تعرض الممرضات للتعذيب.
وهو عامل بناء وقد اعتقل مع الممرضات قبل ان يطلق سراحه بعد بضعة ساعات. ولفاليا واميل ابنتان.

- بدأت فالنتينا سيروبولو (48 عاما) العمل في ليبيا اعتبارا من 17 شباط/فبراير 1998 الى ان تم اعتقالها في التاسع من شباط/فبراير 1999. وكانت قداتخذت قرارا صعبا بالسفر الى ليبيا قبل سنة من انهاء ابنها لوبومير دراسته الثانوية حتى تتمكن من دفع اقساطه الجامعية. ولم يتمكن لوبومير من رؤية والدته مجددا الا عام 2003 وقد حصل مذاك الحين على شهادتي جدارة من جامعة صوفيا الفنية.


- سنييانا ديميتروفا (54 عاما) وهي مصابة بمرض السكري ويبدو عليها الارهاق اكثر من الممرضات الاخريات. ويرفض زوجها غيورغي الذي يسكن بمفرده التكلم عن المصيبة التي المت به.
واعتقلت للمرة الاولى مع الممرضات الاخريات في كانون الاول/ديسمبر قبل ان يطلق سراحها بعد يومين الى انه اعيد توقيفها في شباط/فبراير 1999. ولديها ابنة، بولينا، التي تبلغ من العمر 28 عاما وابن، ايفايلو (34 عاما) وهما من زواج آخر.وكان زوجها السابق قد عمل في ليبيا وعارض ذهاب زوجته الى هذا البلد، لكن سنييانا اصرت لأنها تريد دعم ولديها ماديًا.

ساركوزي يعرب عن ارتياحه للقرارات الليبية بشأن الممرضات

من جانبه اعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الثلاثاء في بيان عن "سعادته" اثر صدور "القرارات الليبية" التي الغت احكام الاعدام بحق الطبيب والممرضات البلغار المتهمين بنقل فيروس الايدز لاطفال ليبيين.

وقال بيان للرئاسة الفرنسية "ان رئيس الجمهورية يعرب عن سعادته بالقرارين الليبيين المتخذين اليوم اللذين يفتحان الباب امام تسوية لقضية الاطفال الليبيين المأساوية في بنغازي وافراد الكادر الطبي البلغار الستة".

واضاف "ان اسر الاطفال الليبيين المصابين بفيروس الايدز قبلوا اليوم التخلي عن عقوبة الاعدام بشأن الموظفين الطبيين البلغار الستة في اطار تقليد الصفح الاسلامي" مشيرا الى ان "هذا القرار حكيم ويستحق التقدير".

وتابع البيان ان ساركوزي "يعرب عن سعادته ايضا بقرار اعلى هيئة قضائية ليبية الغاء احكام الاعدام الصادرة عن المحكمة العليا بحق افراد الكادر الطبي البلغاري الستة. ومن خلال تخفيض احكام الاعدام الى احكام بالسجن فتحت الهيئة القضائية العليا الباب امام تسليم محتمل للموظفين الستة".وكان الطبيب والممرضات البلغار اتهموا منذ ثماني سنوات بنقل فيروس الايدز عمدا الى 438 طفلا ليبيا في مدينة بنغازي ثاني اكبر المدن الليبية، وتوفي 56 من هؤلاء الاطفال.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف