كوسران أنهى مهمته دون التوصل لتقريب وجهات النظر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: انهى الموفد الفرنسي جان كلود كوسران الاربعاء مهمة استمرت ثلاثة ايام في بيروت دون ان يقرب وجهات النظر بين الاكثرية النيابية والمعارضة توصلا لحل الازمة السياسية بين الطرفين المستمرة منذ اكثر من ثمانية اشهر ونصف.
ففي حين سعى كوسران خلال زيارته التي استمرت ثلاثة ايام الى تأمين استئناف الحوار في لبنان على سلة حلول متكاملة، اشترطت المعارضة التي يقودها حزب الله اولوية تشكيل حكومة وحدة وطنية فيما رفضت ذلك الاكثرية مطالبة باستئنافه بدون شروط.
كما عمل كوسران الذي غادر بيروت بعد ظهر الاربعاء، خلال لقاءاته على تحضير برنامج زيارة وزير خارجية بلاده برنار كوشنير الى لبنان المقررة السبت المقبل. واوضح نواف الموسوي مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله لوكالة فرانس برس ان المعارضة تريد "ان تكون طاولة مجلس الوزراء هي طاولة الحوار".
وقال الموسوي الذي مثل حزبه في لقاء سان-كلو الحواري الذي انعقد قرب باريس في 14 و15 تموز/يوليو "لا نريد ان تتكرر حوارات لتضييع الوقت" في اشارة الى الحوار السابق بين الاطراف اللبنانية عام 2006 الذي لم يؤد الى حل الازمة. واكد الموسوي الحرص على "استمرار المبادرة الفرنسية ونجاحها".وقال "كي ينجح نعتقد ان الحوار لا يجب ان يكون مضيعة للوقت وانما يجب تشكيل حكومة وحدة وطنية تواصل بحث المسائل الاخرى المتعلقة بالمسائل الخلافية". يذكر ان الوساطة الفرنسية اصطدمت في سان كلو بالنقطة التي اصطدمت بها الوساطة التي قام بها منذ نحو شهر امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى مع وفد عربي.
وتتلخص هذه النقطة بوجود اولويتين متعارضتين: الغالبية المناهضة لدمشق تطالب بسلة متكاملة للحل تشمل ضمانات الاستحقاق الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، والمعارضة تطالب بحكومة وحدة وطنية توفر لها الثلث المعطل بدون ربطها باي التزام مسبق لاتمام انتخاب رئيس جمهورية جديد يخلف اميل لحود حليف دمشق.
وقال الوزير احمد فتفت، من نواب الاكثرية، لوكالة فرانس برس "اعتقد ان حزب الله (قائد المعارضة) لا يريد حصول لقاء حواري في بيروت". واضاف فتفت الذي مثل تيار المستقبل (من قوى 14 اذار التي تمثلها الاكثرية النيابية) في لقاء سان-كلو "اقترحنا اصلا في سان كلو لقاء حواريا ثانيا على الاراضي اللبنانية" مؤكدا ان كوسران سعى "لاعادة تفعيل لقاء سان كلو".
وذكر النائب الاكثري سمير الجسر ان نجاح المبادرة الفرنسية في عقد لقاء سان كلو شكل "بداية جيدة". وقال "المطلوب استكمالها. ونامل ان تستكمل على الاراضي اللبنانية". وكان النائب سعد الحريري زعيم تيار المستقبل قد جدد التأكيد مساء الثلاثاء على ان "الحوار هو خيار اللبنانيين الوحيد".
وقال في كلمة ألقاها لمناسبة تكريمه السفير الفرنسي برنار ايميه قبل انتقاله من منصبه في لبنان ان أي هروب من الحوار، هو هروب من البحث عن الحلول الحقيقية، سواء بالنسبة الى قيام حكومة وحدة وطنية او لاستحقاق رئاسة الجمهورية، او سائر الازمات العالقة في البلاد".
وذكرت صحيفة "السفير" المعارضة الاربعاء ان حزب الله حذر كوسران من الربط بين حكومة وحدة وطنية والاستحقاق الرئاسي باعتباره "كمينا سياسيا".واكد كوسران الاربعاء اثر لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، احد قادة المعارضة، ان البحث كان "مفيدا" وشمل "تقييم لقاء سان-كلو". واضاف "تطرقنا الى المباحثات التي اجريتها مع الدول المجاورة ومع عدد من المسؤولين اللبنانيين". وكان كوسران قد قام في الفترة الفاصلة بين لقاء سان كلو وزيارته الى بيروت بجولة شملت دمشق وطهران والقاهرة حيث التقى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ثم الرياض.
وشملت لقاءات كوسران يوم وصوله تباعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ثم النائب سعد الحريري ثم النائب ميشال عون رئيس التيار الوطني الحر وأحد اقطاب المعارضة. والثلاثاء اجتمع كوسران بعدد من قادة الاكثرية ثم التقى مساء ممثلين عن حزب الله.
يذكر بان كوشنير بادر الى التحرك للمساعدة على حل الازمة ونجح بجمع ممثلين من الصف الثاني عن الفرقاء في سان كلو في لقاء اسفر عن كسر الجليد بدون ان يؤدي الى نتائج عملية. وتعتبر المعارضة ان الحكومة "غير شرعية" منذ ان استقال منها ستة وزراء من المعارضة، بينهم الوزراء الخمسة الذين يمثلون الشيعة، في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.