أخبار

التهديد القادم من إسلام أباد والضربات الأميركية المحتملة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بين القاعدة والإسلاميين ..مشرف يمر بأصعب مراحل حكمه :
التهديد القادم من اسلام اباد والضربات الأميركية المحتملة

واشنطن-اسلام اباد :من المتوقع أن يسافر الرئيس الباكستاني برويز مشرف الحليف للولايات المتحدة الى كابول في مطلع الاسبوع الحالي لحضور اجتماع رئيس لسياسيين ورجال قبائل باكستانيين وأفغان لبحث سبل محاربة الهجمات التي يشنها تنظيم القاعدة وحركة طالبان الافغانية.ولم يحضر مشرف مجلسا مدته أربعة أيام الذي يعرف باسم جيركا والذي بدأ الخميس مشيرا الى ارتباطات ملحة بالوطن.واعتبر تغيبه ضربة للاجتماع الذي أضعفته بالفعل مقاطعة بعض شيوخ القبائل الباكستانية.

ولكن وزارة الخارجية الباكستانية قالت ان مشرف وافق "من حيث المبدأ" على إلقاء كلمة في الجلسة الختامية للاجتماع في مطلع الاسبوع الحالي بعد أن تلقى اتصالا من الرئيس الافغاني حامد كرزاي.وتابعت الوزارة في بيان في وقت متأخر من مساء الجمعة "الرئيس كرزاي قال ان مشاركة الرئيس (مشرف) الشخصية ستكون مصدر دعم وتشجيع."

وبعد ساعات من إلغاء زيارته الى كابول الاربعاء ظهرت تقارير في شتى أنحاء باكستان بأن مشرف الذي يمر بأصعب مرحلة خلال فترة حكمه ومدتها ثمانية أعوام يعتزم اعلان حالة الطوارئ في البلاد.وفي ضربة أخرى لمشرف أعادت المحكمة العليا كبير قضاة البلاد الى منصبه بعد أن حاول مشرف عزله في اذار / مارس.ورفض مشرف الدعوات لاعلان حالة الطوارئ بعد التشاور مع مستشاريه يوم الجمعة. واتصلت أيضا وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس به هاتفيا وناقشت التطورات السياسية في باكستان.

وكان مشرف وكرزاي اتفقا بنهاية العام الماضي على الدعوة لعقد مجلس القبائل الذي يعرف باسم جيركا لبحث استراتيجية مشتركة ضد مقاتلي القاعدة وطالبان وكوسيلة للتقريب بين دولتين كثيرا ما تنشأ بينهما خصومات لكنهما حليفتان مهمتان للولايات المتحدة.وكثيرا ما يتهم مسؤولون أفغان باكستان بايواء مقاتلي طالبان والقاعدة لإضعاف أفغانستان المجاورة.

ويقع مشرف أيضا تحت ضغط أميركي متزايد لتشديد الاجراءات ضد المتشددين في المناطق الباكستانية الواقعة على الحدود مع أفغانستان.واقترح سياسيون أميركيون توجيه ضربات أميركية داخل باكستان الأمر الذي اثار انتقادات حادة من اسلام أباد.واستبعدت باكستان مرارا السماح للقوات الاجنبية بالعمل داخل أراضيها وقالت ان قواتها قادرة تماما على التعامل مع المتشددين.

هل تضرب أميركا أهدافا في باكستان؟


جاءت كلمات باراك أوباما أحد المرشحين للسباق على البيت الأبيض الأسبوع الماضي والتي ذكر فيها أنه لن يتردد في مهاجمة أهداف لتنظيم القاعدة داخل الأراضي الباكستانية إذا ما توفرت معلومات استخباراتية مؤكدة، وفي حالة عدم قيام حكومة مشرف بما يلزم، لتشعل الجدل داخل واشنطن حول كيفية التعامل مع باكستان. وقد أثارت أزمة المسجد الأحمر والاقتتال بين القوات الأمنية الباكستانية وطلبة وطالبات المدارس الدينية في باكستان، والتي انتهت باقتحام المسجد، وقتل العديد من المتحصنين به، والذي أثار حفيظة الأوساط الشعبية الباكستانية؛ بشأن إدارة الحكومة الباكستانية لأزمة المسجد الأحمر، وإمكانية توجيه ضربة عسكرية أميركية لتنظيم القاعدة، وحركة طالبان الداعمة والمساندة للتنظيم، وعدد من التنظيمات والجماعات التابعة لهما داخل الأراضي الباكستانية، حيث يتزايد نفوذهم، ولاسيما في المناطق الشمالية، تساؤلات من قبيل مدى نجاح إسلام أباد في مكافحة الإرهاب خلال مشاركتها في الحرب العالمية على الإرهاب بقيادة واشنطن، ومدى تأثير الإخفاقات الباكستانية على علاقاتها مع واشنطن، وما هي الاستراتيجية الأميركية المستقبلية لتدعيم وتعزيز الجهود الباكستانية في إطار مكافحتها لتنامي نفوذ القاعدة وطالبان على أراضيها.


باكستان نقطة انطلاق القاعدة

تشير الاستخبارات الأميركية إلى أن القاعدة وطالبان يعيدان ترتيب صفوفهما في المناطق الجبلية الباكستانية، وأن التهديد يأتي من إسلام أباد، وليس أفغانستان وذلك حسب مقال لـ "فيليب جوردون" (Philip H. Gordon) المتخصص في السياسة الخارجة الأميركية، منطقة الشرق الأوسط، تركيا، وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في معهد بروكنجز (Brookings Institution)، ومدير الشؤون الأوروبية، والمعنون بـ " لو نجحت باكستان، القاعدة لن تنجح" (If Pakistan Prospers, al Qaeda Will Not) حيث يشير إلى نجاح زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن"، والرجل الثاني في التنظيم "أيمن الظواهري"، ورجالات التنظيم وحركة طالبان في الاختباء في باكستان؛ حيث الملاذ الآمن الذي يمكنهم من التخطيط لهجماتهم الإرهابية في كافة أرجاء المعمورة، ولاسيما المصالح الأميركية والغربية على وجه الخصوص.

فضلا عن أن إسلام أباد كانت نقطة الانطلاق لبعض المنفذين والمخططين للعديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت الدول الغربية، على غرار أحداث لندن 2005، وكذلك المخططات الإرهابية التي أحبطتها السلطات الأمنية البريطانية مؤخرا، فالتحقيقات والتقارير الاستخباراتية أظهرت أنهم تلقوا تدريباتهم والدعم المالي في إسلام أباد.وحضور القاعدة في باكستان ولاسيما غرب باكستان لا يأخذ شكل المعسكرات الكبيرة، التي يسهل رصدها؛ ومن ثم إمكانية القضاء عليها بسهولة بضربات جوية، ولكنها أضحت تتسم بالهلامية، حيث أصبحت منقسمة إلى مجموعات صغيرة من الأفراد المنتشرين في المناطق الجبلية التي يقدم سكانها المحليون الدعم لهم.

ويذكر أن الأفغان ارتبطوا بعلاقات قوية بالجيش الباكستاني، ففي عام 1971 استعان الجنرال "محمد يحي خان" بجماعات إسلامية في الحرب بين الحكومة المركزية والقبائل شرق باكستان. وفي منتصف الثمانينات من القرن المنصرم، توطد التحالف بين الجيش الباكستاني والإسلاميين، فقد مدت الاستخبارات الباكستانية المجاهدين الأفغان والعرب بالمال والعتاد في حربهم ضد الاتحاد السوفياتي السابق. فضلا عن، تعاطف أغلبية الشعب الباكستاني، ولاسيما قبائل الشمال مع مقاتلي حركة طالبان وتنظيم القاعدة، الذين يقدمون لهم الدعم والملاذ الآمن، وكذلك بين المدارس الدينية التي تلعب دورا مهم داخل باكستان.

وهو ما أكده "دانيل ماركي" (Daniel Markey) الباحث في مجلس العلاقات الخارجية، المتخصص في الشؤون الهندية والباكستانية وجنوب آسيا، والذي عمل في إدارة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأميركية، في دراسته المعنونة بـ " الاختيار الخطأ في باكستان " (A False Choice in Pakistan)، والمنشورة في مجلة "الشؤون الخارجية" "Foreign Affairs" الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية في عددها يوليو/ أغسطس 2007، من أن أفراد كل من القاعدة وطالبان يتمتعان بملاذ آمن في إسلام أباد، والذي يعبر عن الإخفاق الباكستاني في مواجهتهما، والذي دفع العديد من المسؤولين في الإدارة الأميركية وأعضاء الكونغرس الأميركي إلى انتقاد بطء الجهود الباكستانية، ودعوة البعض منهم إلى تهديد باكستان بفرض عقوبات عليها؛ في حال إخفاقها في تعزيز إجراءات مكافحة الإرهاب، في حين يدعو البعض الآخر إلى عزل نظام مشرف "الاستبدادي" وإرساء حكم ديمقراطي.

وقد زادت تلك الانتقادات بعد الصفقة المبرمة بين الرئيس "برويز مشرف" وزعماء القبائل في وزيرستان، والتي تنص على أن تتوقف السلطات الباكستانية عن القيام بعمليات عسكرية في منطقة القبائل، مقابل أن تتوقف القبائل عن دعم الجماعات المتطرفة، والتي رأت فيها واشنطن أنها منحت الفرصة للقاعدة وطالبان لإعادة التجمع مرة أخرى، إذ حدت الاتفاقية من قدرة القوات الباكستانية للتعامل مع نفوذ كل من القاعدة وطالبان هناك. وجمدت تلك الصفقة بعد اقتحام القوات الباكستانية للمسجد الأحمر، والذي ترى فيه العديد من الأوساط أنه قد يكون حافزا لإسلام أباد للقيام بحملة نشطة ضد الجماعات المتطرفة.

إخفاق إسلام أباد في مواجهة تنامي الجماعات الإرهابية هناك؛ دفع البعض داخل الولايات المتحدة إلى الضغط على الرئيس الأميركي "جورج بوش" للتحرك بالقيام بعمليات عسكرية في الأراضي الباكستانية؛ بغية وقف تنامي تلك الجماعات الإرهابية والتي تصدرت افتتاحيات الصحف الأميركية، ولاسيما "الواشنطن بوست"، والتي جاء في افتتاحيتها "لا يجب أن تستبعد الإدارة الأميركية أي خيار، بما في ذلك ضرب مناطق النفوذ والجماعات الإرهابية داخل الأراضي الباكستانية" وهو الأمر الذي ترفضه باكستان.

وفي هذا الصدد يرى "جوردون " في مقاله المنشور على موقع المعهد، أنه في الوقت الذي كانت ترسل فيه الحكومة الباكستانية قواتها لمحاربة التنظيمات الإرهابية، كانت هناك فروع داخل المؤسسة العسكرية تدعم طالبان بشكل نشط؛ للحيلولة دون سقوط أفغانستان تحت السيطرة الهندية أو الأميركية.


ماذا أثمرت الجهود الباكستانية

سعت واشنطن إلىكسب ود نظام مشرف خلال التحالف الدولي على الإرهاب، فمنحت باكستان ما يزيد على عشرة بلايين دولار منذ عام 2001، فضلا عن إسهامها في تخفيض الديون الباكستانية، والذي أفضى إلى نمو اقتصادي فاق الـ (5%) في الأعوام الأربعة الماضية.

فحسب "دانيل"، أثمر التعاون الباكستاني- الأميركي في القبض على عدد من قياديي القاعدة، أو ملاحقتهم، وتشتيت وتمزيق صفوفهم، ومنهم "أبو زبيدة" و"رمزى بن الشيبة" في عام 2002، و"خالد شيخ محمد" في عام 2003، و"محمد نعيم" و"نور خان" في عام 2004، و"أبو فرج" الليبي في عام 2005.
وفي شهادته المعدة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي (25/7/2007) قال نيكولاس بيرنز (R. Nicholas Burns) ، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، إن باكستان حليف استراتيجي في الحرب على الإرهاب، وهي شريك لا يمكن الاستغناء عنه في مواجهة القاعدة، وباقي الجماعات الإرهابية الأخرى. كما اعتبر أن إسلام أباد أضحت أحد مفاتيح الاستقرار في جنوب آسيا، التي أصبحت تحتل مكانة مهمة في السياسة الخارجية الأميركية بعد أحداث 11 سبتمبر.

ويرى أن المساعدات الأميركية لإسلام أباد تأخذ صورتين، تأتي الأولى في المساعدات العسكرية الأميركية لمحاربة الجماعات الإرهابية، وتأتي الأخرى في صورة مساعدات اقتصادية لدعم عملية الإصلاح لخلق بيئة رافضة للجماعات الإرهابية والتطرف. وأوضح في شهادته أن الولايات المتحدة زودت باكستان خلال عام 2007 بنحو 843 مليون دولار مساعدات اقتصادية وأمنية، مما جعلها المتلقي الخامس للمساعدات الأميركية.

وفي إطار التأكيد على الجهود الباكستانية في محاربة الإرهاب، قال مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الآسيوية الجنوبية والوسطى "ريتشارد بوشير" (Richard Boucher) إن التعامل الباكستاني مع أزمة المسجد الأحمر دليل على الجهود التي تبذلها في مكافحة الإرهاب، والتي تأكدت بعودة القوات للحدود الشمالية حيث القبائل العشائرية الداعمة للقاعدة وطالبان، مما يعد دليلا آخر على جدية إسلام أباد لمواجهة التطرف.

ويعترف المسؤولون الأميركيون بالجهود التي قدمتها إسلام أباد في مجال القضاء على أفراد التنظيمات الإرهابية والمشاركة بالقوات في تحالفها الدولي ضد الإرهاب، فضلا عن إغلاق باكستان حدودها الغربية، ووضع قاعدتين بحريتين، وثلاث قواعد جوية، ومجالها الجوى تحت إمرة الجيش الأميركي، وذلك حسبما أوردته الباحثة المشاركة في "مركز التحليل والوقاية من الأزمات" في معهد السلام الأميركي (USIP)، والمتخصصة في الشؤون العسكرية والآسيوية "كريستين فاير" (Christine Fair) في كتابها المعنون بـ"تحالف محاربة الإرهاب: التحالف مع باكستان والهند " (The Counterterror Coalitions: Cooperation with Pakistan and India)، الصادر عن مؤسسة راند (RAND) في عام 2004.

كما أشار (Touqir Hussain)، وهو دبلوماسي باكستاني سابق، عمل سفيرا لدى اليابان، أسبانيا والبرازيل، في دراسته المعنونة بـ" الارتباط الباكستاني ـ الأميركي: الحرب على الإرهاب وما بعدها"، ( U.S.-Pakistan Engagement: The War on Terrorism and Beyond) والمنشورة على موقع معهد السلام الأميركي (USIP) ، إلى أن باكستان نشرت أكثر من سبعين ألف من قواتها على الحدود الأفغانية، وشنت أكثر من ثماني وثلاثين عملية ضد المنظمات الإرهابية، وأكثر من ثلاثمئة من أفراد جيشها قتلوا، حيث تكبدت باكستان خسائر لم يتحملها أي حليف شارك في الحرب على الإرهاب، فضلا عن المساعدات الاستخباراتية الباكستانية التي مكنت واشنطن من القبض على أفراد وقيادات تنظيم القاعدة. فكبار أعضاء التنظيم الذين تم القبض عليهم اعتقلوا في باكستان بمساعدة الحكومة هناك، بجانب قيامها بالقبض على أكثر من سبعمئة إرهابي مشتبه فيهم وتجميد اثنين وثلاثين حسابا مصرفيا يشك في أنها على صلة بالمنظمات الإرهابية.


توصيات للإدارة الأميركية

نظرا لأهمية ومكانة إسلام أباد في الاستراتيجية الأميركية وتحالفها الدولي لمكافحة الإرهاب، طرح العديد من المسؤولين والخبراء والساسة عددا من التوصيات للإدارة الأميركية؛ بغية تعزيز الجهود الباكستانية لمكافحة الإرهاب، وتقويض تنامي تنظيم القاعدة وحركة طالبان على أراضيها، ومن تلك التوصيات ما طرحه "ستيفين كوهين" (Stephen P. Cohen) وهو من كبار مستشاري معهد بروكنجز، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون، والذي عمل مستشارا في وزارة الخارجية الأميركية للإدارات المختلفة، والمؤلف لعدد من الكتب عن التسلح والصراعات السياسية، وكتابين عن باكستان، خلال شهادة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي (25/7/2007) منها:

bull; أنه في الوقت الذي يتصاعد فيه الحديث عن بداية شن عمليات عسكرية أميركية على الأراضي الباكستانية؛ لتقويض حركة طالبان وتنظيم القاعدة وللحفاظ على السيادة الباكستانية على أراضيها، فإن تلك العمليات يجب أن تتم بمساعدة القوات الباكستانية.

في هذا الصدد يري "جوردون" في مقالته السابق الإشارة إليها أن الأسلوب الأمثل للعمل مع تلك المشكلة، يتمثل في مواصلة الدعم للجهود الباكستانية لمكافحة التنظيمات الإرهابية، والضغط على إسلام أباد لمنع تدعيم التطرف والتي تتنوع بين مساعدات عسكرية، اقتصادية، وإنسانية، بجانب تحفيز الدول الغربية للاستيراد من باكستان، وتدعيم التعليم المدني في مواجهة المدارس الدينية، وخلق فرص عمل؛ للشباب لتقليل فرص تجنيدهم من قبل المنظمات الإرهابية.



الدعم الأميركي لباكستان لا يجب أن يجعلها تغض الطرف عن التحول الديمقراطي في باكستان، والتي يري فيها "دانيل" أنها قد تكون فرصة للتقرب من المنظمات الإسلامية المقربة من طالبان المعارضة لواشنطن. فحسب "دانيل" الاستخبارات الباكستانية وضباط وجنود في الجيش الباكستاني عززوا علاقاتهم بهذه الجماعات، فهم يعتبرونها ضمان المحافظة على نفوذهم في حال تخلي الولايات المتحدة عنهم كما حدث أكثر من مرة خلال السنوات الماضية. وبجانب الخوف من أن تأتي الانتخابات الديمقراطية بقيادات تعارض الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة قال "جوردون"إن غالبيتهم لم يفطنوا إلى أن المزيد من القمع من قبل النظام الباكستاني سوف يؤدي إلى خلق بيئة مواتية لتفريخ جماعات إرهابية.

فالكثير من الأكاديميين والطلاب والساسة الذين التقى بهم "جوردون" مؤخرا في إسلام أباد يرفضون دعم نظام مشرف "الاستبدادي"، وكذلك الدعم الأميركي له. ولهذا فقد نشطت حركات المعارضة داخل باكستان بعد قمع مشرف للنظام الإعلامي والقضائي، والذي أدي إلى اشتباكات مع القوات الحكومية هناك.
ولذا، على الولايات المتحدة توطيد دور القادة الباكستانيين المعتدلين، من دون تقويض ثقة المؤسسة العسكرية هناك بها، ومن دون قبول واشنطن لاحتكار المؤسسة العسكرية السلطة السياسية، والدعوة إلى احترام الديمقراطية خلال الاستحقاقات القادمة. فمن شأن التلاعب بالانتخابات زيادة شعبية الإسلاميين وفوزهم بأصوات المقترعين بنسبة تفوق تلك التي حصلوا عليها في انتخابات عام 2002.

bull; أن تستغل واشنطن فترة الهدوء بين الجارتين النوويتين لشن حملة دبلوماسية لحل مشكلة كشمير المتنازع عليها؛ فحل تلك المشكلة سوف يمكن "مشرف" من مواجهة الجماعات المتطرفة، ولاسيما التي تستغل تلك القضية في تجنيد وتجييش المتعاطفين مع قضية كشمير، في صفوفها لاستخدامهم في عملياتها الإرهابية. وموازنة واشنطن علاقاتها مع إسلام أباد بعد توقيع واشنطن اتفاقية التعاون النووي المدني مع نيودلهي.

المصادر:تقرير واشنطن -رويترز

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف