أخبار

ساركوزي يعود الى باريس بعد عطلة مثيرة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


صلاح نيّوف:

بعد قضاء عطلته الصيفية في الولايات المتحدة يعود الرئيس الفرنسي اليوم إلى باريس حتى يتمكن من تحضير جدول أعماله الذي يبدو أنه مشبع بالشؤون الفرنسية الداخلية والخارجية. هذه العطلة الصيفية التي أحدثت الكثير من الضجيج من حولها، شغل فيها ساركوزي لأسبوعين متتالين السياسة و الإعلام.

و مع انتهاء العطلة يعود ساركوزي الى فرنسا، بعد أسبوعين في اميركا، وهي استراحة صيفية في شمال شرق الولايات المتحدة، اكد رئيس الدولة الفرنسية انه جاء الى " وولفبورو" بشكل عائلي باحثا عن " الغابات، البحيرات، والهدوء" كما تشير بمواربة بعض الصحف الفرنسية، لكنه لم يجد سوى الغابات و البحيرات. فالراحة والهدوء لم يحصل عليهما، كما يبدو، الرئيس الفرنسي.

وبين حضور وسائل الإعلام، وكثرة الكلام والجدال عن تكلفة هذه العطلة الصيفية أو حول إطلاق سراح الممرضات البلغاريات، كان ساركوزي جاهزا للبقاء دائما في الخط الأول، لم يتوقف عن شغل المسرح الإعلامي و السياسي. حيث بعد مغادرته فرنسا بقليل كان على ساركوزي مواجهة أول حديث عن تكلفة عطلته الأميركية حيث كلفة الأسبوع الواحد 22000 يورو، مصاريف، إذا أضفنا إليها أجور التنقل، "تشكل مجموع أجرة لسنة كاملة" وفق صحيفة ـ لا تريبون ـ الفرنسية، ووفق عضو البرلمان الاشتراكي " رينيه دوسيير" ( مؤلف كتاب، المال الخفي للإليزيه).

ورد ساركوزي سريعا على الإشاعات قائلا " أتيت إلى " وولفبورو" لأنه لدي أصدقاء يأتون إليها منذ سنوات طويلة. لقد استأجروا بيتا و دعونا إليه. فلا داعي لكثرة الكلام عن الموضوع". ولكن هذه ليست المرة الأولى بالنسبة له، فبعد استراحته ما بعد الانتخابات في مالطا، على يخت استعاره من الصناعي "فانسينت بولوري"، الحزب الاشتراكي لم يتأخر بالإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي لديه عدد مهم " من الأصدقاء الكرماء".

جدال آخر يواجه ساركوزي حول المقابل، المفترض أو الحقيقي ( وفق صحيفة لا تريبون)، الذي وافقت عليه فرنسا لليبيا من أجل إطلاق سراح الممرضات البلغاريات. جدل توسع بشكل كبير بعد تصريحات نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام معمر القذافي، حول التوقيع الرسمي لاتفاقيات تتعلق بالتسليح بين شركة EADS و الحكومة الليبية. و بشكل مستعجل و مضغوط و بلغة المنزعج شرح ساركوزي طبيعة الاتفاق و أكد أنه لا يوجد مقابل لإطلاق سراح البلغاريات: " سأعمل على إيجاد عمل، و أسواق للعمال الفرنسيين".

لحظات مهمة قضاها الرئيس الفرنسي أثناء عطلته، حيث تقاسم hot -dogs و الهامبرغر مع الرئيس جورج بوش، الأب و الابن، في منزلهما الريفي. " شمة هوا" عائلية، لم تشارك فيها زوجة ساركوزي السيدة سيسيليا ساركوزي، التي أصيبت " برشحة" أو ذبحة صدرية، رغم أن الهواء نقي و باستنشاقه عاد الرئيسان ليعيدا تأكيد الصداقة المشتركة: " إن فرنسا و الولايات المتحدة حلفاء قبل 250 عاما، وقد ذكّر بهذا التحالف الرئيس الفرنسي الذي قال" ومع ولادة الولايات المتحدة، فرنسا اختارتها، في ذلك العصر حيث لم يكن هناك سوى 4 ملايين أميركي. فرنسا كانت صديقة للأميركيين".

وفي اللحظة التي قرر غاردن براون رئيس وزراء بريطانيا الجديد، أن يأخذ مسافة من الولايات المتحدة، فان " ساركوزي الأميركي" ـ وفق لا تريبون ـ استفاد من عطلته من أجل تعزيز العلاقات الفرنسية/الأميركية.

و من أجل أن ينهي كما بدأ، نيكولا ساركوزي وضع بين يديه ملف " subprime" ( أزمة الائتمان العقاري) مرسلا بريدا سريعا إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، و التي تترأس الآن " مجموعة السبع". واقترح الرئيس الفرنسي في رسالته أن يعد وزراء مالية الدول السبع الأكثر تصنيعا " تقريرا تحليليا و ينتهي بمقترحات" من أجل تحسين الشفافية في الأسواق وسيكون هناك فرصة لعرضه في اجتماعهم في واشنطن في شهر تشرين الأول(أكتوبر) المقبل.

في الوقت المستقطع، و أثناء العطلة الأميركية، قام ساركوزي برحلة ذهاب ـ إياب لحضور جنازة الكاردينال " لوستينجر"، ولم يضيع الوقت بإرسال بريد سريع أيضا إلى وزيرة الداخلية " ميشيل أليوت ـ ماري" طالبا منها أخذ " كل الاحتياطات الضرورية" لتأمين مدن الألعاب الفرنسية"، داعيا إلى اجتماع وزاري لاختبار الإجراءات الهادفة لمنع عودة ظاهرة الاعتداءات الجنسية. و كل هذا بين جلسة" footing" ورحلة في يخت.

اما في ما يتعلق بمعرفة الجهة التي مولت إجازة ساركوزي الصيفية كان لا بد من انتظار تصريحات الرئيس، الذي كشف عنها في الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم على موقع صحيفة " لو موند" الفرنسية. وأكدت صحيفة "لو موند" الفرنسية أن الرئيس الفرنسي اتصل بنفسه بالصحيفة للتأكيد أو " التحذير" من بعض التفاصيل حول اصطيافه الأميركي وفق ما أوردته الصحيفة في عددها اليوم : " لا أريد أن تتحدثوا عن سيسيليا، عني أنا يمكن أن تكتبوا ما تريدون"، ثم بين أن الفيلا التي قضى فيها إقامته " استأجرت من قبل أصدقائنا، Cromback و Agostinelli و اللذين دعونا للإقامة فيها مع أطفالنا". لكن هوية الأصدقاء الذين دفعوا 44000 يورو ثمن الاستئجار للمكان الذي تعود ملكيته للرئيس السابق لشركة Microsoft Mike App وحيث أقام ساركوزي بقيت تقريبا سرا من أسرار الدولة كما تقول الصحيفة.

وفي الولايات المتحدة، فان الصحف المقربة من البيت الأبيض تابعت بشكل مفصل نشاط الرئيس الأميركي حتى في أيام الإجازات.اما في بريطانيا، في إسبانيا أو في ألمانيا، فان مصاريف إجازات رؤساء الحكومات تصدر في بيان. اما في فرنسا، فان الناطق باسم الإليزية " دافيد مارتينون" يتساءل حول هذا الموضوع:" نحن لسنا على علم، من جهة أخرى، هذا يتعلق بحياة الرئيس الخاصة".

السيدة Agostinelli ، المسؤولة عن الاتصالات في Prada-France، هي مقربة جدا من عائلة الرئيس ساركوزي. وهي أيضا متزوجة من ابن Pierre-Jeacute;rocirc;me Heacute;nin، المتحدث الرسمي المساعد في قصر الإليزيه. وزوجها ، مصرفي معروف عمل لفترة مع مصرف Lazard، و الرئيس الفرنسي لطالما قدمه"بصديقي الإيطالي" و خاصة في إجازته الأميركية الأخيرة.

اما عائلة Agostinelli فتعيش بين باريس و نيويورك. وكانت هذه العائلة حاضرة في المطعم الذي أجرى فيه الرئيس الفرنسي احتفال النصر بعد الانتخابات الأخيرة، وفي مناسبات أخرى خاصة بعائلة الرئيس الفرنسي. وتشير الصحيفة الفرنسية الى ان استئجار البيت في " وولفبورو"، المزدحمة في الغالب بالبرجوازية الأميركية، فكرة هذه العائلة.

المتحدث السابق باسم المرشحة الرئاسية في الانتخابات الأخيرة سيغولين رويال، أرنود مونتبورغ، قال إن إقامة الرئيس دفعت من قبل " الأصدقاء أصحاب الملايين" و يتابع وفق صحيفة " لو موند"، "الرئيس عليه أن يكون خارج المصالح الشخصية". أما البرلماني الاشتراكي " رينيه دوسيير"، و الذي كتب تقريرا عن ميزانية الإليزية، اقترح بيع مكان الإقامة الخاص برؤساء فرنسا " مكان خاص بالعطل و الإجازات" و الذي يطلق عليه اسم"بريغونسون" : " نحن لسنا بحاجة لمكان تصييف للرؤساء إذا كان الرئيس يذهب لمكان آخر" كما صرح لصحيفة " لو موند".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف