عضوان بارزان في مجلس الشيوخ: يجب سحب الثقة من المالكي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: رأى سناتور اميركي نافذ الاثنين ان على البرلمان العراقي ان يسحب ثقته من حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وان يستبدلهما برئيس وزراء واعضاء حكومة اقل تأثرا بقناعاتهم الدينية. وقال السناتور الديموقراطي كارل ليفين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي العائد من زيارة الى العراق، انه يأمل بان "يصوت البرلمان العراقي لدى انتهاء عطلته، على سحب الثقة من حكومة المالكي وان يتحلى بالحكمة باستبدالهما برئيس وزراء وحكومة" اقل تأثرا بمعتقداتهم.
وقال السناتور الاميركي في مؤتمر صحافي عبر الهاتف ان "المسؤولين السياسيين العراقيين لا يزالون يتجاهلون الوضع اليائس لشعبهم". واضاف ان المحادثات الاخيرة بينهم "انتجت على ما يبدو القليل من النتائج او لم تنتج شيئا"، مضيفا ان هذا "الفشل يعزز الرأي السائد بان حكومة المالكي لا تعمل ولا يمكنها انتاج حل سياسي لانها مرتبطة كثيرا بقادة دينيين".
وكان كارل ليفين وصف في بيان مشترك صدر عنه وعن السناتور الجمهوري جون ماكين الذي رافقه في زيارته الى العراق، المفاوضات الاخيرة بين القادة العراقيين بانها "الفرصة الاخيرة (...) لحل الازمة السياسية العراقية". وقال عضوا مجلس الشيوخ "اذا فشلوا، فان على الجمعية الوطنية والشعب في العراق ان يقوما نتائج ما قامت به الحكومة العراقية وتحديد الخطوات الواجب اتخاذها - بما يتلاءم مع الدستور العراقي - من اجل تشكيل حكومة وحدة تواجه مسؤولياتها". وقال ليفين خلال المؤتمر الصحافي ان المسؤولين العراقيين لم يبلغوا اهدافهم في ما يتعلق بتقاسم السلطة والموارد وبرنامج الانتخابات في المحافظات او التعديلات الدستورية.
من جهة ثانية، قال السناتوران اللذان زارا قاعدتي الموصل وبغداد الاميركيتان، ان "الجوانب العسكرية لاستراتيجية الرئيس (الاميركي جورج) بوش في العراق يبدو انها اثمرت بعض النتائج الايجابية والتي تتمتع بمصداقية". كما اعلنا انهما يشعران بالارتياح "للنتائج الايجابية المتواصلة" في محافظة الانبار في غرب العراق "بعد القرار الاخير لبعض العشائر السنية بالانقلاب على القاعدة والتعاون مع قوات التحالف من اجل قتل او اعتقال عناصر القاعدة".
في المقابل، عبرا عن "القلق" في ظل غياب سياسة مصالحة وطنية، من ان تكون الولايات المتحدة "من دون ان تدري تساعد على ايجاد ميليشيا اخرى سيكون عليها مواجهتها في المستقبل". وجاء في البيان ان الرجلين "غير متفائلين حول مستقبل التوصل الى تسويات سياسية" بين القادة العراقيين، وهي "تسويات ضرورية"، بحسب رايهما، للحل السياسي في العراق. واضاف انهما ابلغا القادة العراقيين بنفاد صبر الحكومة الاميركية، مشددين على ضرورة "القيام يتسويات اساسية".
وقال ليفين في تصريحات اوردتها وكالات الانباء: "آمل في ان يصوت البرلمان العراقي بحجب الثقة عن حكومة المالكي عندما يعود للالتئام، وان تكون لديه الحكمة الكافية لاستبدالها بحكومة اقل طائفية واكثر ميلا لتوحيد البلاد. يذكر ان ليفين كان قد عاد للتو من زيارة لبغداد صحبه فيها السيناتور جون وارنر، وهو الجمهوري الابرز في اللجنة.
يذكر ان ليفين كان قد عاد للتو من زيارة لبغداد صحبه فيها السيناتور جون وارنر، وهو الجمهوري الابرز في اللجنة، وقد اصدر الرجلان بيانا مشتركا عقب عودتهما من العراق قالا فيه إنه في الوقت الذي وفرت فيه "الدفعة" العسكرية الاميركية للسياسيين العراقيين حيزا للتصرف، فشل هؤلاء بالقيام بالتنازلات الضرورية لاحلال السلم الاهلي في العراق. وقالا إنهما اخبرا الزعماء العراقيين اثناء زيارتهما لبغداد بأن الولايات المتحدة قد ضاقت ذرعا بتلكؤهم عن تحقيق اي تقدم في المجال السياسي. وقال السيناتوران في بيانهما: "لسنا متفائلين بمقدرة الحكومة العراقية على القيام بالتنازلات اللازمة."
ومضيا الى القول: "نعتقد ان الاجتماعات الاخيرة التي اجراها الزعماء السياسيون العراقيون قد تكون الفرصة الاخيرة المتوفرة لهذه الحكومة لحل الازمة السياسية. فاذا فاتت هذه الفرصة، نعتقد ان على مجلس النواب والشعب العراقي ان يحاسب هذه الحكومة ويتفق على تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تتمكن من الاضطلاع بهذه المسؤوليات الجسام." وذهب ليفين الى ابعد من ذلك، حيث دعا صراحة في مؤتمر صحفي البرلمان العراقي لحجب ثقته بحكومة المالكي التي وصفها بأنها مبنية على التحالفات والعلاقات الطائفية.
وقال رئيس لجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: "هناك اجماع على ان الأزمة لا يمكن ان تحل حلا عسكريا وان السبل السياسية هي وحدها الكفيلة باحلال السلم في العراق. إن هذا الاجماع اقوى الآن من اي وقت مضى، ولذا يجب انهاء حالة الجمود التي تصطبغ بها هذه الحكومة قبل ان يكون هناك امل بحل سياسي."
وقال السيناتوران إن "الدفعة" العسكرية الاميركية التي زيد بموجبها تعداد القوات الاميركية المقاتلة في العراق بأكثر من ثلاثين الف جندي - اضافة الى الستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها في محاربة التمرد - كان لها اثر ملموس على الوضع الامني في العديد من مناطق العصمة بغداد. كما اثنيا على ما وصفاه بالتطورات الايجابية الحاصلة في محافظة الانبار الغربية، حيث انقلبت العديد من العشائر السنية على تنظيم القاعدة.
من جانبه، رد جوردون جوندرو الناطق باسم البيت الابيض بأن القادة العراقيين يجرون سلسلة من الاجتماعات والحوارات من اجل التوصل الى توافق سياسي. وقال جوندرو: "نعتقد ان المالكي ومجلس الرئاسة سيتمكنون من انجاز هذا العمل المهم، وهو عمل يجري ايضا على مستوى القاعدة حيث نرى جهود المصالحة وهي تتسلق نحو قمة الهرم."
وقال ليفين إنه والسيناتور وورنر التقيا في بغداد بالجنرال ديفيد بتريوس القائد الاميركي الاعلى في العراق الذي سيقدم تقريرا مهما الى الكونجرس في الشهر المقبل حول التقدم الذي احرزته "الدفعة" العسكرية الامريكية في العراق.
وينظر في واشنطن الى هذا التقرير - اضافة الى تقرير آخر سيقدمه السفير الامريكي ببغداد رايان كروكر - بوصفه يمثل معيارا مهما لنجاح الستراتيجية التي اعتمدها البنتاجون منذ عدة شهور والمبنية على زيادة عدد القوات الامريكية المقاتلة في العراق من اجل فرض الامن في بغداد وغيرها من المدن لاجل منح السياسيين العراقيين فرصة لانجاز مشروع المصالحة الوطنية.