إفراج باكستان عن مشتبه بانتمائه للقاعدة يهدد مصداقيتها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اسلام اباد: ادى افراج السلطات الباكستانية الاثنين عن خبير في المعلوماتية كانت اعتقلته قبل ثلاث سنوات لاشتباهها، كما واشنطن، بانه عضو هام في تنظيم القاعدة، الى فتح الباب امام التشكيك بقدرة اسلام اباد على مكافحة الارهاب الاسلامي بفاعلية.وافرجت السلطات الباكستانية الاثنين سرا عن محمد نعيم نور خان الذي اعتقلته اجهزة الاستخبارات الباكستانية قبل ثلاثة اعوام من دون ان توجه اليه رسميا اية تهمة. ولم تعرف الصحافة بامر هذا الافراج الا من محاميه بابار عوان الذي اكد الثلاثاء انه لا يعرف مكان وجود موكله.
واعتقل خان في لاهور (شمال شرق باكستان) في 12 تموز/يوليو 2004، وكان حينها في الخامسة والعشرين من العمر.وبعيد توقيفه اعلن المحققون ان استجوابه وعمليات البحث في حاسوبه الشخصي ورسائله الالكترونية ساعدت الاستخبارات في اكتشاف خلية مهمة في تنظيم القاعدة كانت تخطط لتنفيذ اعتداءات في بريطانيا وباكستان والولايات المتحدة.
وقدم الباكستانيون كما الاميركيون، هذا الشاب على انه عنصر رئيسي في تنظيم القاعدة، مؤكدين انه اعد برنامج تشفير سمح لعناصر القاعدة بالاتصال ببعضهم البعض عن طريق رسائل مشفرة على شبكة الانترنت.
واكد عوان انه تقدم قبل وقت طويل الى القضاء الاعلى بمذكرة يطلب فيها معرفة مصير موكله في اطار سلسلة من التحركات القضائية التي تهدف الى تحديد الاشخاص المفقودين الذين يعتقد انهم موقوفون بدون اي تهمة لدى الاستخبارات الباكستانية. وقررت المحكمة العليا مؤخرا النظر في هذه القضية.وقال ضابط كبير في الشرطة مطلع على هذه القضية لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان "خان عنصر رئيسي في التحضير لهجمات جديدة كان تنظيم القاعدة ينوي تنفيذها في 2004ضد الولايات المتحدة وبريطانيا وكينيا، وادى اعتقاله الى تفكيك خلية نائمة في بريطانيا".
واسف الضابط لكون "اجهزة الاستخبارات التي كانت تعتقله لم تحاول جديا القيام باجراء قضائي بخصوصه"، ما ادى بالتالي الى الافراج عنه بسبب غياب التهم، وبينما كانت المحكمة العليا على وشك النظر بملفه.
الا ان حالة خان ليست فريدة من نوعها وسبق للقضاء ان امر بالافراج عن عدد من الموقوفين الذين تم اعتقالهم بعد احداث 11 ايلول/سبتمبر استنادا الى مجرد شكوك، منذ اصبحت اسلام اباد حليفا اساسيا لواشنطن "في الحرب على الارهاب".وكان طبيب القلب اكمل وحيد وشقيقه جراح تقويم العظام ارشاد وحيد ادينا في آذار/مارس 2005 بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة العلاقة بتنظيم القاعدة، قبل ان يتم اسقاط التهم عنهما لاحقا.ويعتبر محللون ان هذه الحالات بالاضافة الى الكثير من مثيلاتها التي تتضمن مئات "المفقودين" تعزز الشكوك في قدرة الحكومة الباكستانية على تحقيق تقدم، كما تقول، في مكافحة الانشطة الارهابية.
ويقول طلعت مسعود الخبير في شؤون الدفاع ان "هذا يبين ان بامكان الجناة الحقيقيين ان يفعلوا ما يحلو لهم في حين تعتقل السلطات الابرياء لاخفاء عجزها".واضاف "لهذا السبب تجد في باكستان هذا الكم من الانتقادات +للحرب على الارهاب+ التي يعتقد كثيرون انها مزحة كبيرة".
وقال الخبير السياسي حسن عسكري ان مكافحة الارهاب تمثل مشكلة جدية للغاية، وجمع ادلة ضد هذا الشخص او ذاك على انشطته المفترضة وتقديمها امام القضاء امر صعب للغاية، ما يعني وجوب عدم القيام بهذا الامر بطريقة عشوائية".
تفكيك شبكة كانت تخطط لارتكاب اعتداءات في اسلام اباد
إلى ذلكاعتقلت الشرطة الباكستانية رجلين يشتبه بانتمائهما الى شبكة ارتكبت اعتداءات مؤخرا في اسلام اباد وكانت تخطط لتنفيذ اعتداءات اخرى واكدت ان افرادا اخرين في الخلية سيعتقلون قريبا بعد تحديد هوياتهم.وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية جواد اقبال شيما خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء ان "عنصرين في الشبكة اعتقلا" دون ان يعطي مزيدا من التفاصيل عن هويتهما او ظروف او تاريخ اعتقالهما.لكنه اكد ان الرجلين مرتبطان "مباشرة" بالاعتداءات التي شهدتها مؤخرا اسلام اباد.
واضاف ان "اعتقالات اخرى ستنفذ في المستقبل القريب لانه تم الان كشف افراد هذه الشبكة" مشيرا الى ان المشتبه بهم كانوا يخططون لاعتداءات اخرى في العاصمة خصوصا في ذكرى العيد الستين لاستقلال باكستان في 14 اب/اغسطس.وفي 16 من الجاري، اعلن شيما ان الشرطة احبطت اعتداءات كانت ستنفذ في اسلام اباد في ذكرى عيد الاستقلال.وقال شيما ان الموقوفين كانا "على علاقة بالمسجد الاحمر".
وكانت سلسلة من العمليات الانتحارية والهجمات الدامية اوقعت اكثر من 300 قتيل في كافة انحاء البلاد منذ اكثر من شهر بعد محاصرة قوات الشرطة والجيش المسجد الاحمر وشن هجوم عليه في 10 و11 تموز/يوليو ما ادى الى مقتل نحو مئة ناشط اسلامي تحصنوا فيه وكانوا مدججين بالسلاح.
وفي اليوم التالي توعد الزعماء الاسلاميون المتشددون اسوة بالرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري بالانتقام لمقتل هؤلاء الناشطين الاسلاميين.ولم توفر العمليات الانتحارية اسلام اباد التي قتل فيها 12 شخصا في 27 تموز/يوليو و15 شخصا في 17 منه.