فيينا: الدرع الصاروخي الأميركي يمثل استفزازًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ: وصف وزير الدفاع النمساوي نوربيرت دارابوس مشروع الدرع الصاروخـــي الذي تريد الولايــات المتحدة إقامته في تشيكيا وبولندا بالاستفزازي. ونقلت وكالة الأنباء التشيكية مساء اليوم عنه في حديث أدلى به لصحيفة دي برس النمساوية سينشر غدًا، بأنه لا يفهم مغزى الدرع الصاروخي في وسط أوروبا الذي يقال إنه موجه ضد خطر محتمل يمكن أن يتأتى من إيران .
وأضاف يتوجب إيجاد حلول أخرى فالولايات المتحدة توصلت في النهاية إلى حل وسط مع كوريا الشمالية ولذلك فأنا اعتبر المشروع الاميركي في أوروبا الشرقية سابقًا بأنه استفزاز. واعتبر نوايا واشنطن في بولندا وتشيكيا بأنها خاطئة، محذرًا بأنها ستقود فقط إلى إحياء النقاش مثلما كان عليه الأمر زمن الحرب الباردة .
ويأتي هذا الموقف النمساوي بعد يوم فقط من اعتبار رئيس أركان القوات المسلحة الروسية قبول تشيكيا بوضع الرادار الاميركي في أراضيها بأنه سيكون خطأ ترتكبه داعيًا قيادات براغ إلى تأجيل إعلان موقفها النهائي بهذا الشأن إلى بعد فترة انتهاء الولاية الرئاسية الحالية للرئيس جورج بوش لأن الإدارة القادمة يمكن لها أن تعيد تقييم المخاطر المحتملة وبالتالي إمكانية تغيير موقفها بشأن موضوع الدرع الصاروخي في وسط أوروبا.
وتشدد قيادات براغ في الفترة الأخيرة على أنها لم تقل كلمتها الأخيرة في مسالة الرادار الاميركي وانه في حال التأكد بان الرادار ستكون له تداعيات صحية سلبية على المواطنين التشيك أو أن الولايات المتحدة لن تخصص له الأموال اللازمة فإنها لن توافق على وضعه في تشيكيا لكن في الممارسة العملية، فإن الطرف الاميركي يواصل تحضيراته لوضع الرادار وكأنه يضمن مسبقًا موافقة الطرف التشيكي الأمر الذي انعكس في قيام 30 خبيرًا أميركيًا من وكالة الدفاع الصاروخية الاميركية الأسبوع الماضي بزيارة منطقة بردي حيث يريد الاميركيون وضع القاعدة وقاموا بإجراء القياسات والتحليلات النهائية تمهيدًا لوضع الرادار .
ولا يحظى وضع الرادار في تشيكيا بقبول المواطنين ولا بموافقة رؤساء بلديات وسكان المناطق المجاورة لمنطقة بردي لأنهم يخشون من تزايد المخاطر على بلادهم من جراء ذلك، بدلاً من تحصين الأمن التشيكي كما تقول الحكومة .
وحسب محللين اجتماعيين تشيك أيضًا، فإن للمواطنين التشيك موقف انتقادي منذ فترة طويلة للسياسة الخارجية الاميركية وذلك بسبب قصفها ليوغسلافيا في عام 1999 ثم غزوها للعراق كما أنهم يتحسسون من مسألة وجود قوات أجنبية في بلادهم بعد التجربة المريرة لهم مع القوات السوفيتية .
ووفق آخر استطلاعات الرأي، فإن نحو ثلثي عدد التشيك ضد وضع الرادار الاميركي فيما يطالب 74% من التشيك بتنظيم استفتاء بهذا الشأن الأمر الذي ترفضه حكومة ميريك توبولانيك حتى الآن .