طلبنة غزة في إعلام أميركا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: إهتمت وسائل الإعلام الأميركي هذا الأسبوع باستمرار تدهور الأوضاع التي يمر بها قطاع غزة، الأمر الذي وصل إلى حد حرمان سكان القطاع من الطاقة الكهربائية بعد قرار الاتحاد الأوروبي بمنع الدعم المقدم لمحطة توليد الطاقة الرئيسة فى القطاع. كذلك كان لقضية دارفور نصيب في وسائل الإعلام الاميركية وما يتعرض له اللاجئين هناك من ظروف معيشية قاسية. وذلك في ظل الأوضاع المضطربة التى يعيشها الإقليم، وفشل الجهود الدولية فى إرساء الاستقرار والأمن داخل الإقليم.
كيف تحكم حماس غزة؟
اهتمت شبكة سى بى اس بالتقرير الذى نشرته National Review Online الذي أعده جوناثان شانزر وتناول فيه الوضع في الأراضي الفلسطينية بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة. فقد أشار التقرير إلى الإجراءات القمعية والسلطوية التي تتخذها حركة حماس في غزة، إلى حد وصف التقرير لها حماس تسعي لـ"طلبنة Talibanization" القطاع.
وقد أورد التقرير بعض هذه الإجراءات القمعية حين أشار إلى عملية الاختطاف التي تمت للفلسطينية سناء السياج التي تعمل مدرسة في جامعة غزة وإجبارها على أن تلتزم بمظاهر الأسلمة رغمًا عنها. فضلاً عن قيام القوة التنفيذية التابعة لحماس بمنع توزيع ثلاث صحف تابعة لحركة فتح فى القطاع، فضلاً عن احتجاز عدد من الموظفين القائمين على توزيع هذه الصحف لمدة قصيرة.
وقد أشار التقرير أيضًا إلى ما بثته قناة الجزيرة من أن رجال حماس قد هاجموا عدد من مصورى قناة أبو ظبى الفضائية، فضلاً عن اقتحامهم لمكتب قناة العربية الفضائية. وخلص التقرير إلى انه بذلك تكون حركة حماس قد سيطرت على كل وسائل الإعلام فى القطاع ما عدا محطة راديو تابع لحرة الجهاد الإسلامية التي اعتبرها التقرير منظمة إرهابية مدعومة من إيران.
ولفت التقرير الانتباه إلي سعي حركة حماس إلى أسلمة قوات البوليس من خلال أسلمة سيطرة أفراد القوة التنفيذية التابعة لها، الأمر الذي يشبه ما حدث في فترة حكم طالبان فى أفغانستان، على حد وصف التقرير. حيث كانت الفكرة الأساسية في عمل قوات الشرطة الحث على عمل الفضيلة ومنع ارتكاب الخطيئة بما يخالف الشريعة.
وعلى صعيد ثالث علاقة حماس مع القاعدة، لفت التقرير الانتباه إلى التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية سعيد صيام، والتي أكد فيها أن حماس لن تقوم بالقبض على الذين يقومون بعمليات ضد إسرائيل، الأمر الذي اعتبره التقرير دعوة لأفراد تنظيم القاعدة والمجموعات الجهادية الأخرى للانضمام إلى حماس فى حربها ضد إسرائيل. وخلص التقرير إلى أن حماس استولت على قطاع غزة بالقوة، وهى تحتاج إلى القوة لكى تضمن استمرار سيطرتها على القطاع.
الاتحاد الأوروبي يعاقب غزة
أما شبكة فوكس نيوز فركزت هذا الأسبوع على قرار الاتحاد الأوروبي بوقف الدعم المقدم لمنشاة توليد الطاقة الكهربية الرئيسية فى قطاع غزة ، وقيام إسرائيل بمنع مرور شحنات الوقود التي تذهب إلى القطاع، مما أدى إلى إغلاق هذه المنشاة وقطع الكهرباء عن قطاع غزة، واعتبر التقرير أن هذا العمل يعتبر معاناة جديدة تضاف إلى مآسي سكان قطاع غزة، خصوصًا بعد سيطرة حركة حماس على السلطة فى القطاع، وفرض عزلة دولية على الحركة.
واهتم التقرير بالتصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام الفلسطينى رضا مالكى حول أسباب إقدام الاتحاد الأوروبى على مثل هذا الإجراء، حيث أكد "أن الاتحاد الأوروبي قطع تمويله لمنشاة توليد الطاقة بسبب قيام حركة حماس بالاستيلاء عليها، وجمعت إيراداتها لحسابها الخاص". غير أن الاتحاد الأوروبي - كما أشار التقرير- لم يربط بين قراره وحركة حماس.
الأمم المتحدة تحذر من مأساة غزة
أما جريدة النيويورك تايمز فقد اهتمت بالتحذيرات التي أطلقتها الأمم المتحدة بخصوص الوضع المأساوى الذى يعيشه قطاع غزة عقب سيطرة حركة حماس على السلطة فى الإقليم، فقد أعد ايزابل كيرشنير تقريرًا اهتم فيه بفصل اثنين من المسئولين في مستشفى الشفاء -المستشفى الرئيسة فى غزة- لأنهم موالين لحركة فتح، حيث أكد هؤلاء المسؤولين المطرودين أنهم قد تم تنحيتهم بالقوة من مناصبهم.
ثم سرد التقرير المصاعب التي تواجه غزة في ظل هذا الوضع الجديد، حيث أشار التقرير إلى أن نسبة كبيرة من المصانع فى القطاع لا يتوفر لها المواد الخام اللازمة لاستمرار العمل بها، أيضًا وجود حوالى 120 ألف عامل في القطاع الخاص الفلسطيني مهددون بفقد وظائفهم إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن، بالإضافة إلى أزمة عدم صرف رواتب الموظفين فى الاراضى الفلسطينية ككل.
اميركا تدرب قوات الأمن الفلسطينية
أما جريدة يو اس توداى فقد نشرت تقريرًا عن شروع الولايات المتحدة في تدريب قوات الأمن الفلسطينية، واعتبر التقرير أن هذا الأمر هو جزء من الجهود الاميركية لدعم وتمكين التيار المعتدل - من وجهة النظر الاميركية- بقيادة الرئيس أبو مازن.وأكد التقرير على أن الإدارة الاميركية وجدت في الانشقاق الذي حدث على الساحة الفلسطينية مؤخرا - بعد سيطرة حماس على قطاع غزة - فرصة لانجاز تسوية للصراع الفلسطينى الاسرائيلى باستخدام الضفة الغربية كنموذج. وأضاف التقرير إلى أن إسرائيل استغلت ما حدث مؤخرًا واستأنفت تعاونها مع الرئيس أبو مازن، خصوصًا في ما يتعلق بدعم قوات الأمن التابعة له، حيث سمحت بمرور شحنات الأسلحة لهم، على أمل أن يحد ذلك من المكاسب التي تحرزها حركة حماس.
دارفور . أوضاع سيئة وجهود ضائعة
اهتمت شبكة بإعلان خمسة فصائل من إقليم دارفور اتحادها سياسيًا تحت مسمى واحد وهو الجبهة المتحدة للتحرير والتنمية(UFLD) التي تم الإعلان عنها في الشهر الماضي في اريتريا، ولكن هذه الفصائل لم توحد بين قواتها العسكرية، وقد ركز التقرير على الزيارة التي من المقترض أن تقوم بها قيادة الجبهة إلى الإقليم من اجل لم شمل الفصائل هناك تحت راية واحدة.
ولفت التقرير إلى الظروف التى نشأت فيها هذه الجبهة الجديدة، حيث أكد على انه بعد توقيع اتفاقيات السلام في الإقليم في العام الماضي، انقسم المتمردون فى الإقليم والذين رفضوا اتفاقيات السلام هذه إلى عشرات الفصائل، إلا أن هذه الفصائل اجتمعت في تنزانيا فى بدايات هذا الشهر، للاتفاق على موقف في المفاوضات المزمع عقدها مع الحكومة السودانية. لكن التقرير أكد على غياب العديد من الشخصيات المؤثرة من المتمردين عن هذه المفاوضات يلقي بظلاله على فرص نجاح هذه المفاوضات.
على صعيد آخر اهتمت الشبكة بالأوضاع الإنسانية المضطربة فى الإقليم، حيث أشار التقرير إلى أن الخبراء أكدوا أن هناك ما يقرب من 200 ألف شخص قد قتلوا فى الإقليم منذ اشتعال الصراع ، بالإضافة إلى حوالى 2.5 مليون فرد تم إبعادهم عن منازلهم ، إلا أن الحكومة السودانية تؤكد أن الوفيات لا يتعدوا تسعة آلاف شخص.
من ناحية أخرى أشارت الشبكة إلى آخر التطورات والاضطرابات التى شهدها الإقليم، خصوصا بعد قيام القوات الحكومية بمحاصرة معسكر كالما فى دارفور ، والذى يعتبر من أكثر معسكرات الإقليم اضطرابًا، حيث انطلقت منه أكثر الهجمات ضد مراكز الشرطة الحكومية. وقد لفت التقرير الانتباه إلى فشل الجهود الدولية فى احتواء الأزمة داخل الإقليم ، حيث فشلت قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي- والتي يبلغ قوامها سبعة الآلاف- في حفظ الأمن في دارفور، مما أدى إلى زيادة الضغوط الدولية على الحكومة السودانية من اجل قبول التواجد الدولي في الإقليم، الأمر الذي حدا بها أخيرًا - بعد عناد طويل - إلى قبول قرار مجلس الأمن الذي يقضي بنشر قوة مختلطة من الاتحاد الافريقي وقوات دولية يبلغ قوامها حوالى 26 ألف جندى لمحاولة السيطرة على الأوضاع المضطربة هناك.
أما جريدة لوس انجلس تايمز فقد اهتمت بعدم فاعلية المقاطعة الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على المقاطعة السودانية بسبب دعمه للإرهاب ومشكلة الجنوب، وأعد ادموند ساندر تقريرًا أكد فيه انه بعد عشر أعوام من فرض الحظر الاقتصادي على السودان لا نستطيع أن نرى أثرًا كبيرًا لهذا الحظر على شوارع الخرطوم ، على عكس ما حدث في العراق ،بينما أكد ساندر أن السودان قد ازدهرت اقتصاديًا خلال هذه الفترة.
وأشار التقرير إلى انه بالرغم من قيام الإدارة الاميركية الحالية بتشديد العقوبات الاقتصادية على الحكومة السودانية بسبب الأوضاع المتردية فى دارفور، والتي نتج عنها حوالى 200 ألف فرد قتلوا في الإقليم، فضلاً عن 2.2 مليون نازح، فإن الاقتصاد السودانى من المتوقع أن ينمو هذا العام بنسبة 13% أسرع من الدول الإفريقية الأخرى، وهذا ناتج -كما يقول ساندر - من صادرات البترول والاستثمارات الكبيرة التى تضخها الصين وغيرها من الدول الآسيوية فى الاقتصاد السوداني، هذا فضلاً عن الاستثمارات التي تقوم بها بعض الشركات الاميركية في السودان، إضافة إلى الثغرات الأخرى فى نظام العقوبات، الأمر الذي سمح للسودان بتلافي الآثار السلبية لهذه العقوبات المفروضة عليها.
على الجانب الآخر لفت التقرير الانتباه إلى توقعات بعضهم بأن الطفرة الاقتصادية التي يشهدها الاقتصاد السوداني سوف تكون قصيرة، ولن يستفيد منها إلا فئة قليلة من الأقلية الغنية في الخرطوم.
أما جريدة واشنطن بوست فقد اهتمت بجانب آخر من معاناة اللاجئين من دارفور خارج موطنهم، فأعدت آلين نيكماير تقريرًا حول إغلاق السلطات الإسرائيلية باب اللجوء السياسى أما اللاجئين من إقليم دارفور، حيث أشار نيكماير إلى أن إسرائيل قد طردت 48 لاجئًا افريقيًا من اجمالي 2000 لاجئ دخلوا إلى إسرائيل بصورة غير شرعية عبر الحدود المصرية، مضيفًا أن إسرائيل قد أعلنت أنها سوف تسمح فقط لخمسمئة مواطن من دارفور للبقاء من بين الـ2000 لاجئ ، وسوف يتم إعادة كافة اللاجئين الآخرين إلى مصر، أكدت نيكماير أن هذا القرار من جانب السلطات الإسرائيلية يطرح العديد من الشكوك حول سلامة اللاجئين، خصوصًا بعد أن أعلنت السلطات المصرية أنها سوف تعيد هؤلاء اللاجئين إلى السودان مرة أخرى. وفي ظل حقيقة أن السودان وإسرائيل هم أعداء، الأمر الذي دفع الحكومة السودانية إلى إعلان أنها تعتبر جميع اللاجئين العائدين من إسرائيل أنهم تعاملوا مع دولة عدوة.