مواقع إنترنت للجنود المتهمين بجرائم حرب في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: أصبح بإمكان الجنود الأميركيين الملاحقين بتهم إرتكاب جرائم في العراق، الإستعانة بالإنترنت لإيجاد وسائل تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم أمام القضاء. ويترافق استمرار ظهور تحقيقات في جرائم يشتبه في أن جنودًا أميركيين ارتكبوها في مدن عراقية مثل حديثة أو الحمدانية مع عدد كبير من المواقع على الانترنت المخصصة لمساعدة الجنود المتهمين في هذه القضية.
ومنذ سنة تم إطلاق حوالى 12 موقع انترنت من قبل قدامى محاربي الجيش الاميركي الذين يعترضون على رؤية جنود يلاحقون بسبب قرارات تتخذ في مناطق حرب. والعديد من هذه المواقع بينها "صندوق الدفاع عن الجيش القتالي" (ميليتاري كومبات ديفنس فاند) الذي يتخذ من بوسطن مقرًا له، انشئت من اجل جمع الهبات المخصصة لمساعدة الجنود الذين توجه إليهم التهم من اجل دفع نفقات محاميهم.
وقال باتريك بارنز المحارب السابق في فيتنام والذي توجه ابنه الى العراق ثلاث مرات ضمن الجيش، إن "الأمر الوحيد الذي نريده هو تأمين محامين لهؤلاء الشبان في اسرع وقت ممكن". وأضاف بارنز انه قرر اطلاق هذا الموقع بعدما قام بزيارة عناصر من المارينز في المستشفى، إثر اصابتهم في حديثة في تشرين الثاني/نوفمبر 2005.
ويشتبه في ان عناصر من المارينز قتلوا 24 مدنيًا عراقياً في 19 تشرين الثاني/نوفمبر خلال عملية في حديثة، الواقعة على بعد 260 كلم غرب بغداد انتقامًا لمقتل احد رفاقهم في اعتداء. وقال بارنز "بعدما زرت هؤلاء الشبان، تناقشت مع صديق لي وقلت له +كلنا محاربون قدامى، يجب ان نقوم بشيء ما+".
وبحسب نص الاتهام ، فإن الجنود اطلقوا النار عشوائيًا على رجال ونساء واطفال بعدما قتل احد رفاقهم في انفجار عبوة ناسفة. ويرى المحامون الذين يتولون الدفاع عنهم انهم تصرفوا بموجب القواعد العسكرية. وفيما قام العسكريون الاميركيون بارتكاب عدة تجاوزات لا سيما اغتصاب وقتل عراقية في الرابعة عشر من العمر وقتل ثلاثة من افراد عائلتها والتي ادت الى الحكم على عدة جنود بعقوبات سجن صارمة، إلا أن الأدلة تبدو غير قاطعة من اجل القيام بملاحقات قضائية في حالات اخرى.
وقال بارنز "هناك مقطع في فيلم +ابوكاليبس ناو+ يقول فيه شخص أن ملاحقة اشخاص بتهمة القتل في فيتنام يشبه فرض غرامات على الافراط في السرعة على حلبة سباق فورمولا-1 وهذا تحديدًا ما يحصل حاليًا". وجمع الموقع حوالى 180 الف دولار من الهبات منذ انشائه، وغالبيتها دفعها محاربون قدامى او اشخاص لهم علاقة بالجيش كما أعلن بارنز.
وهناك موقع آخر "صندوق الدفاع عن المارينز" (مارينز ديفنس فاند) مخصص بشكل اساسي للجنود الضالعين في قضيتي حديثة والحمدانية. وقالت مديرة الموقع مارالي جونز التي لديها ابن في المارينز، ان الموقع اطلق بعد اعتقال ثمانية جنود بتهمة قتل مدني عراقي في الحمدانية شمال بغداد عام 2006. واضافت ان العديد من الاشخاص عبروا عن "تعاطفهم وسخطهم" ازاء ملاحقة هؤلاء الجنود في حين ان اخرين ايدوا هذه الملاحقات.
وتابعت "اعتقد ان الناس لا يعرفون فعلاً مدى سذاجة الاشخاص الذين يتم تجنيدهم والذين يرسلون الى مناطق حرب لحفظ الامن في مهمة لم يتدربوا عليها، ثم تتم ملاحقتهم بعد ذلك". واضافت "انها حرب فيتنام تعود مجددًا".