غول يوافق على تشكيلة حكومية برئاسة أردوغان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ترحيب تركي وعربي لانتخاب عبدالله غول رئيسا
قادة الجيش التركي يستقبلون غول بفتور
ولقي غول استقبالاً فاترًا جدًا من قادة الجيش في اول لقاء له معهم منذ انتخابه خلال احتفال في انقرة اليوم الاربعاء. وشارك غول الذي يشتبه المدافعون عن العلمانية في أنه قد يسعى الى اسلمة المجتمع التركي، في احتفال لتسليم شهادات في مستشفى "غاتا" العسكري كان يوجد فيه رئيس اركان الجيش يشار بويوكانيت وضباط آخرون.
وسلم ضباط الجيش على الرئيس الجديد، الا ان بويوكانيت وبعض الضباط الكبار لم يسلموا على غول، كما يقتضي التقليد، لدى صعودهم الى المنبر لتسليم الطلاب شهاداتهم. ووصل غول الى الاحتفال من دون زوجته خير النساء التي ينظر العلمانيون الى الحجاب الذي تضعه على انه رمز لرفض العلمانية.
وانتخب البرلمان عبدالله غول (56 عامًا) الثلاثاء رئيسًا. وتسلم غول مهامه بعد ان اقسم يمين الولاء للنظام العلماني والالتزام بأن يكون رئيسًا حياديًا. ويعتبر قادة الجيش انفسهم حراس العلمانية. وقد عبروا مجددًا عن رفضهم غول بمقاطعتهم، مع بعض رموز المعارضة، مراسم اداء اليمين.
وكانت المعارضة قد عطلت في الربيع الفائت انتخاب غول عبر مقاطعة عملية الاقتراع ومنع التئام النصاب في البرلمان، وذلك على وقع تظاهرات ضخمة ضد الاسلمة وتهديد الجيش بانه سيتدخل في حال اعادة النظر في العلمنة. لكن الانتخابات التشريعية المبكرة التي اجريت في 22 تموز/يوليو للخروج من المأزق انتهت بفوز كبير لحزب العدالة والتنمية المنبثق من تيار اسلامي والذي ينتمي اليه غول ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.
وقال غول الاربعاء في رسالة الى الجيش اعتبرت بمثابة محاولة لكسر الجليد مع المؤسسة العسكرية ان تركيا تحتاج "اكثر من اي يوم مضى" الى الوحدة. وقال في بيان "اود ان اشدد على واقع اننا نحتاج اكثر من اي وقت مضى الى وضع خلافاتنا جانبًا وتوحيد صفوفنا حول قيم امتنا ومبادئ الجمهورية واهدافنا المشتركة". واضاف اردوغان في وثيقة نشرت قبل احتفالات "يوم النصر" في 30 آب/اغسطس الذي يعتبر مناسبة لتكريم الجيش "مستندًا الى هذا الشعور، اهنئ ابطالنا في القوات المسلحة التركية وكل الامة".
و"يوم النصر" هو ذكرى انتصار الجيش التركي على القوات اليونانية في 30 آب/اغسطس 1922 ما فتح الباب امام انشاء دولة تركيا الحديثة. وستكون اولى مهام غول الموافقة على تشكيلة الحكومة الجديدة التي سيقدمها له اردوغان الساعة 16:00 (13:00 ت غ).
ودعت الصحف التركية من جهتها الاربعاء الرئيس التركي الجديد الى الوفاء بوعوده والتمسك بالحياد واحترام العلمانية. وعنونت صحيفة "راديكال" الليبرالية على صفحتها الاولى "لا تنس ذاك القسم"، في اشارة الى اليمين الذي اداه الرئيس الجديد طبقًا للدستور بعيد انتخابه في البرلمان.
ودعت صحيفة "وطن" اردوغان وغول الى اغتنام الفرصة لاعادة اللحمة الى المجتمع التركي. وكتبت "اذا ادرك الرئيس ورئيس الحكومة بشكل كامل مهمتهما التاريخية ومدّا اليد الى الامة بأسرها، فإن تركيا لن تخرج رابحة فحسب بل انهما سيبلغان المجد".
الا ان الصحيفة، اشارت الى الصعوبة التي سيواجهها الرجلان لاقناع المدافعين عن العلمانية الذين "سيراقبون عن كثب من الآن - وبعضهم بريبة - كل خطوة يخطوانها وكل قانون وكل تعيين".
غول يواجه وضعًا حرجًا
ويرى المحللون ان غول يبدأ ولايته الرئاسية في وضع حرج ما بين دعاة العلمانية الذين يتهمونه بالسعي لفرض الاسلام في مؤسسات الدولة، وانصاره المحافظين الذين يطالبون بمزيد من الحقوق الدينية. وكان الجنرالات الذين يعتبرون انفسهم مؤتمنين على النظام العلماني عبروا الثلاثاء عن اعتراضهم على وصول اسلامي سابق الى الرئاسة بمقاطعة حفل اداء اليمين بعد ساعات قليلة على انتخاب الرئيس.
وتلت هذه الاشارة غير المسبوقة تحذيرًا صدر عن رئيس هيئة الاركان الجنرال يشار بويوكانين عشية الانتخابات وندد فيه ب"بؤر الشر التي تسعى بانتظام الى قضم بنية البلاد العلمانية" مؤكدا ان "القوات المسلحة (..) لن تتساهل اطلاقًا". وكتب الصحافي فكرت بيلا في افتتاحية في صحيفة "ملييت" الليبرالية ان "ثمة مؤشرات تفيد بان اجواء المواجهة لا تزال قائمة"، معتبرًا ان "غول يعي المشكلات وسيسعى لحلها".
ورأى الخبير السياسي حكمت اوزدمير انه "اذا لم تؤخذ التحذيرات ولا سيما الصادرة منها عن العسكريين على محمل الجد، فإن العواقب ستكون وخيمة (..) على السلطة السياسية ان تنظر في اجراءات تهدف الى تبديد الشبهات". واطاح الجيش التركي اربع حكومات في نصف القرن الماضي وادى آخر تدخل عسكري عام 1997 الى استقالة اول حكومة اسلامية في تاريخ تركيا كان غول من اعضائها.
كما قاطع مراسم اداء اليمين نواب حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديمقراطي) الذي يتقدم المدافعين عن العلمانية وكان عطل في الربيع الفائت انتخاب غول عبر مقاطعة عملية الاقتراع، فضلاً عن عدد من الشخصيات البارزة في الادارة التركية. ويعتبر منتقدو حزب العدالة والتنمية الذي كان غول من اعضائه حتى وصوله الى الرئاسة، ان هذا الحزب المنبثق عن التيار الاسلامي يسعى الى فرض الدين في مؤسسات الدولة ويشتبه بان وصول غول الى الرئاسة سيسمح له بتعطيل عمل العديد من مؤسسات الرقابة على الاداء الحكومي.
وقام غول ببوادر توفيقية فتعهد فور انتخابه الالتزام بمبدأ الفصل بين الدين والدولة ولم تحضر مراسم التنصيب زوجته خير النساء المحجبة وقد شكل حجابها نقطة خلاف رئيسة مع دعاة العولمة الذين يرون في الحجاب رمزًا للاسلام السياسي. غير ان غول اشار في خطاب تنصيبه الى ان العلمانية هي ايضا "نموذج يضمن الحرية لمختلف انماط الحياة"، في اشارة ضمنية الى شكاوى الاوساط المحافظة بشأن تشدد النظام العلماني حيالها.
وينتقد الاتراك الملتزمون دينيا حظر الحجاب في الجامعات وفي الادارة ويرون في ذلك نيلا من حرية المعتقد والحق في التعليم. وكتبت اشلي ايديناتسباس في صحيفة "صباح" الواسعة الانتشار ان احتجاج "صقور" العلمانية على ارتداء السيدة الاولى الحجاب كان بمثابة "اهانة" لجميع المحجبات. واعتبرت انه "يجب الشروع الان في عملية تطبيع بشأن مسألة الحجاب لاسقاط التهميش الذي يطاول 50% من نساء تركيا اللواتي اخترن وضع الحجاب".
ورأى روسن شاكر في افتتاحية صحيفة "وطن" الشعبية ان غول قد يرضخ لضغوط العسكريين الاسلاميين الذين يطالبونه بالمجاهرة بالتزام ديني. وكتب ان "شرائح المجتمع التي ايدت غول قد تكون لديها تطلعات مختلفة (..) وقد يكون بعض المحافظين من بينهم تحركهم رغبة في الانتقام ويرون في القصر الرئاسي موقعًا مناسبًا لارتفاع الصوت الاسلامي".