تباين بريطاني حيال سياسة بوش تجاه ايران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن:تناولت صحيفة التايمزفي إحدى افتتاحياتها انتقادات الرئيس الاميركي جورج بوش القوية لايران وحديثه عن شبح "محرقة نووية" في الشرق الاوسط. وقالت الصحيفة إن إيران لم تخف نيتها" الخبيثة" لزعزعة الاستقرار في العراق وملأ الفراغ الناجم عن ذلك، وأشارت إلى تصريحات الرئيس الايراني أحمدي نجاد هذا الاسبوع بأن الاميركيين في حالة هروب من العراق وإنهم عندما ينسحبون سيتركون متسعا لقواته.
ورأت الصحيفة أن إيران تعتقد بوضوح الان أن بإمكانها الاستفادة من المواجهة التي يبدو أن "المتشددين حول الرئيس أحمدي نجاد يسعون إليها".
وخلال الاشهر الستة الماضية قابلت إيران تحذيرات واشنطن بضرورة التوقف عن تقديم الاسلحة للمسلحين في العراق ليس فقط بنفي لم يخل من ازدراء بل بإرسال الحرس الثوري لمناطق أخرى من البلاد. وذهبت التايمز إلى نصح إيران بالاستماع ليس فقط إلى كلمات بوش ولكن أيضا بالانتباه إلى لهجته في تحذيره الاخير وإحباطه واستيائه من فشل إيران في وقف تصدير الارهاب والسعي لامتلاك قدرات نووية.
وخلصت الافتتاحية إلى القول إنه إذا كانت إيران لا تنصت إلى تحذيرات واشنطن فعليها ألا تتجاهل اللهجة الحازمة الجديدة الصادرة من أوروبا، مشيرة إلى تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الاثنين والتي شدد فيها على ان امتلاك إيران لاسلحة نووية أمر غير مقبول.
ليس وقتا للتراشق الكلامي
من جهتها تناولت الاندبندنت ذات القضية لكن من وجهة نظر مغايرة، وقالت إن تصريحات بوش غير مسبوقة في حدتها رغم اتهاماته المتكررة لطهران.
وقالت الصحيفة إنه من المحتمل أن تكون تلك التصريحات ردا على خطاب الرئيس الايراني أحمدي نجاد الذي قال فيه إن الولايات المتحدة باتت على شفا الانهيار في العراق وإن إيران تقف على استعداد للمساعدة في ملأ الفراغ. وخلصت الافتتاحية إلى القول "نأمل أن يكون ذلك مجرد تراشق كلامي لتنفيس بعض الغضب. لكن الدرس الذي (نتعلمه) من العراق هو أنه عندما يبدأ زعيمان عنيدان يتحركان من منطلقات أيديولوجية في تبادل الاتهامات فإن الكلمات تتطور سريعا إلى أفعال. كما أنه لا يمكن التنكر لحقيقة أن لايران مصالح مشروعة في مستقبل العراق في الوقت الذي تبقى فيه مبررات الغزو الامريكي للعراق موضع خلاف على أفضل تقدير".
الكاتب أدريان هاملتون في صحيفة الاندبندنت تناول أيضا تصريحات بوش بشأن إيران وقال إن أحد التفسيرات وراء توقيتها هو أن الضغوط بشأن العراق بدأت أخيرا تحاصره بقوة. ورأى الكاتب أن مخاوف بوش من وقوع "محرقة" يمكن أن تتحقق ليس من إيران وإنما من شن بوش هجوما عليها.
في تناولها للموضوع ذاته دعت الديلي تلجراف إلى الحرص في إطلاق التصريحات. وقالت التلجراف تحت عنوان "خفضوا حدة التصريحات"، إنه في ظل هذه الظروف شديدة الاضطراب يتعين وزن الكلمات بحرص شديد، حيث أن وجود مادة قابلة للاشتعال بالاضافة إلى لهجة سياسة يمكن أن يدفعا الخصوم إلى عمل يندمون عليه لاحقا.