صفقة الإفراج عن الرهائن ضربة للحكومة الأفغانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كابول، قندهار:رأى محللون ان ازمة احتجاز الرهائن الكوريين الجنوبيين في افغانستان اضعفت الحكومة الافغانية وعززت ثقل حركة طالبان التي ولد تفاوضها المباشر مع حكومة سيول الانطباع بان لديها درجة من الشرعية السياسية.وعاد 19 كوريا جنوبيا الى ديارهم اليوم بعد 42 يوما من احتجازهم لدى مسلحي طالبان الذين افرجوا عنهم بموجب اتفاق توصل اليه المسلحون مع حكومة سيول.
وواجهت سيول انتقادات بسبب اجراء مفاوضات مع "ارهابيين" وتقول الحكومة الافغانية انها سمحت باجراء مثل هذه المحادثات من اجل انقاذ حياة الكوريين.ويرى المحللون ان كابول قدمت تنازلا كبيرا لعدوها في معركة تعتبر الصورة العامة فيها مهمة بنفس قدر اهمية العمل العسكري.
وقالت العضو في البرلمان الافغاني شكرية باراكزاي "لقد كانت هذه لعبة انتهت لصالح طالبان، من البداية الى النهاية".واضافت "باختصار، لقد اعطت هذه الصفقة طالبان شرعية ودعاية وهوية".
وخلال الازمة، تم منح مسلحي طالبان امكانية للمشاركة في المحادثات مع الوفد الكوري الجنوبي في مدينة غزنة على بعد 140 كلم جنوب كابول دون التعرض لهم.وعقد المسلحون ما يمكن اعتباره اول مؤتمر صحافي لهم منذ الاطاحة بحركة طالبان من الحكومة في اواخر عام 2001، كما تمكنوا من نقل الرهائن من مخبئ الى اخر قبل الموافقة على الافراج عنهم.
ورأى الكاتب والمحلل الافغاني وحيد موجدا الذي عمل موظفا لدى حكومة طالبان ان "العملية باكملها كانت صفعة للحكومة" الافغانية.وصرح "بعد ما حدث، فان اي شخص في العالم الخارجي يفكر انه اذا رغب احد في التعامل مع افغانستان، فعليه ان يفهم ان طالبان لا تزال هناك كواقع وقوة قائمة".واضاف موجدا ان الطريقة "الذكية" التي تعاملت بها طالبان مع ازمة الرهائن يمكن ان تزيد من معارضة الاوروبيين لارسال قوات الى افغانستان لمواجهة طالبان.
وقد اظهرت استطلاعات الرأي فعلا ازدياد الاستياء مع ارتفاع اعداد القتلى من الجنود الدوليين.ورفض الرئيس الافغاني حميد كرزاي باصرار دراسة طلب حركة طالبان الافراج عن عدد من معتقليها مقابل الافراج عن الرهائن الكوريين، حتى بعد مقتل اثنين من الرهائن.واكتفت كابول، التي قالت انها تستعد لشن عمل عسكري لتحرير الرهائن، بالسماح لمسؤولين كوريين جنوبيين باللقاء المباشر مع مسلحي طالبان بسبب تعرض حياة الرهائن للخطر.
واشارت صحيفة "ذي نيوز" الباكستانية المستقلة الى ان اجراء مفاوضات مباشرة بين سيول وطالبان هو مؤشر على ضعف كابول.وقالت ان ذلك يعكس حقيقة ان "طالبان لا تزال مسيطرة على اجزاء من البلاد وان حكومة كرزاي ليس لديها الا نفوذ محدود او ربما ليس لديها نفوذ مطلقا على تلك المناطق".وتردد ان كوريا الجنوبية دفعت فدية لطالبان للافراج عن الرهائن قدرتها تقارير الاعلام بما بين مليونين و20 مليون دولار.
واكد متحدث باسم طالبان ومصادر الحكومة الكورية الجنوبية انه لم يتم دفع اية فدية. ويعتقد البعض ان المسلحين اكتفوا بتاكيد سيول مجددا بانها ستسحب جنودها ال200 من افغانستان بنهاية العام كما ستوقف البعثات التبشيرية.وصرح مسؤول بارز في الحكومة الافغانية طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان مسلحي طالبان "اظهروا ان بامكانهم اجراء محادثات مباشرة مع حكومة ما".
واقر وزير الخارجية الافغاني رانغين دادفار سبانتا ان المحادثات قد تبعث "برسالة خطيرة" رغم تاكيد سيول سابقا انها ستسحب قواتها كما كانت منعت البعثات التبشيرية الى افغانستان.وصرح لاذاعة المانية "اذا تولد الانطباع بان المجتمع الدولي والحكومة الافغانية يسمحان لانفسهما بالتعرض للابتزاز، فان ذلك يعد بمثابة رسالة خطيرة".ورأت صحيفة "اوتلوك افغانستان" الاحد ان الحكومة الافغانية اظهرت بعض الصلابة برفضها عقد لقاء مباشر مع مسلحي طالبان ورفض طلبهم الافراج عن عدد من سجنائهم.
الا ان ذلك لم يقنع المسلحين بالتخلي عن سياسة الخطف التي قالوا انها استراتيجية فعالة، حسب دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته.وقال الدبلوماسي "رغم انتهاء عملية اختطاف الرهائن الكوريين، الا ان خطر وقوع عمليات خطف اخرى لم يقل باي شكل من الاشكال".واضاف "لا يزال طالبان وامثالهم يشعرون انهم يستطيعون كسب شيء ما من عمليات الخطف".
التحالف يعلن مقتل 25 من طالبان في جنوب افغانستان
إلى ذلك اعلن التحالف الدولي ان 25 عنصرا من طالبان قضوا فجر الاحد لدى مهاجمة وحدة مشتركة من القوات الافغانية والاجنبية بقيادة الولايات المتحدة احدى قواعدهم قرب مدينة قندهار في جنوب افغانستان.وقال المصدر نفسه انه الهجوم على القاعدة التي تبعد 17 كلم جنوب غرب قندهار، جاء اثر معلومات مفادها ان طالبان تحاول انطلاقا منها استعادة السيطرة على المنطقة التي خسرتها العام الفائت.
واضافت قوات التحالف ان الجنود واجهوا لدى دخولهم القاعدة وابلا من النيران وحاول انتحاري تفجير نفسه فيهم لكنه لم يتمكن من بلوغهم. وفي هذا الوقت، وصلت تعزيزات جوية الى المكان واوقعت ضحايا عدة في صفوف المتمردين.
وتضم القاعدة سبعة مبان، وكانت تستخدم لشن هجمات على الطريق رقم واحد القريبة والتي تصل قندهار بمدينة هراة غربا.وكان عناصر طالبان اقاموا مقرهم العام في قندهار عام 1996 واداروا منه البلاد بدعم عناصر وفدوا من باكستان وارهابيين ينتمون الى القاعدة. ومنذ اطاحت بهم القوات الدولية عام 2001، يحاولون استعادة السيطرة على افغانستان.واعلنت السلطات في قندهار انها تعتقل منذ الجمعة اربعة باكستانيين يشتبه في انهم خبراء في العمليات الانتحارية.