بوتين وبوش: سياسية وصيد سمك

بوش في سيدني... لكنه لا يعرف في أي قمة يشارك سيدني: يعتزم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جورج بوش القيام بنزهة لصيد السمك في سيبيريا. وقال الرئيس بوتين في ختام لقائه بوش على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في سيدني: "لقد اتفقنا على القيام بنزهة لصيد السمك على أحد أنهار سيبيريا".

ويذكر أن الرئيس الأميركي استقبل نظيره الروسي في منزل عائلة بوش في كينيبانكبورت في أوائل شهر تموز/يوليو 2007 حيث قاما مع بوش الأب بنزهة لصيد السمك.

الدفاع المضاد للصواريخ

اما على الصعيد السياسي فصرحبوتين بأن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على مواصلة البحث عن حل للمشكلة المتعلقة بمخططات واشنطن لنشر عناصر من المنظومة الأميركية للدفاعات المضادة للصواريخ في أوروبا. وقال "لقد تحدثنا عن جميع شؤون العلاقات الثنائية، والقضايا الدولية المهمة، وخاصة ما يتعلق بالمنظومة الأميركية للدفاعات المضادة للصواريخ".

وأضاف: "أكدنا أن خبراء من البلدين سيجتمعون قريبا مرة أخرى. ويتعين على الخبراء التوجه إلى محطة رادار غابالا في أذربيجان (...) وبهذا الشكل نؤكد على استمرار العمل المشترك في هذا الاتجاه".

وكان الرئيس الروسي قد اقترح خلال لقائه نظيره الأميركي في كينيبانكبورت في أوائل تموز/يوليو 2007 إنشاء مركزين لتبادل المعلومات حول عمليات إطلاق الصواريخ في موسكو وبروكسل وكذلك الاستخدام المشترك لمحطة الإنذار المبكر الروسية التي يجرى إنشاؤها في جنوب روسيا.

فقال بوتين إثر المباحثات مع بوش في كينيبانكبورت بالولايات المتحدة: "إننا نقترح إنشاء مركز لتبادل المعلومات في موسكو وقد اتفقنا على هذا منذ عدة سنوات والآن حان الوقت لتنفيذ هذه الاتفاقات". كما قال بوتين إنه "من الممكن إنشاء مركز مماثل في إحدى العواصم الأوروبية وبالتحديد في بروكسل، لتتشكل بالتالي منظومة متكاملة مغلقة تعمل بنظام الزمن الفعلي".

واقترح في غضون ذلك الاستخدام المشترك مع الولايات المتحدة لمحطة الرادار في غابالا بأذربيجان والمحطة الروسية المماثلة التي يجري إنشاؤها في جنوب روسيا. وأشار إلى أن "هذا التعاون سيغير بلا ريب نوعية العلاقات الروسية الأميركية في هذا الميدان". وقال الرئيس الروسي إن "هذا سيؤدى تدريجيًا من حيث الجوهر إلى شراكة إستراتيجية في مجال الأمن". وأكد أن روسيا تؤيد فكرة إجراء مشاورات دولية واسعة بشأن قضية الدفاع المضاد للصواريخ.

كماأعرب بوتين عن أمله في أن يتم التوصل إلى حل للمشكلة النووية الإيرانية يحظى بقبول إيران والمجتمع الدولي. وقال: "أود أن أؤكد أن روسيا تعتزم مواصلة العمل على هذه المشكلة مع شركائها في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة. ونأمل في التوصل إلى حل مقبول للمجتمع الدولي وللشعب الإيراني".

بوتين قدم قانونا يعلق مشاركة روسيا في معاهدة القوات التقليدية الاوروبية

من جهة ثانية اعلن مجلس النواب الروسي في بيان ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم الى مجلس النواب الروسي (الدوما) مشروع قانون ينص على تعليق مشاركة روسيا في معاهدة القوات التقليدية في اوروبا التي تحد من نشر الاسلحة.

وقال البيان الذي وضع على موقع مجلس النواب على شبكة الانترنت، ان النواب سيدرسون "تعليق تطبيق الاتحاد الروسي لمعاهدة القوات التقليدية في اوروبا" في تشرين الاول/اكتوبر المقبل.
واكد بوتين في مذكرة توضيحية ارفقت بمشروع القانون، ان "دول حلف شمال الاطلسي وتحت ضغط الولايت المتحدة تؤخر عملية بدء تطبيق" النسخة المعدلة للمعاهدة.

واضاف ان هذه الظروف "دفعت روسيا الى دراسة تعليق مساهمتها في المعاهدة حتى ابرام" الصيغة الجديدة منها "من قبل دول الحلف الاطلسي".
واكد ان المعاهدة في صيغتها الحالية "عفا عليها الزمن".

وكانت روسيا الممتعضة من اقتراب الوجود العسكري الاميركي الى حدودها، اعلنت تعليق مشاركتها في معاهدة القوات التقليدية التي تحدد سقفا للقوات العسكرية التقليدية التي يمكن لدول المعسكرين السابقين الشرقي والغربي، نشرها في اوروبا.

ورفضت روسيا اقتراحا للحلف بمناقشة قرارها هذا ولكنها ابدت استعدادها لاستئناف النقاش حول هذا الموضوع مع الولايات المتحدة.

ويرتبط قرار موسكو هذا في جزء منه بالمشروع الاميركي لنشر صواريخ اعتراضية في اوروبا.
وتأخذ موسكو على الحلف ايضا عدم اقراره صيغة معدلة من هذه المعاهدة تقدمت بها في 1999 في اسطنبول تأخذ في الاعتبار زوال حلف وارسو.
وترفض دول حلف الاطلسي اقرار الصيغة المعدلة لمعاهدة القوات التقليدية ما دامت موسكو لم تسحب جيوشها من جورجيا ومولدافيا انفاذا للتعهدات التي قطعتها في اسطنبول.