أخبار

انطلاق الحملة الانتخابية لتحضير روسيا لما بعد بوتين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فالح الحمراني من موسكو : اعطى نشر الجريدة الرسمية مرسوم الرئيس فلاديمير بوتين الذي حدد موعد الانتخابات للدوما في 2 كانون الاول (ديسمبر) المقبل الضوء الاخضر للاحزاب للاستعداد بالمشاركة بالحملة الانتخابية. ومن المرتقب ان تجري الحملة في اجواء ساخنة لكونها ستمهد ايضا لانتخابات الرئيس في الثاني من آذار (مارس) 2008. وستشارك في الانتخابات 15 حزبا وتكتلا نيابيا.وستسفر نتائج الانتخابات عن وضع الاسس لمعالم روسيا لما بعد مرحلة بوتين الذي تنتهي ولايته في اذار ( مارس) 2008. وكانت الدوما في عهد الرئيس فلاديمير بوتين، التي شكل الحزب الموالي للكرملين الاغلبية النيابية فيها، قد اجرت تغيرات كثيرة على قانون الانتخابات، التي سيجري تطبيق جزء منها في الانتخابات المقبلة. ومن بينها ان الدوما الجديدة ستنتخب باللوائح الحزبية فقط، بعد ان كان النواب المنتخبين فرديا يشكلون نصف المجلس في السابق، الى جانب ان السقف الادنى للتمثيل بالدوما ارتفع من الحصول على 5% من اصوات الناخبين المشاركين في الاقتراع الى 7%، وحذف من اللائحة الانتخابية حقل " اصوت ضد الجميع". (من دون جيرينوفيسكي)... وكان معارضو الرئيس بوتين قد اتهموا الكرملين بان الهدف من هذه التغيرات ينحصر في تعزيز هيمنة الاحزاب الموالية للكرملين في الدوما، والتي يعد " روسيا الموحدة" اكبرها. ووفقا لكافة التوقعات فان حزب روسيا الموحدة سيحصل على غالبية الاصوات في الدوما الجديدة. وثمة تكهنات بان الحزب الشيوعي وحزب روسيا العادلة التي شكلت العام الماضي بمباركة الكرملين ستتجاوزان سقف ال 7% من اصوات الناخبين وتمثلان بالدوما ايضا. ويوجه هذا الحزب انتقادات مريرة لحزب روسيا الموحدة، ولكنه يقدم دعم غير متناهي للرئيس بوتين. وينظر المراقبون بشك الى احتمال دخول حزب الليبرالي الديمقراطي بقيادة السياسي المشاغب فلاديمير جيرينوفسكي الذي كان ممثلا في كافة مجالس الدوما السابقة. او انه سيدخل بنسبة ضعيفة. ويرى المراقبون ان نجم جيرينوفسكي وحزبه الذي كان تصوت له الشرائح المهمشمة ويلقى الدعم من الكرملين، سيأفل في المستقبل. وهناك شكوك في أن تتمكن الاحزاب الليبيرالية الموالية للغرب في الدخول للدوما. وتدعو بعض تيارات هذا الاتجاه الى الاعلان عن مقاطعة الانتخابات.
ويذكر ان قانون تسجيل الاحزاب قد تشدد بشكل ملحوظ في عهد بوتين. ورفض تسجيل الكثير من الاحزاب. ويخطط الكرملين لبناء نظام سياسي يقوم على تنافس الحزبين مثلما هو في الولايات المتحدة الاميركية. (حراك سياسي)... وستشهد روسيا في الفترة القريبة القادمة حراكا سياسيا يحدد المسار الذي ستسير عليه في السنوات المقبلة، يبدأ باقالة الرئيس فلاديمير بوتين الحكومة واطلاق الحملة الانتخابية لمجلس الدوما المقررة في ديسمبر القادم ، وتجري التطورات المرتقبة في اطار التدابير التي تمهد للانتخابات الرئاسية المنتظرة في آذار (مارس) العام القادم. وستفتتح الدوما موسم عملها باقرار جملة من القوانين والمراسيم الرئاسية قبل إعلان انتهاء عملها. وتجمع كافة التوقعات بان الرئيس بوتين سيعلن من بين اجراءات اخرى اقالة حكومة ميخائيل فرادكوف في التمهيد لاعداد خليفة الرئيس بوتين بعد رحيله في مارس 2008 . وانطلاقا من ان التقاليد الروسية السياسية فان رئيس الوزراء الذي سيعينه بوتين سيكون هو خليفته على منصب الرئيس. ووفقا لكافة التوقعات فان سيرغي ايفانوف الذي وقع خيار الكرملين عليه ليخلف بوتين سيشغل منصب رئيس الوزراء. ومن المرتقب ان تطال التغيرات شخصيات نافذة في الحكومة بما في ذلك وزير التنمية الاقتصادية جيرمان جريف مهندس السياسة الاقتصادية في عهد الرئيس بوتين. ويأمل الكرملين من تعيين ايفانوف للفترة المتبقية وحتى اطلاق الحملة الانتخابية توسيع شعبيته اكثر. ويتوقع الكرملين فوز ايفانوف او خليفة آخر في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية وبصورة ساحقة. علما بان المرشح الاقوى اليوم بوجه مرشح الكرملين هو زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زوغانوف بعد افلت نجوم الساسة الاخرين مثل فلاديمير جيرينوفسكي والزعيم الليبرالي غريغورغي يافلينسكي وانعدام حظوظ رئيس الوزراء السابق ميخائيل كاسيانوف الذي يحضـر لترشيح نفسه عن القوى الديمقراطية ذات التوجه الغربي. (خيارات اخرى)... ويذهب بعض المراقبين الى ان الكرملين في حقيقة الامر لم يحسم بعد قضية ان يكون ايفانوف رئيسا للحكومة. ويضع في الحسبان احتمالات أخرى، من بينها ان يتولى المرشح الآخر لخلافة بوتين نائب رئيس الحكومة حاليا دمتري ميدفيدوف وحينها تنشأ في البلاد " سلطة مزدوجة" ايفانوف ـ ميدفيدوف، وان يكون بوتين هو الحكم المحرك للثنائي.
وفي هذه الحالة سيلوح خطر عدم حصول إيفانوف في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية على اكثر من 50% من الاصوات، وان الكرملين لايروم السماح بتطور الاحداث على هذه الشاكلة. والخيار الثاني ان يعين الرئيس شخصية ثالثة لاتحظى بشعبية تؤهلها للرئاسة، وفي هذه الحالة فان ميدفيدوف سيخرج من" اللعبة" والتنافس على منصب الرئيس بينما سيحصل ايفانوف على تفوق ملموس على كافة ممثلي حاشية الرئيس.... ان التطورات القريبة جدا ستكشف على اي خيار وقع الرئيس بوتين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف