جدل الحرب على الإرهاب يغلف ذكرى 11 سبتمبر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إحتجاج طبي أميركي على ممارسات أطباء غوانتانامو نيويورك، ديترويت: تحيي الولايات المتحدة الثلاثاء ذكرى اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 بمراسم محدودة اكثر من تلك التي نظمتها في السنوات السابقة، بينما يحتدم الجدل حول "الحرب على الارهاب" التي تقودها واشنطن.ففي نيويورك حيث قتل اكثر من 2700 شخص في اصطدام طائرتين مخطوفتين ببرجي مركز التجارة العالمي، سيعدد رجال الانقاذ اسماء الضحايا في مراسم رسمية الثلاثاء.
وعشية الذكرى السادسة للاعتداءات، بث زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن شريط فيديو هو الاول له منذ ثلاث سنوات، اكد فيه على "ضعف" الولايات المتحدة وهدد بتصعيد الحرب في العراق.وخلافا للسنوات الماضية، سيقام الحفل في حديقة قريبة من موقع البرجين التوأمين اللذين انهارا خلال الاعتداءات وليس في الموقع نفسه حيث بدأت ورشات اعادة البناء.وستقطع تلاوة الاسماء اربع مرات للوقوف دقيقة صمت في ساعتي اصطدام الطائرتين بالبرجين وساعتي انهيار البرجين.وستقرع الاجراس عند الساعة 46،8 بتوقيت غرينتش اي الوقت الذي اصطدمت فيه اول طائرة تابعة لشركة اميركان ايرلاينز في رحلتها رقم 11، بالبرج الشمالي.ويمكن لاقارب الضحايا عندئذ وضع اكاليل الزهور.
وستكون المراسم اقل ضخامة من تلك التي اقيمت في الذكرى السنوية الخامسة للاعتداءات عندما وضع الرئيس جورج بوش اكليل زهور والقى خطابا. وسيحضر بوش قداسا في واشنطن ثم سيقف دقيقة صمت في البيت الابيض.وكان الرئيس الاميركي صرح الشهر الماضي ان "اهم شىء هو مكافحة التطرف والاعتراف بان التاريخ دعانا لنتحرك". واضاف "بمكافحة التطرف والتعصب نساعد الناس على تحقيق احلام تسمح بنشر السلام".
وفي موقع مركز التجارة العالمي، سيترأس رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ المراسم التي سيلقي خلالها رئيس البلدية السابق رودولف جولياني خطابا.وانتقد اقرباء عدد من الضحايا حضور الجمهوري جولياني بسبب طموحاته الانتخابية الرئاسية. وكان رجال الاطفاء انتقدوا خصوصا رئيس البلدية السابق مؤكدين ان تحرك نيويورك لم يكن مناسبا وان جولياني قلب الوضع لمصلحته.كما ستحضر المراسم المرشحة الديموقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون التي تشغل مقعد نيويورك في مجلس الشيوخ.
وفي المساء سيضاء شعاعان قويان في سماء موقع البرجين السابقين.وفي شاكسفيل في بنسلفانيا حيث تحطمت الرحلة رقم 93 التابعة لشركة الطيران "يونايتد ايرلاينز" ستقام مراسم في ذكرى الركاب الاربعين وافراد الطاقم.وفي واشنطن حيث قتل 184 شخصا عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة "اميركان ايرلاينز" بمبنى البنتاغون، ستنظم مسيرة للحرية الاحد في ذكرى القتلى ودعما للقوات الاميركية في الخارج.
وقتل اكثر من اربعة آلاف عسكري اميركي في العراق وافغانستان منذ ان اعلن الرئيس بوش الحرب على الارهاب. وقد تدهورت شعبيته. وتثير الحرب في العراق استياء معظم الاميركيين الذين يتساءلون ايضا ما اذا كانت الولايات المتحدة اصبحت فعلا اكثر امانا.وما زال اسامة بن لادن فارا ويرجح خبراء ان يكون مختبئا في المنطقة القبلية بين باكستان وافغانستان.ومع اقتراب الحملة الانتخابية الرئاسية في 2008، اصبح معظم المرشحين بعيدين عن ادارة بوش وعدد كبير منهم يدعمون انسحابا مبرمجا من العراق.
وبين القضايا التي تثير جدلا بطء اعادة الاعمار في موقع البرجين المدمرين. ويقضي المشروع الرئيسي ببناء ناطحة سحاب تحمل اسم "برج الحرية" وكشف مجسمها منذ ايام.واخيرا، ما زال الوضع الصحي لرجال الانقاذ يطرح مشكلة اذ ان معظمهم يعانون من مشاكل تنفسية وتوتر عصبي.
مسلمو الولايات المتحدة يخشون التبرع للجمعيات الخيرية
ومع اقتراب شهر رمضان، يساور القلق العديد من المسلمين حول اداء الصدقات المتوجبة عليهم بدون ان يثيروا غضب السلطات الفدرالية.وتتزامن بداية شهر رمضان الاسبوع المقبل مع الذكرى السادسة لهجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة التي ادت الى حملة من القمع ضد الارهاب يقول العديدون هنا انها استهدفت المسلمين دون وجه حق.
واغلقت السلطات الاميركية ست من اكبر الجمعيات الخيرية الاسلامية العاملة في الولايات المتحدة بعد اتهامها بجمع اموال لصالح منظمات "ارهابية"، كما تعرضت جمعيات اخرى لمداهمات.وقال داود وليد مدير فرع ميشيغن لمجلس العلاقات الاميركية الاسلامية ان "هذه طرق غير مباشرة لاغلاق الجمعيات الخيرية الاسلامية دون المرور بالاجراءات اللازمة".واوضح ان هذه الخطوات "تخيف المتبرعين وحتى بعض الموظفين وتبعدهم عن هذه الجمعيات".
وقال شريف عقيل محامي جمعيتين خيريتين تعرضتا للمداهمة "هناك نمط مشبوه للغاية من شن المداهمات قبل شهر رمضان الذي يقدم فيه المسلمون عادة الجزء الاكبر من الزكاة".وفي 2004 اغلقت وكالة الاغاثة الاسلامية الاميركية التي مقرها ميسوري قبل ايام من حلول شهر رمضان بسبب اتهامها بالارتباط بحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وتنظيم القاعدة.وادينت الجمعية في اذار/مارس بتقديم المساعدة دون ترخيص في العراق اثناء فرض حظر على ذلك البلد ابان حكم الرئيس الراحل صدام حسين.
وفي 2005 طرق رجال الحكومة الفدرالية ابواب المسلمين في منطقة ديترويت لسؤالهم عن ما اذا كانوا ينوون التبرع لجمعية "الحياة للاغاثة والتنمية" التي مقرها ميشيغن وغيرها من الجمعيات الخيرية.
وفي 2006 تعرضت جمعية "الحياة للاغاثة والتنمية" لعملية مداهمة شهدت عليها كل محطات التلفزيون المحلية التي استدعيت لالتقاط صور لرجال الحكومة الفدرالية وهم يحملون اجهزة الكمبيوتر وصناديق من الوثائق.
ورغم اهمية التاكد من ان اموال الصدقات لا تذهب لتمويل "نشاطات ارهابية" فان عجز الحكومة الفدرالية او رفضها تقديم الادلة القوية على ضلوع الجمعيات الخيرية في مثل هذه الاعمال تسبب في رد فعل عسكي، حسب عقيل.وقال عقيل ان العديد من المسلمين توقفوا عن التبرع للبرامج الخارجية خوفا ان يتم تجميد الاموال او ربطها برسوم قانونية وخشية ان يتم اتهامهم بتمويل الارهاب بطريقة غير مباشرة. واضاف"ما فعلناه هو تشويه صورتنا وموقفنا في الخارج ان وجود منظمات اميركية في الميدان هو افضل خطوة علاقات عامة يمكن اتخاذها".وتمكنت جمعية "الحياة للاغاثة والتنمية" من مواصلة عملياتها رغم الصورة السيئة التي خلفتها المداهمة التي جرت عام 2006" حسب محمد العمري المدير الاداري للجمعية.الا ان الجمعية اضطرت الى اللجوء الى المحاكم للحيلولة دون ان يعتبرها البنك "جهة تبييض اموال" او "ممول للارهاب" بعد اغلاق حساب الجمعية عقب المداهمة.
وعادت الجمعية الى المحكمة الشهر الماضي لمنع وزارة العدل من تغريمها ب115 الف دولار كرسوم نسخ وثائق لكي تتمكن من استعادة وثائقها.ورغم عدم توجيه اي تهمة للجمعية، يعتقد انه يتم التحقيق معها بسبب عمليات اجرتها في العراق بينما كان يخضع لعقوبات.وتمكنت الجمعية من تجنب ربطها بالارهاب لانها اتبعت كافة القوانين بدقة واختارت عدم مساعدة الايتام في لبنان وغزة والضفة الغربية، حسب العمري.
واكد العمري من مكتبه في ديترويت ان "اعضاء الجالية الاسلامية خائفون. عليهم ان يخرجوا الزكاة. ولكن لمن يعطوها؟ هل يعطوها للمسجد فقط؟ هل يعطوها لصديق لحملها الى الخارج؟ طرق منح الزكاة تضيق".واضاف "في السابق، كانت هناك العديد من المنظمات المختلفة. لم نكن اكبر جمعية. لكننا اصبحنا الان الاكبر بعد اغلاق العديد من الجمعيات".
ويقول مسؤولون في الحكومة الفدرالية انهم ملتزمون حماية الاعمال الخيرية الشرعية ويستهدفون فقط المنظمات عندما يكون لديهم ادلة قوية على اساءة استخدام الاموال.وقالت مولي ميلروايس مسؤول الخزينة الاميركية ان "هذه الاعمال لا تستهدف الاشخاص الذين يبعثون باموال بطريقة شرعية لاغراض شرعية ويتم استغلالها بطريقة غير مقصودة".واضافت ان "كل واحدة من القضايا التي رفعت ضد منظمات خيرية مستهدفة تمت المصادقة عليها من قبل محكمة اميركية".
وتدافع منظمة "الاراضي المقدسة للاغاثة والتنمية" التي مقرها تكساس في المحكمة حاليا عن نفسها ضد اتهامات بتمويل "الارهاب" ودعم حماس.وفي تموز/يوليو الماضي قامت وزارة العدل بتجميد ارصدة جمعية "النوايا الحسنة" الخيرية في متشيغين بعد ان وصفتها بانها واجهة لحزب الله اللبناني.
وتعمل وزارة العدل بشكل وثيق مع الجمعيات الخيرية لتطوير ارشادات تساعدها على ضمان عدم تحويل اموالها لنشاطات ارهابية، حسب ميلروايس.وقالت ان "قطاع الجمعيات الخيرية والحكومة الاميركية يشتركان في نفس الهدف: نريد ان يستمر منح القروض الخيرية ولكننا لا نرغب ان تذهب الاموال للارهابيين".