أخبار

المعلم في السعودية خلال أيام: مصارحة تمهّد للمصالحة!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: علمت صحيفة السفير اللبنانية، إستنادًا إلى مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة، أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيتوجه إلى المملكة العربية السعودية خلال الأسبوع الحالي، في زيارة رسمية تستمر يومًا واحدًا، تأتي غداة الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة من جهة وبالتزامن مع المشاورات الدبلوماسية السورية التي أعقبت الخرق الجوي الإسرائيلي الأخير للأجواء السورية وتصدي المضادات الأرضية السورية له من جهة ثانية.

ومن المقرر أن تستقبل بيروت التي ستستضيف اليوم اجتماع الدول المانحة المخصص لإعادة اعمار مخيم نهر البارد، حشدًا من الزوار أولهم المبعوثان الإسبانيان اللذان يصلان إليها اليوم ويلتقيان عددًا من المسؤولين اللبنانيين، تحضيرًا للزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية ميغل انخل موراتينوس قريبًا. ويصل بعدهما رئيس دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الألمانية ثم وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير يوم الخميس المقبل، يليه في اليوم التالي المبعوث الروسي ألكسندر سلطانوف، وكذلك يصل إلى بيروت المبعوث الرئاسي السوداني مصطفى عثمان اسماعيل، فيما لم يقرر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى موعد عودته إلى بيروت.

وقال موسى لـ"السفير" إنه بمعزل عن الحركة الخارجية "لا بد وأن يحصل شيء على مستوى لبنان واللبنانيين، ويجب أن يكون الإختيار الرئيسي للرئيس المقبل هو اختيار لبناني صرف ولذلك أرى من الصعوبة بمكان أن يتدخل أحد آخر"، وحثّ اللبنانيين على التوافق قائلاً "المرحلة تحتاج إلى توافق لبناني على رئيس لبناني آخذين في الاعتبار ما يجري من حول لبنان دوليًا وعربيًا وإقليميًا".

وفي الفاتيكان، تستمر المشاورات التي يجريها البطريرك الماروني نصر الله صفير مع المسؤولين الفاتيكانيين حول الوضع في لبنان وخاصة الإستحقاق الرئاسي "ليس بوصفه عنوانًا وطنيًا ودستوريًا بل بوصفه آخر موقع مسيحي في الشرق" على حد تعبير مصادر دبلوماسية لبنانية في روما. وقالت المصادر لـ"السفير" إن "الجميع يتحدث هنا بلغة حسن النوايا وكل يقول إنه يرغب بالتوافق، ولعل مهمة الكرسي الرسولي هي محاولة تجميع النقاط المشتركة لإستخلاص مشروع أو رؤية ما للحل وهذه مسألة تحتاج إلى وقت".

وأضافت المصادر: "لسنا في مرحلة الدخان الأبيض، بل نحن في مرحلة العموميات والاستماع وعرض المواقف وتقييمها في انتظار تبلور المواقف الدولية والاقليمية، خاصة من قبل أربعة لاعبين أساسيين هم الولايات المتحدة والسعودية وإيران وسوريا". ولم تستبعد المصادر أن يستقبل الفاتيكان موفدين جددًا أبرزهم مساعد وزيرة الخارجية الأميركية السفير ديفيد ولش، إضافة إلى احتمال قيام الموفد الفرنسي جان كلود كوسران بزيارات مكوكية إلى الفاتيكان، بعد استكمال جولة اتصالاته التي ستشمل طهران والسعودية وربما دمشق في مرحلة لاحقة، علمًا أن مصادر دبلوماسية فرنسية قالت لمراسل "السفير" في باريس أن شروط الحوار السياسي مع دمشق لم تتوافر حتى الآن.

وكان بدأ المعلم زيارة لأنقرة يبحث خلالها في الخرق الإسرائيلي، بينما طالبت انقرة إسرائيل بمعلومات عن خزانات وقود عثر عليها في الأراضي التركية المحاذية لسوريا. أما إسرائيل، فمضت في التزام الصمت حيال الحادث، وقال رئيس الوزراء ايهود اولمرت انه لا يمكن دوما كشف الاوراق امام الجمهور الاسرائيلي. وأكد المعلم بعيد وصوله الى انقرة ان سوريا ستتصدى لأي عدوان تقوم به اسرائيل او تخطط له. وقال: "اننا من جانبنا سنواصل السعي من اجل تحقيق التسوية الشاملة التي تبقى دائمًا في مقدم اولوياتنا، لكننا في الوقت عينه مستعدون تمامًا للدفاع عن أنفسنا ضد أي عدوان تخطط له اسرائيل".

وسئل عن الغاية من زيارته لتركيا، فأجاب أنها تدخل في اطار تعزيز العلاقات بين البلدين وتطويرها. وهل يكون التوتر الناجم عن خرق المقاتلات الإسرائيلية المجال الجوي السوري، على جدول اعمال مباحثاته في انقرة؟ أجاب أن هناك ثقة متبادلة بين سوريا وتركيا و"ما أعلناه في هذا الصدد هو الحقيقة وتركيا تدرك أن هذه هي الحقيقة".

ثم سئل هل يؤثر تولي عبدالله غول رئاسة الجمهورية في تركيا على الدور الذي كان يضطلع به في الوساطة بين سوريا واسرائيل، فأجاب بأن دمشق تقدر الجهود التي بذلها غول في هذا الصدد، لكنها في الوقت عينه لا يمكن ان تتدخل في الشؤون الداخلية لتركيا، مشيرًا إلى أن نقل ملف الوساطة الى رئاسة الجمهورية او تركه في وزارة الخارجية، أمر يعود إلى الجانب التركي وحده.

وبالتزامن مع زيارة المعلم لأنقرة، كتبت صحيفة "الثورة" السورية: "لم يكن غائبًا عن سوريا الاستعدادات الاسرائيلية لشن حرب جديدة، وبالتأكيد كانت المناورات الاسرائيلية والتدريبات التي اجراها جيش العدو في الجولان... تحت مرأى العين السورية تتابعه وتراقبه وتعرف ان مثل هذه التدريبات كانت رسائل واضحة عن مدى النية الاسرائيلية لشن حرب جديدة".

كوشنير يأمل بموقف للأكثرية قبل الخميس

وقالت المصادر الفرنسية إن الاجتماع الأوروبي الذي عقد في البرتغال (رئيسة الاتحاد الأوروبي اعتبارا من الأول من تموز خلفًا لألمانيا) في نهاية الأسبوع تطرق الى الملف اللبناني من زاوية الاستحقاق الرئاسي وتحديدًا المبادرة التي أطلقها الرئيس بري، واستمع المشاركون في الاجتماع الى تقرير قدمه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا حول نتائج جولته في المنطقة ومنها زيارته الى بيروت. وتوقعت المصادر أن تتطور مبادرة الرئيس بري في ضوء الانفتاح الأوروبي عليها، وخاصة أنها تتقاطع مع المبادرة الفرنسية، لا بل تتقدم عليها باعتبارها أزاحت موضوع حكومة الوحدة الوطنية عن جدول الأعمال نهائيًا. وأكدت المصادر أن باريس "تخشى الفوضى اذا لم يحصل توافق على الموضوع الرئاسي".

ومن المقرر أن يصل كوشنير الى بيروت بعد ظهر يوم الخميس المقبل، حيث سينتقل من المطار الى عين التينة مباشرة، ثم يلتقي الرئيس فؤاد السنيورة وعددًا من قيادات الأكثرية والمعارضة. وقالت المصادر الفرنسية انه اذا صدر موقف ايجابي عن قوى الرابع عشر من آذار ازاء مبادرة بري "فان كوشنير سيحاول جمع أقطاب الحوار في قصر الصنوبر كما فعل في المرة الماضية، أو يحاول جمع المشاركين في سان كلو مرة ثانية ولكن في بيروت".

يذكر أن الموفد السويسري ديدييه بفيرتر حاول تسويق مبادرة سويسرية تقضي باجتماع أقطاب الحوار في سويسرا، لكنه اصطدم بعراقيل جعلت السويسريين "يواظبون العمل على البعد الأكاديمي من الحوار وليس السياسي" على حد تعبير مسؤول لبناني التقى بفيرتر!

مكاوي لـ"السفير": لم يعد للسلاح الفلسطيني فائدة

من جهة ثانية، يرعى الرئيس فؤاد السنيورة، قبل ظهر اليوم في السرايا الحكومية، مؤتمر ممثلي الدول والمؤسسات العربية والدولية المانحة من اجل اطلاق حملة الاكتتاب لاعادة اعمار واغاثة مخيم نهر البارد ومحيطه من القرى اللبنانية المحاذية والمتضررة . وتقدر جهات رسمية لبنانية حاجة الحكومة اللبنانية و"الاونروا" الى نحو 360 مليون دولار لتنفيذ مرحلتي الطوارئ والاعمار.

وقال رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني السفير خليل مكاوي، لـ"السفير" انه سيتم إنشاء صندوق خاص، تحت إشراف البنك الدولي، لتصب فيه مساهمات الدول المانحة، بالتنسيق مع "الاونروا" والحكومة اللبنانية. واضاف "عملنا مستمر وقائم من قبل أزمة نهر البارد، والدليل في بدء مشروع تحسين أوضاع المخيمات منذ العام الماضي. أما الرسالة اليوم فهي على الشكل الآتي: إن إعادة إعمار المخيم، بشكل أفضل مما كان عليه، دليل آخر على أن الحكومة اللبنانية عازمة على إعطاء الفلسطينيين حياة كريمة إلى حين عودتهم إلى وطنهم. ما عاد للسلاح فائدة، وإن شاء الله، وبالاتفاق مع الفلسطينيين، سيسري الجهد نفسه على بقية المخيمات في لبنان" (تفاصيل الحوار مع مكاوي ص 4 ).

تجدر الإشارة هنا إلى أن عدم الانتهاء من المسح الفني في "البارد"، يؤخر معرفة الوحدات السكنية المتضررة، وإن كانت التقديرات تتراوح ما بين سبعة وثمانية آلاف وحدة سكنية وفق احصاءات سبقت أزمة "البارد".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف