أخبار

تقرير أميركي سري حول منفذي اعتداءات 11 أيلول

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس، واشنطن: تنشر صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية الثلاثاء تقريرا اميركيا سريا يتناول نشاطات منفذي اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 في الاشهر ال18 التي سبقت الهجمات. وهذا التقرير الذي يقع في 198 صفحة (19 فصلا بعدد الانتحاريين الذين خصص فصل لكل منهم) وتمكنت وكالة فرانس برس من الاطلاع عليه، اعده المركز الوطني الاميركي للاستخبارات حول المخدرات، وهو هيئة مرتبطة بوزارة العدل. وقد سلم بعد شهرين ونصف الشهر من الاعتداءات الى مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي).

ويتحدث التقرير بالتفصيل عن كل النشاطات المهمة التي قام بها المنفذون ال19 للاعتداءات الذين قاموا بخطف الطائرات الاربع، في الاشهر ال18 التي سبقت الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001. وهو يذكر الاسماء التي استخدموها والوثائق الشخصية الحقيقية والمزورة وارقام الهواتف وتنقلاتهم وعملياتهم المصرفية ولقاءاتهم مع شركاء او اصدقاء والعناوين المستخدمة. واوضحت المجلة "يبدو ان اي عائق جغرافي او فني لم يعترض العمل الاستخباراتي هذا ان على صعيد التحويلات المصرفية التي امر بها الارهابيون بين مصارف تقع في الخليج واخرى في افريقيا او خطوط الهاتف المسجلة في الامارات العربية المتحدة والتي كانوا يستخدمونها".

اما بالنسبة إلى تحركات قائد الانتحاريين محمد عطا فيظهر التقرير امورا غامضة. ففي لائحة بارقام الهاتف التي استخدمها، رقم هاتف مسجل في رومانيا من دون ان تعرف نتائج البحث الذي اجري بهذا الشأن. والامر كذلك "بنسبة إلى رقم هاتف دولي اخر هو لهاتف نقال لم يعرف لاي غرض كان عطا يستخدمه للاتصال بشريك او للحصول على اي نوع من الدعم". وردا على اسئلة الصحيفة قال روبن غزاوي ممثل مكتب التحقيقات الفيدرالي في سفارة الولايات المتحدة في باريس ان الاف بي اي "تستمر بالبحث عن كل اعضاء القاعدة وحلفائهم الذين جعلوا من تخطيط هذه الهجمات الارهابية في الولايات المتحدة ممكنا".

الولايات المتحدة لا تزال مهددة

وبعد ست سنوات على اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001، لا تزال الولايات المتحدة مهددة بمواجهة هجمات جديدة لكنها افضل تحضيرا لها على ما اكد مسؤولو الاستخبارات الاميركية في واشنطن. ويأتي هذا التأكيد بعد ان توعد زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الاسبوع المنصرم في شريط فيديو موجه الى "الشعب الاميركي" بتصعيد القتال من اجل انهاء الحرب في العراق.

وفي جلسة استماع استمرت اكثر من ثلاث ساعات في مجلس الشيوخ وخصصت للتهديدات الارهابية بعد مرور ست سنوات على اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001، لخص وزير الامن الداخلي الاميركي مايكل شرتوف الوضع قائلا "مع نجاحنا في اقامة حواجزنا ضد الهجمات الارهابية فما زلنا في الواقع امة في خطر". واكد شرتوف الذي عين على رأس هذه الوزارة التي استحدثت مباشرة بعد تلك الاعتداءات التي اوقعت نحو ثلاثة الاف قتيل "سنبقى نواجه تهديدات مستمرة على ارضنا خلال سنوات عدة".

وراى مدير الاستخبارات الاميركية مايل ماكونيل من جهته ان شبكة القاعدة تشكل "التهديد الارهابي الاخطر" على الولايات المتحدة لكنه وجه ايضا اصبع الاتهام الى حزب الله الشيعي اللبناني. وقال ماكونيل في هذا الخصوص "نرجح ان يفكر حزب الله اللبناني الذي شن هجمات معادية لاميركا خارج الولايات المتحدة في الماضي، في شن هجمات على وطننا خلال السنوات الثلاث المقبلة اذا اعتقد ان الولايات المتحدة تمثل تهديدا مباشرا عليه او على ايران" على حد قوله.

وعبر في الوقت نفسه عن مخاوفه من ان التعاون الدولي الذي حد من قدرة القاعدة على مهاجمة الولايات المتحدة منذ 11 ايلول/سبتمبر 2001 يمكن ان يتضاءل. وقال "نشعر بالقلق من ان هذا المستوى من التعاون الدولي قد يتضاءل بعد ان تصبح احداث 11 ايلول/سبتمبر ذكرى بعيدة ومع اختلاف وجهات النظر بشأن (مفهوم) الارهاب". واكد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) روبرت مولر وجوب "البقاء على درجة عالية من التيقظ".

ولفت الى ان احدى اولويات السلطات الاميركية تتعلق بجماعات ارهابية "تأتي من اوروبا حيث يمكن ان تكون تلقت تدريبا وتسللت الى صفوفها القاعدة او انها تخطط لهجمات على الاراضي الاميركية بدعم ومساندة مالية من قادة القاعدة". واعتبر شرتوف من جهته انه مع البقاء على يقظة باستمرار ازاء اي هجمات محتملة من القاعدة، لا تستطيع السلطات الاميركية استبعاد التهديدات التي يطرحها ارهابيون في الولايات المتحدة او جماعات او افراد متطرفون معزولون. واضاف "ليس من قبيل الصدفة اننا لم نواجه اعتداء على الارض الاميركية منذ 11 ايلول/سبتمبر 2001"، مشيرا الى احباط مؤامرات ارهابية عدة في السنوات الاخيرة وابعاد "الاف" الاشخاص الذين اشتبه في انهم يمكن ان يشكلوا خطرا الى الحدود.

وردا على سؤال قال شرتوف ايضا ان بحلول نهاية هذا العام "ستمر كل الحاويات التي تدخل المرافئ الاميركية عبر جهاز الاشعة (سكانر) كما سيخضع طواقم وركاب الرحلات الجوية القادمة الى الولايات المتحدة لعمليات تفتيش اضافية. واكد جون ريد مدير المركز الوطني ضد الارهاب من جهته "نحن افضل استعدادا"، موضحا ان الولايات المتحدة "اكثر امانا الان مما كنا عليه في 11 ايلول/ستمبر 2001 لكننا لسنا كليا في امان". واضاف انه "من المرجح ان لا نكون كذلك خلال جيل او اكثر".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف