أخبار

زيارة إلى سجن إيوين الإيراني السيئ السمعة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

طهران: عندما تمر في الطريق المؤدي الى سجن ايوين، لا ترى سوى مبنى يبدو كمنزل صغير عليه لافتة تقول "دار ايوين للاحتجاز" لا تدل بأي شكل من الاشكال على ان خلفها مجمعا ضخما من ابراج الحراسة والزنزانات.وتفتح بوابة كبيرة لتكشف عن اشهر السجون الايرانية وهو عبارة عن مجموعة من الجدران والكتل الاسمنتية التي تمتد فوق التلال الجرداء شمال طهران وله تاريخ قصير نسبيا ولكنه حافل.

وكان الشاه محمد رضا بهلوي بنى السجن في السبعينات واصبح مقرا لتعذيب واعتقال المعارضين السياسيين على يد الشرطة السرية التابعة له "سافاك". ويضم السجن حاليا نحو 4600 سجين.وتتهم الجماعات الحقوقية الجمهورية الاسلامية بتنفيذ عمليات اعدام جماعية في السجن خلال سنوات الاضطرابات التي اعقبت الاطاحة بالشاه عام 1979، ومواصلتها اليوم اعتقال سجناء سياسيين وممارسة التعذيب.

الا ان السلطات تنفي ذلك بقوة. وفي محاولة لإظهار الشفافية، فتحت السلطات السجن امام الصحافيين للقيام بزيارة فريدة وعرضت لهم زنزانات ومنشات نظيفة للغاية اشتملت على حوض سباحة.وصرح مدير السجن سيداغات لمراسل وكالة فرانس برس في مقابلة في كافتيريا السجن "ان السمعة السيئة للسجن تأتي من ماضيه ابان حكم النظام السابق".واضاف "ولكنني اود ان اقول بصراحة ان السجن عادي. ويتم الافراج عن نحو 50 سجينا يوميا. وهذا يظهر ان هذا السجن عادي".

وتنفي ايران احتجاز سجناء سياسيين وتتهم الغرب بتضخيم المسألة. وقال سوهراب سليماني مدير سجون طهران انه يوجد 15 سجينا فقط يحتجزون في سجن ايوين بتهم "امنية" مثل التجسس. واضاف "ليس لدينا اي سجناء سياسيين. لدينا سجناء امنيون".

ويصنف اشهر المعتقلين في السجن ضمن هذه المجموعة ومن بينهم المنشق الكاتب اكبر غانجي المسجون منذ ست سنوات، والاصلاحي محسن كاديفار والاكاديمية الاميركية من اصل ايراني هاله اسفاندياري.ولم يتم عرض المعتقلين "الامنيين" في سجن ايوين اثناء زيارة الصحافيين. كما لم يفتح القسم 209 السيئ السمعة، الذي تقول جماعات حقوقية غربية انه يعتقل فيه مثل هؤلاء الصحافيين وتديره وزارة الاستخبارات.

ويعتقل ثلاثة طلاب ايرانيين من جامعة امير كبير في السجن منذ اربعة اشهر للاشتباه بنشرهم مواد مسيئة للاسلام. وتقول عائلات الطلاب انهم تعرضوا للتعذيب، وهو ما تنفيه السلطات.الا انه تم السماح للصحافيين بزيارة السجناء في مهاجعهم التي تضم في المعدل 16 سريرا ومجهزة باجهزة تلفزيون ومراوح اضافة الى جناح ل400 سجينة.وقال السجين حسين (35 عاما) المحتجز لاتهامه بقتل اشخاص في حادث سير "مرحبا بكم الى زنزاناتنا! مرحبا الى الفندق من فئة الخمس نجوم!".واضاف "بشكل عام هذا سجن جيد، ولكن السجن هو السجن".

اما في مكتبة السجن فكان السجناء ينكبون على قراءة القران والصحف والنصوص الانكليزية، تحيط بهم الرفوف المليئة بكتب الادب الفارسي والاجنبي.وامتنع العديد من السجناء عن الحديث الى الصحافيين، الا ان جعفر رحيمي (50 عاما) الذي يقضي فترة بالسجن لمدة عام بسبب جرائم مالية، فقال ان اليوم في السجن يبدأ عند الساعة السابعة صباحا وتطفأ الاضواء عند الساعة العاشرة مساء.واضاف "تتوفر في السجن محطات تلفزيونية وصحف تعكس رأي الحكومة" مثل صحيفة "ايران" الحكومية اليومية وصحيفة "اطلاعات" المعتدلة.ولم تخل الزيارة من مفاجآت. فقد دهش الصحافيون عندما كان اول ما عرض عليهم في السجن حوض السباحة الذي كانت المياه الزرقاء تلمع فيه وتحيط به المظلات الشمسية وقطع الاثاث الخاصة باحواض السباحة، وبدا مغريا للسباحة في قيظ ذلك الصباح. وكان العديد من السجناء يستمتعون بالسباحة، وهو ما يقومون به يوميا، حسب مسؤولي السجن.

وكتب على لائحة علقت على جانب حوض السباحة "يمنع المزاح في حوض السباحة".وفي وقت لاحق من الجولة، ظهر المفكر الايراني واشهر سجين في ايوين كيان تاجباخش الاميركي المتحدر من اصل ايراني يتمشى في حديقة السجن الجيدة التنسيق.وفي لقاء مرتب بدقة قصد منه ان يبدو كمصادفة، قال تاجباخش انه يتوقع الافراج عنه "قريبا" واعرب عن رضاه عن ظروف الاعتقال رغم انه يحتجز في السجن الانفرادي.

وصرح للصحافيين الذين اصابتهم الدهشة "الظروف في السجن جيدة، وانا في زنزانة انفرادية، فلدي تلفزيون وطاولة، ولدي حمام خاص".واضاف "يسمح لزوجتي بزيارتي اسبوعيا، واستطيع التحدث معها كل ليلة عبر الهاتف".

وفي مصنع السجن، جلس عشرات السجناء على ماكينات الخياطة لاكمال طلبية من شركة سيارات، ويستطيعون كسب المال من العمل في المصنع لهم ولعائلاتهم.وتطل عليهم من الجدران صور ضخمة لمؤسس الثورة الاسلامية اية الله روح الله الخميني والمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي.ومن بين تلك الصور واحدة صغيرة للرئيس السابق لمدير سجن ايوين اسد الله لاجيفاردي المتهم بانتهاكات حقوقية خلال الثمانينات واغتالته المعارضة المحظورة في عام 1998.

كما تهيمن على السجن ظلال قضية الصحافية زهرة كاظمي التي اعتقلت بعد تصويرها تظاهرة خارج سجن ايوين في حزيران/يونيو 2003 وتوفيت في المعتقل، ويقول محاموها انها قتلت.غير ان المتحدث باسم القضاء الايراني علي رضا جشمدي قال "ان سجن ايوين كانت له سمعة سيئة في ظل النظام السابق، فقد كان سجن السافاك ومسرح عمليات تعذيب تشبه ما كان يحدث في العصور الوسطى".واضاف "لقد تغير كل ذلك. نحن نحترم حقوق السجناء. لقد اوقفنا نظام السجن الانفرادي. واوقفنا ارتداء الزي الموحد. واتخذنا اجراءات لخفض عدد السجناء".واقر جشمدي انه في بعض الحالات يمكن ان يصدر القضاة اوامر باعتقال السجناء في "اجنحة" انفرادية، الا انه اكد ان هذه "الاجنحة" مريحة.واضاف "تتوفر في هذه الاجنحة الانفرادية كافة وسائل الراحة. وكل ما يعنيه السجن الانفرادي هو ان السجين لا يتصل بالاخرين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف