الحرائق تهدد فرص كرمنليس للفوز بالرئاسة اليونانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اثينا: تنطوي الانتخابات التشريعية التي تنظم الاحد في اليونان على مخاطر بالنسبة إلى رئيس الوزراء المحافظ كوستاس كرمنليس بعد الحرائق الخطرة التي اجتاحت البلاد في نهاية اب/اغسطس وغيرت مشهده السياسي.وكان من المرجح ان يفوز كرمنليس (51 عاما) زعيم حزب الديمقراطية الجديدة بسهولة على اخصامه الاشتراكيين من حزب باسوك وعلى رأسهم جورج باباندريو (55 عاما)، غير ان ذلك كان قبل اندلاع الحرائق التي كشفت العجز الخطر في اجهزة الدولة والحكومة ازاء كارثة بهذا الحجم.
واظهرت استطلاعات الرأي الاخيرة التي جرت قبل حظرها خلال ال15 يوما السابقة على الانتخابات، ان الفارق بين الحزبين تقلص كثيرا ولو ان الحزب الحاكم ما زال متقدما في نوايا التصويت.وقال ثيو ليفانوس المحلل في معهد "اوبينيون" ردا على اسئلة وكالة فرانس برس ان "عدد المترددين قبل اقل من اسبوع على عملية الاقتراع مرتفع للغاية".
وفي حال فاز كرمنليس في الانتخابات، فقد لا يحصل سوى على غالبية نسبية في البرلمان (اقل من 151 نائبا من اصل 300)، ما سيجعله عاجزا عن الحكم وحده وسيحتم عليه تشكيل تحالفات.وقد رفض منذ الان هذا الاحتمال محذرا من انه "لن يكون هناك تعاون مع الاطراف. وفي حال قيام برلمان بدون غالبية مطلقة، فسوف نتجه الى انتخابات جديدة".
وندد جورج باباندريو بهذا الموقف معتبرا انه ينطوي على "ابتزاز" بشأن مسألة الاستقرار السياسي، مواصلا شن هجمات على رئيس الوزراء بعدما اتهمه في خضم ازمة الحرائق ب"اذلال" البلاد جراء اهماله.غير انه من غير المؤكد في نظر المحللين ان ينجح حزب الباسوك في الاستفادة من المصاعب التي يواجهها رئيس الوزراء، وهو الذي ركز ايضا حملته على عدم احترام الحكومة وعودها بتحسين الحياة العامة والعدالة الاجتماعية.
وقال ثيو ليفانوس "من الواضح ان اليونانيين ارادوا بانتخابهم كرمنليس عام 2004 معاقبة الاشتراكيين الذين حكموا البلاد طوال 19 عاما. حصل هذا في ماض قريب وما زال ماثلا في الاذهان".
في المقابل، يتوقع المراقبون ان ينعكس الوضع ايجابا على حزب صغير من اليمين المتطرف هو حزب "لاوس" الذي كان يحظى حتى قبل الحرائق باكثر من 3% من نوايا التصويت ما يخوله دخول البرلمان للمرة الاولى في تاريخه.وقد ادرك زعيمه الشعبوي جورج كراتزافيريس، الذي يظهر في اعلانات الحملة الانتخابية مرتديا قفاز ملاكمة ضخما، ان في وسعه تحسين حظوظه فعمد الى خفض حدة خطابه والابتعاد عن النبرة المعادية للسامية وللاجانب التي تميز حزبه بصورة عامة.
وفي مواجهة تراجع شعبيته، يكثف كرمنليس ظهوره العلني على التلفزيون وفي المهرجانات وعلى الارض فيجوب ارجاء اليونان بلا توقفويؤكد انه استخلص "العبر" من الحرائق معتبرا انه من الضروري اكثر من اي وقت مضى تسريع "الاصلاحات من اجل قيام بلد اكثر حداثة وافضل اداء واكثر مصداقية".وكان من المفترض اساسا ان تجري الانتخابات التشريعية في اذار/مارس 2008 غير انه قرر بنفسه في منتصف اب/اغسطس الدعوة الى انتخابات مبكرة تتيح تحقيق الاصلاحات الاقتصادية الليبرالية الضرورية التي يطالب بها الاتحاد الاوروبي والمؤسسات الدولية الكبرى، وفي مقدمها اصلاح النظام التقاعدي.
ونجح كرمنليس في خفض العجز في الميزانية اليونانية الى 2.6% من اجمالي الناتج الداخلي عام 2006 مقابل 7.9% عام 2004 مع ابقاء النمو الاقتصادي فوق 4%، وهو يعد اليوم بمواصلة اصلاح المالية العامة وتحديث البلاد اذا اختار الناخبون منحه اصواتهم.