أخبار

روس: مؤتمر بوش سيكون أجوفًا إذا اقتصر على مصر والأردن والفلسطينيين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


واشنطن: نبه دينيس روس مبعوث السلام الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط وهو الآن مستشار في معهد سياسات الشرق الأدنى ومقره واشنطن . ونبه أيضًاإلى أهمية التخطيط الدقيق للمؤتمر الذي دعا الرئيس بوش إلى عقده حول القضايا الإسرائيلية الفلسطينية حتى لا ينتهي الأمر به إلى الفشل والحرج.فقد شدد روس على أن مؤتمرًا من هذا القبيل يجب أن يُعد له بدقة وأن تشارك فيه جميع الأطراف المعنية وأن تُوضع له أجندة واضحة وأن يرسي آلية للمتابعة وإلا اعتُبر حدثًا رمزيًا لمرة واحدة.

يعرض تقرير واشنطن نص حوار أجراه معه الزميل برنارد غويرتزمان Bernard Gwertzman من مجلس العلاقات الخارجية، وفي ما يلي نص المقابلة:

كنت دائما تدعو إدارة الرئيس بوش إلى التحلي بمزيد من البراعة في استخدام الدبلوماسية والعمل السياسي في الشرق الأوسط. وقد صدرت هذا الأسبوع دعوة الرئيس بوش إلى عقد مؤتمر حول عملية إحلال السلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين . هل كان الرئيس يقرأ كتاباتك . وهل ما اقترحته الإدارة يختلف عما كان يدور في ذهنك؟

بطبيعة الحال أتمنى أن يكون الرئيس اطلع على كتاباتي، ولكني غير متأكد من ذلك. وإذا أمعنا النظر إلى الوضع الراهن والى ما نحن فيه وطبقنا نهجًا سياسيًا حقيقيًا، فإنه سيكون علينا أن نركز على تحديد هدفنا الأساسي وهو أن ندرك أن هناك صراعًا بين روح الفلسطينيين وهويتهم. فالصراع ليس بين المتطرفين والمعتدلين، انه بين أولئك الذين يمكنهم تحويل الحركة الفلسطينية إلى حركة إسلامية وهؤلاء الذين يحاولون الإبقاء عليها كحركة قومية علمانية.
وقد نواجه صراعًا قوميًا إذا بقيت الحركة القومية العلمانية على الساحة ولكنه وضع يمكن معالجته.

وماذا إذا تحول الأمر إلى صراع إسلامي؟

سيكون من المتعذر إيجاد حل إذا تحولت الأمور إلى صراع إسلامي.ولذلك فإن الهدف الاستراتيجي الأساسي الحالي يتمثل في كيفية تعزيز وضع هؤلاء الذين يحاولون بناء مصداقية السلطة الفلسطينية ودعم مسؤوليها ومن بينهم سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد (للضفة الغربية) - وكيفية دعم مواقف هؤلاء المسؤولين دون إلغاء مسؤوليتهم عن تحقيق تلك التغييرات الداخلية التي ستوفر لحركة فتح والسلطة الفلسطينية مزيدا من المصداقية.

ولكي نحقق ذلك الهدف ينبغي علينا أن نفكر بتركيز شديد في كيفية إفساح المجال وتوفير الوقت أمام رئيس الوزراء الفلسطيني وإمهاله الوقت الكافي ليتمكن من تطبيق أسلوبه على الأرض. ولذلك يتعين أن يكون المؤتمر الدولي جزءًا من تلك العملية وأن يكون على صلة بالحقائق اليومية التي تبني المصداقية على الأرض لهؤلاء الذين يمثلون التيار الوطني العلماني - ويجب أيضًا أن يتم الأعداد الجيد لمثل هذا المؤتمر.

فلنعد الى المؤتمر الذي دعا الرئيس بوش الى عقده. ما هو الخطأ في هذا الاقتراح؟

هناك تساؤلات تثير مشاعر القلق .

ما هي مظاهر الإعداد لهذا الاجتماع الدولي؟
هل هناك خطة أو برنامج عمل واضح ومحدد؟
من هي الأطراف المشاركة؟
كيف يمكن أن نساعد في عملية الأعداد والتخطيط لنعرف ما سيتم بحثه وتناوله في المؤتمر؟
هل هناك خطوات محددة سيجري متابعتها في أعقاب انتهاء المؤتمر؟
لن تكون هناك أي قيمة خاصة لاجتماع دولي إذا اقتصر على مجرد تجمع المشاركين وإلقاء الكلمات التي تعبر عن المواقف المتطرفة دون أن تكون هناك ترتيبات للمتابعة.

وماذا لو كان هدف المؤتمر تمهيد السبيل أمام أجراء مفاوضات؟

لا ضرر في عقد اجتماع دولي يستهدف التمهيد أو الإعداد لإجراء مفاوضات إذا عرف كل مشارك جدول الإعمال مسبقًا وإذا اتفق المشاركون سلفًا على الأمور الإجرائية وعلى مجموعة خطوات محددة للمتابعة.أما إذا عُقد مؤتمر دولي دون إعداد ودون برنامج عمل واضح ومحدد ودون متابعة لاحقة، فانه لن يكون أكثر من مجرد خطوة رمزية سيثبت بسرعة إنها جوفاء وخالية من المضمون.

لنعد الآن بالإحداث الى ما يزيد على عشرة أعوام خلت وبالتحديد إلى حرب الخليج الأولى بين عامي 1990 و 1991. فقد رتب جيمس بيكر وزير الخارجية الاميركي آنذاك لعقد مؤتمر دولي في اسبانيا حول الشرق الأوسط الذي شاركت فيه وساعدته في الأعداد والترتيب لعقده - أليس هذا ما تقوم به وزيرة الخارجية كوندوليسا رايس في الوقت الراهن؟

يتعين عليك أن تدرك ما فعلناه آنذاك. لقد قمنا بثماني رحلات إلى منطقة الشرق الأوسط وكانت كل رحلة منها متصلة بسابقتها واتفقنا بعد ذلك على صياغة رسالة دعوة ضمناها الأطراف المستعدة للمشاركة والأمور الإجرائية وأجندة العمل - كما وضعنا معايير تحدد كل طرف سيحضر القمة وسبب دعوته للمشاركة - ووضعنا إطارًا للتفاوض بين الإسرائيليين ووفد مشترك من الفلسطينيين والأردنيين.

أما السبب وراء قيامنا بثماني رحلات إلى الشرق الأوسط فهو لأننا كنا نتفاوض حول الإعداد للمؤتمر وقواعد المشاركة فيه وقضايا أخرى. لم يكن الأمر مجرد عقد اجتماع لمرة واحدة. وإذا كانت إدارة الرئيس بوش تحاول القيام بشيء من هذا القبيل فإننا سنرى مظاهر تدل على ذلك. إن ما قمنا به في عام 1991 تطلب ممارسة نوع من الدبلوماسية المكثفة التي لا أرى لها وجودًا في الوقت الحالي.

هل تعتقدون انه سيكون بإمكان حركتيْ فتح وحماس في المستقبل المنظور تحقيق التقارب بينهما من جديد؟

لا أعتقد ذلك . أدرك أن السعوديين يحاولون الآن الترتيب لعقد محادثات مصالحة - ولكني وجدت إجماعًا في الرأي بعد أن عدت لتوي من المنطقة والتقيت بما يزيد على أربعين شخصية فلسطينية تمثل جميع الفصائل المختلفة وجميع الفئات العمرية ومن المستقلين. لقد كان هذا الإجماع اقوي مما كان عليه حينما كنت في المنطقة قبل خمسة أسابيع حيث إلتقيت أيضًا بعدد لا بأس به من الفلسطينيين. ووجدت حينئذ أن هناك مدرستين فكريتين داخل صفوف فتح لكل منهما وجهة نظر مختلفة - المدرسة الأولى تدفع بعدم إمكانية التوصل إلى أي شيء مع حركة حماس، والثانية ترى أن من الممكن التوصل إلى اتفاق معها في مرحلة ما.
روس: المؤتمر سيكون أجوفًا إذا اقتصر على مصر والأردن والفلسطينيين


أما الآن وحينما كنت هناك بعد انهيار قطاع غزة تغيرت وجهات النظر فقد تبدلت مواقف الذين اعتقدوا بإمكانية التفاهم مع حماس إلى النقيض. لم أجد أي مسؤول في فتح أو من المستقلين لديه قناعة بإمكانية أجراء مفاوضات مبكرة مع حماس. هناك بعضهم منالذين يقولون انه سيتعين في إحدى المراحل التباحث مع حماس بعد وضع سلسلة من التدابير والترتيبات المسبقة.يتعين على حماس ان تتخلي عن حكومتها وان تعترف بسلطة أبي مازن ( الرئيس محمود عباس ) والسلطة الفلسطينية. ويتعين علي مسؤوليها الاعتراف بأنهم اخطأوا في ما قاموا به وان يوافقوا على إعادة كل ما أخذوه وان يحلوا صفوف ميليشيتهم.
هذا ما يصدر الآن ممن قالوا قبل شهر انه يتعين العمل على التوصل إلى اتفاق مع حماس. ويدل ذلك على الأثر الشديد الذي خلفته أحداث غزة داخل صفوف فتح.

ما هي الدول التي تعتقد انها ستشارك في قمة بوش؟ هل هي مصر والأردن دون غيرهما؟

ستكون القمة جوفاء وخالية من المضمون إذا اقتصرت على مصر والأردن والفلسطينيين - اعتقد انه ستتعين مشاركة السعوديين وأشير هنا إلى أن مبادرة السلام العربية على الرغم من كل شيء تعرض إقامة علاقات دبلوماسية بعد انسحاب الإسرائيليين. وبالتالي إذا عقدنا هذا المؤتمر دون مشاركة السعودية، فإن التوقعات بشأن أهمية المؤتمر ومغزاه ستكون مخيبة للآمال. ولو كنت في مكان الإدارة الاميركية فإنني سوف ابذل الجهد لضمان مشاركة السعوديين.
وأشير هنا إلى أن السعودية كانت حاضرة بصفة مراقب في عام 1991 ممثلة بالسفير السعودي لدي واشنطن آنذاك الأمير بندر بن سلطان. لقد تواجد السعوديون على رأس وفد مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

هل من الممكن ان يشارك مجلس التعاون الخليجي من جديد؟

من الممكن أن يحدث ذلك. بالنظر إلى أن مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد عام 1996 شهد حضور وزير خارجية السعودية وسفيرها لدى واشنطن علاوة على رئيس الوزراء الإسرائيلي. وكانت هناك أربع عشرة دولة عربية ممثلة في المؤتمر، إضافة إلى الإسرائيليين والروس والاتحاد الأوروبي - وكان لدينا في هذا المؤتمر تمثيل سياسي رفيع المستوى.

هل لديك شك في أن ادارة الرئيس بوش تبذل جهودًا كافية لعقد ذلك المؤتمر؟
هذا هو مبعث انزعاجي - ليس لدي مشكلة مع عقد المؤتمر الذي قد يكون خطوة مفيدة، لكنه لن يكون مثمرًا إذا لم تبذل الإدارة الجهد اللازم فيما يتصل بالإجراءات والإعداد والترتيب والمتابعة - أما إذا كان المؤتمر مجرد حدث رمزي لا تليه أي خطوات للمتابعة ومجرد منبر لترديد الخطب الرنانة فانه سيكون من الصعب القول أننا حققنا تطورًا ملحوظًا في العملية السياسية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف