خبراء: تهديدات القاعدة إعلامية أكثر منها فعلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: اعتبر عدد من الخبراء ان تنظيم القاعدة الذي تلقى ضربات قوية منذ اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001، لا يزال يمثل تهديدا، الا ان هذا التهديد يستند الى وجوده الطاغي في وسائل الاعلام اكثر مما يستند الى قدراته العملانية.وقال طاهر عباس الاستاذ المحاضر في جامعة برمنغهام في وسط بريطانيا لوكالة فرانس برس ان تنظيم القاعدة "يملك حاليا هوية هي اليوم اقوى مما كانت عليه في اي وقت سابق، والسبب يعود الى طريقة كلامنا عن هذا التنظيم".
وتابع هذا المتخصص في شؤون التطرف الاسلامي "اننا بكلامنا عن تنظيم القاعدة والاشارة اليه بشكل دائم نرفعه الى مصاف الاستثناء، وهذا يعطي بشكل او بآخر معنى للحياة لدى بعض الاشخاص الذين هم بأمس الحاجة الى ذلك"، في اشارة الى ناشطي القاعدة.
وفي الوقت الذي كان فيه العالم يستعد لإحياء الذكرى السادسة لاعتداءات العام 2001، ظهر زعيم القاعدة اسامة بن لادن في شريط فيديو ساخرا من الولايات المتحدة مهددا بتصعيد الهجمات على القوات الاميركية في العراق ومشيدا باحد منفذي هذه الاعتداءات.واعتبرت المؤسسة الدولية للدراسات الاستراتيجية التي تتخذ من لندن مقرا لها الاربعاء الماضي ان القاعدة لا تزال تحتفظ بقدرة على ارتكاب "اعتداءات واسعة النطاق".
واذا كان هذا التقرير قد تصدر وسائل الاعلام، فان خلاصاته لم تحظ باجماع رغم عدة اعتداءات ارتكبت خلال الايام القليلة الماضية ونسبت الى القاعدة في العراق وباكستان والجزائر.وقال بوب ايرز الخبير الامني في "شاتهام هاوس" وهي مجموعة تحليل حول المسائل الدولية، لوكالة فرانس برس "لم ار ما يثبت اننا قد اضعفنا من قدرتهم" على ارتكاب اعتداءات جديدة.
في المقابل، اعتبر بيتر لهر المتخصص في شؤون الارهاب في جامعة سانت اندروز في شمال اسكتلندا ان اعضاء القاعدة لم يعودوا قادرين على التخطيط كما كانوا قبل اعتداءات العام 2001.وقال "ان القاعدة لم تعد قادرة على القيام بعمل كبير في الوقت الحاضر".
وراى ايضا ان العديد من المتطرفين الاسلاميين باتوا اليوم عبارة عن خلايا جهادية تتحرك باندفاع شخصي اشبه بالهواة تحت راية القاعدة.واضاف انه ما لم يتم اللجوء الى "الاختصاصيين الفعليين لدى القاعدة والى مال القاعدة والتسهيلات اللوجستية للقاعدة، فمن المرجح كثيرا" الا تتمكن هذه المجموعات من تحقيق نجاحات في اعتداءاتها.
والدليل على ذلك ان اعتداءات عدة فشلت في الاونة الاخيرة في اوروبا بسبب سوء اعداد العبوات الناسفة، كما ان اي محاولة لشراء مواد كيماوية باتت تثير انتباه الاجهزة الامنية وحتى المواطنين العاديين اكثر بكثير من قبل.
وراى الخبراء ان اعمال العنف التي تنسب الى القاعدة في مناطق قبلية في باكستان او في العراق هي في اكثر الاحيان ناتجة من خصومات محلية.الا انهم يعتبرون ايضا ان العالم الغربي لم يتمكن من منع تسليط الاضواء على القاعدة كلما كانت هناك مناسبة سانحة لذلك.وقال بوب ايرز "بن لادن كان الشغل الشاغل لوسائل الاعلام خلال الاسبوع الحالي... وكانت هناك ردود فعل على كلامه اكثر من ردود الفعل على كلام جورج بوش... فيكون بن لادن بذلك قد استعاد المبادرة الاعلامية وسلط الاضواء مجددا على القاعدة".
واضاف "لقد حقق بن لادن هدفين: الاول بث الرعب في نفوس الجميع تخوفا من اعتداءات جديدة، والثاني توجيه رسالة واضحة الى انصاره مفادها انه لا يزال هنا".كما اعتبر ان بن لادن وجه رسالة الى الولايات المتحدة "مفادها: لن تتمكنوا من القاء القبض علي".