أخبار

الشايع رسول السلام... بعد أن عاد من الموت

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

السعودية تحارب القاعدة بجنود الأخيرة
الشايع رسول السلام... بعد أن عاد من الموت

زيد بنيامين من دبي: قبل سنوات كانت قنوات التلفزة العالمية تنقل صور القوات العراقية وهي تلقي القبض على الشاب السعودي أحمد الشايع في منطقة المنصور في بغداد، بعد أن قفز من شاحنة معبأة بالقنابل كان مخططًا لهاأن تنفجر في هذه المنطقة الراقية من بغداد، أحمد الشايع في وقتها نجا بأعجوبة على الرغم من أن نيران تلك الشاحنة لم تتركه في حاله وقتل 12 عراقيًا بريئًا إلى جانب الشاحنة. أحمد الذي كان في مهمة انتحارية وعاد إلى السعودية يروي تلك القصة التي جعلت منه فيما بعد مقاتلاً في صفوف أخرى هذه المرة همها التخلص من القاعدة وفكرها الارهابي، "لقد قالوا لي إن اذهب بالشاحنة الى عنوان في بغداد، ما إن وصلت إلى العنوان حتى انفجرت الشاحنة " لقد نجا احمد بعد أن قفز منها.

احمد اليوم يحاول اللحاق بشباب بلاده الساعين ليسلكوا الطريق نفسه الذي سلكه من قبل ليقنعهم بالعودة إلى الطريق الصحيح "لقد نجاني الله من الموت لأري الآخرين الطريق وما الذي يمكن أن يحدث، إذا انضممت إلى القاعدة سيستخدمونك، ومن الممكن جدًا أن تكون نهايتك الموت".

القاعدة بدورها لا تكفّ عن التغني بمن تسميهم (المجاهدين) مثل الشايع وغيره، حيث يأتي مقاتلوها من مختلف بلدان الشرق الأوسط، ويقول العراقيون إن السعوديين هم النسبة الأكبر من مقاتلي القاعدة بالمقارنة مع مقاتلي الجنسيات الأخرى، فيما تنفي السعودية وقوات الولايات المتحدة في العراق هذه الإدعاءات، المصادر السعودية تقول إن أكثر من 800 سعودي اختفوا ويعتقد أنهم يقاتلون في العراق وهذا كل ما تعرفه الحكومة السعودية في هذا الملف.

منذ أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 فإن المملكة الغنية بالنفط اصبحت المتهمة الأولى في مسألة نشر التطرف حيث ظهر أن 15 انتحاريًا من بين 19 شاركوا في العمليات كانوا من السعودية، لكنها في المقابل تقول إنها الضحية لأنها وقفت إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية منذ فترة طويلة.

السعودية تقود حملة ضد مقاتلي القاعدة على أراضيها واحمد الشايع هو أحد أسلحتها ضد هذه المنظمة الارهابية، ومثل احمد الشايع هناك كثيرون يقاتلون فكر القاعدة التي تعتمد على الشباب السعودي الصغير من أجل تمرير رسالتها.

يقول عالم النفس السعودي منصور التركي إن ما يقف وراء ما يحدث هو التفسير الخاطئ للاسلام، علينا أن نصحح الافكار"، والشايع ومثله المئات تتم اعادة تدريسهم في السجون واماكن التأهيل التي انشئت لهذا الغرض، يتم تعليمهم الإسلام الصحيح والرد على الاسئلة الموجودة في عقولهم، ويتعلمون أن تفسير القاعدة للاسلام على انه العنف هو امر خاطئ بالمرة.

يقدم البرنامج الذي تطرحه السلطات السعودية اطلاق سراح مبكر للـ (مجاهدين ) الذين يبدون مرونة تجاه محاولات تغيير معتقداتهم حيث يتم اجراء لقاءات مع عدد من المتخصصين في هذه المواضيع، الشايع يقول إنه أجرى مقابلات مع عناصر من الامن السعودي، شيوخ الدين إضافة الى الاطباء المتخصصين في علوم النفس.

يقول الشايع "لقد كانوا دائمًا يحاولون تحسين حالتي النفسية، يسمعون لي، لقد كانوا لطفاء معي" اما التركي فيرد بالقول "نريد ان نتأكد انه يتفهم معنى الحوار، نريد التأكد انه لا يكذب، انها ليست مهمة سهلة كما تعتقد".

تقول السلطات السعودية ان اكثر من 1000 من المتأثرين بفكر القاعدة مروا خلال هذا البرنامج 700 منهم نالوا حريتهم فيما يقول بعض الشيوخ وبعض العاملين في اجهزة المملكة الامنية إن بعض الاخطاء التي قد ترتكب من الممكن ان تعيد بعضًا من هولاء الى طريقهم السابق.

الشايع كان عمره 19 عامًا فقط حينما انتقل الى العراق من اجل القتال في صفوف القاعدة ضد اميركا، لقد كان غاضبًا من صور قيام القوات الاميركية وهي تقتل اخوانه المسلمين "لقد ذهبت الى العراق مع رجال سعوديين لأن الجهاد هو واجب على كل مسلم، ذهبت الى العراق للجهاد وقتل الاميركيين".

ويقول ايضًا إنه كان يريد حمل السلاح وقتال الاميركيين ولم يفكر ان يكون انتحاريًا، وبعد ان انفجرت الشاحنة المفخخة، تم إلقاء القبض عليه من قبل السلطات العراقية وعرضت صوره في التلفزيون العراقي حيث كانت الحروق بادية عليه وتمت معالجته، وقد اتهم بقتل 12 مدنيًا كانوا مارين بالقرب من شاحنته وقد اعترف انه كان سائق الشاحنة.

قامت السلطات الامنية العراقية بتسليمه الى المملكة العربية السعودية، وقد تم اطلاق سراحه من اجل ان ينشر تجربته التي عاشها، انه مثال آخر لمقاتلين جدد يقاتلون فكر القاعدة وهو يقول "لقد تعلمت الدرس، وسيتعلم الاخرون ايضًا" ويبقى السؤال أين ذهبت دماء الـ 12 عراقيًا إذًا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف