رايس تعتزم الافادة من الزخم المعطى للحوار الاسرائيلي الفلسطيني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رايس في المنطقة لحشد التأييد للدولة الفلسطينية
مسؤول اسرائيلي كبير لا يستبعد هدنة مع حماس
التحذير من استمرار الغموض بشأن مؤتمر السلام
عباس يهدد بعدم حضور المؤتمر الدولي في واشنطن
سلام فياض يزور نيويورك الجمعة المقبل
لندن تقترح خارطة طريق اقتصادية للاراضي الفلسطينية
رايس تواجه معركة صعبة في مساع جديدة بالشرق الاوسط
واشنطن: تريد وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس المنتظر وصولها الاربعاء الى القدس الافادة على ما يبدو من الزخم المعطى مؤخرا للحوار الاسرائيلي الفلسطيني لتسريع التحضيرات لمؤتمر السلام الذي دعت لعقده الولايات المتحدة. ومع اقتراب انعقاد هذا المؤتمر الذي لم تحدد واشنطن موعده بدقة لكنها تحدثت عن شهر تشرين الثاني/نوفمبر، بقي مستشارو الوزيرة الاميركية متحفظين بشكل مستغرب بشان ما تعتزم انجازه خلال هذه الزيارة الى الشرق الاوسط، السادسة منذ بداية هذا العام.ففيما اثارت الزيارات السابقة لرايس الى المنطقة امالا وتوقعات كبيرة --خيبت لاحقا-- لم ينشر سوى القليل جدا من المعلومات حول برنامج جولتها المقبلة. ففضلا عن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اشارت الخارجية الاميركية الى انها عازمة على اجراء محادثات في القدس مع نائب رئيس الحكومة حاييم رامون ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع ايهود باراك وزعيم المعارضة اليمينية بنيامين نتانياهو.
وفي رام الله يتوقع ان تلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض. لكن ليس من المؤكد ان تعقد اجتماعا ثلاثيا مع عباس واولمرت. وفي هذا الصدد قال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش في مؤتمر صحافي الاثنين "هذه المرة اعتقد اننا سنركز على لقاءات متوازية" ثم استطرد ان رايس قد تغير رأيها خلال الرحلة.
ويتوقع الفلسطينيون الكثير من محادثاتهم مع وزيرة الخارجية الاميركية. وقال كبير المفاوضين صائب عريقات ان الفلسطينيين يولون اهمية بالغة لهذه الزيارة. واضاف ان المحادثات مع الرئيس عباس ستتمحور حول جدول اعمال الاجتماع الدولي مشيرا الى ان الرئيس الفلسطيني يصر على استخدام خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية كاساس وعلى مشاركة كافة الاطراف المعنيين. وقبل زيارة رايس تحدث عباس عن الاجتماع الدولي اثناء محادثات هاتفية الخميس الماضي مع عدد من القادة العرب خصوصا الرئيس السوري بشار الاسد بحسب مصادر رسمية فلسطينية.
من جهته خفف اولمرت من غلو التفاؤل في هذا الخصوص وقلص من حجم آمال اولئك الذين يتوقعون اتفاقا مبدئيا اسرائيليا فلسطينيا قبل الاجتماع الدولي، مشيرا الاحد الى ان اسرائيل ترغب بالاكتفاء بمجرد بيان مشترك يكون اقل الزاما قانونا. ونقل مسؤول اسرائيلي عن اولمرت قوله في اجتماع الحكومة الاسبوعي ان "مجموعات العمل الاسرائيلية والفلسطينية تعد اعلانا مشتركا قبل المؤتمر الدولي الذي يرغب الرئيس الاميركي جورج بوش عقده بعد شهرين من الان".
واكد اولمرت للوزراء ان الطرفين لا يعملان على وضع اتفاق مبادئ كما ذكرت وسائل الاعلام، حسب المسؤول نفسه الذي طلب عدم الكشف عن هويته. وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية والفلسطينية ذكرت الاسبوع الماضي ان اولمرت وعباس يعملان على صياغة مسودة اتفاق مبادئ قبل المؤتمر المتوقع عقده في تشرين الثاني/نوفمبر. كما نفى عباس تلك المعلومات.
الى ذلك بقي ولش غامضا جدا الاثنين حول شكل ومضمون الاجتماع الدولي ورفض الافصاح عن الاطراف الذين تزمع الولايات المتحدة دعوتهم للمشاركة في المؤتمر.
وعبر بحذر عن ارتياحه لقرار عباس واولمرت تشكيل لجان عمل للتوصل الى صياغة "وثيقة مشتركة" واصفا الامر ب"المهم جدا". وقال "للمرة الاولى منذ زمن طويل ارى فرصة للتقدم قليلا لكن مع قليل من العمل، وذلك ربما سيتطلب مزيدا من الوقت".
ويرى ديفيد ماكوفسكي الخبير في معهد الدراسات السياسية حول الشرق الاوسط في واشنطن "انستيتيوت فور نيير ايست بوليسي" ان المسؤولين الاميركيين يلتزمون الحذر لان العلاقات بين الاسرائيليين والفلسطينيين كانت سيئة للغاية في السنوات الاخيرة ل"اثارة توقعات كبيرة جدا". واضاف هذا الخبير في مقالة نشرتها صحيفة نيوزداي مؤخرا "ما يمكن ان يعزز شراكة جديدة (بين الاسرائيليين والفلسطينيين) هو الادراك بان البديل الوحيد هو (حركة) حماس التي تهدد الاسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
وكان قال ديفيد ولش المفاوض الرئيسي بوزارة الخارجية الاميركية بين الاسرائيليين والفلسطينيين "هذه لحظة مهمة ونعتقد اننا نستطيع احراز بعض التقدم هنا." وقال للصحفيين "اعتقد انه للمرة الاولى منذ فترة اشعر حقيقة بان ثمة فرصة." وتبحث رايس اجراء مفاوضات ثلاثية مع الزعيمين اللذين اجتمعا كثيرا خلال الشهور الاخيرة لكن ولش قال انه من المرجح ان تجري مناقشات موازية هذه المرة. وأضاف ولش "لا نستبعد صيغة ثلاثية الاطراف في المستقبل القريب."
وسواء اجتمعت رايس معهما الاثنين أو كل منهما على حدة في القدس أو في رام الله يقول مسؤولون ان رايس تريد أن ترى التزاما يمكن أن يفيا به خلال المؤتمر لاجتذاب دول مهمة مثل السعودية التي قالت انها لن تشارك في المؤتمر الا اذا تم التطرق لقضايا جوهرية. لكن حتى قبل مغادرة رايس واشنطن سعى أولمرت لتقليص التوقعات بشأن ما قد يتمخض عنه المؤتمر قائلا يوم الاحد انه يريد أن ينتهي المؤتمر باعلان مشترك وليس باتفاق ملزم.
ويريد عباس "اتفاق اطار عمل" أكثر وضوحا بشأن القضايا الاساسية وهي الحدود ووضع القدس والامن ومصير اللاجئين الفلسطينيين. وقال دبلوماسيون عرب ان أي شيء أقل من ذلك سيجعل من الصعب على دول مثل السعودية حضور المؤتمر.
وامتنع ولش عن تقديم اي تفاصيل عن المؤتمر او عن نوع الوثيقة التي يمكن التوصل اليها قبل ذلك الاجتماع او خلال المناقشات التي ستجريها رايس هذا الاسبوع. وقال ولش دون اسهاب "يحرز الجانبان تقدما بطيئا ولكن بخطى مؤكدة لكسب الثقة اللازمة للاضطلاع بما يعتبرانه الاشياء الاساسية التي تفصل بينهما." لكن دبلوماسيين عربا يقولون انه يتعين على جميع الاطراف وبينها واشنطن أن تبدأ بتحقيق نتائج اذا كانت تريد أن تسود الثقة خلال الاجتماع الذي من المتوقع أن يعقد في الولايات المتحدة.
وقال نبيل فهمي السفير المصري في الولايات المتحدة "من المهم صياغة وثيقة شاملة. لا نعتقد أن اعلانا هزيلا سيكون كافيا. "كلما كان الهدف أوضح زاد عدد المشاركين." وقال جون الترمان الخبير في شؤون الشرق الاوسط ان حكومة بوش اثارت توقعات بمجرد الاعلان عن المؤتمر والتي ان لم تتحقق سيزيد التوتر على الارض. وقال ألترمان الذي يعمل مع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن "ليس لديهم موعد ولا مكان. ولا يعرفون ما هو جدول الاعمال...هذا لا يحمل دلائل مبادرة كبرى."
ونصحت جوديث كيبر وهي خبيرة أخرى في شؤون الشرق الاوسط رايس التي يتهمها العرب بأنها تنحاز في كثير من الاوقات لاسرائيل بأن تتبع نهجا أشد صرامة مع أولمرت وعباس وعبرت عن توقعها بأن تكون محادثات هذا الاسبوع شائكة. وقالت كيبر وهي مديرة برامج الشرق الاوسط في معهد الشؤون الدولية ان الامر ليس معقدا وينبغي أن يكون واضحا للطرفين أن وقت المزاح انتهى وانهما ضعيفان ويحتاجان للسلام.