إنتقادات عربية تستبق جولة رايس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نبيل شرف الدين من القاهرة : توقع مراقبون ودبلوماسيون عرب في القاهرة أن يؤدي الخلاف في الرؤى بين الفلسطينيين وإسرائيل، إلى دفع الإدارة الأميركية للتفكير جديًا في إرجاء "مؤتمر الخريف"، الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش، والمقرر عقده خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وبينما أبدى دبلوماسيون عرب في القاهرة عدم تفاؤلهم كثيرًا، بشأن ما يمكن أن تسفر عنه جولة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الحالية للمنطقة، فقد ذهب بعضهم إلى حد التكهن بإمكانية إرجاء هذا المؤتمر إلى أجل غير مسمى، ما لم تسفر جولة رايس عن نتائج ملموسة للتقريب بين وجهتي النظر الإسرائيلية والفلسطينية.
وأعرب الدبلوماسيون العرب الذين تحدثت معهم (إيلاف)، ومنهم السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، عن مخاوفهم من أن يكون المؤتمر المزمع للإيهام بحدوث تحرك نحو السلام في الشرق الأوسط، ولكن من دون معالجة أصعب نقاط الخلاف مثل قضايا الحدود والقدس واللاجئين والمعابر وغيرها من المعضلات المزمنة.
انتقادات وترتيبات
في الجانب الآخر من هذه الرؤية العربية غير المتفائلة، فقد رأى دبلوماسي غربي يقيم بالقاهرة أن الزيارة الحالية لوزيرة الخارجية الأميركية لا تستهدف بحث إمكانية عقد المؤتمر المزمع، بل تعد لجدول أعماله، فمسألة انعقاد المؤتمر باتت محسومة، والحديث الآن عن البنود التي يمكن أن يتضمنها جدول أعمال هذا المؤتمر، والأطراف المدعوة إلى المشاركة فيه.
ومضى ذات المصدر الغربي قائلاً إن واشنطن ترمي من وراء جولة رايس الراهنة، للتوصل إلى التزام يمكن أن يتحقق بشكل جاد خلال المؤتمر لضمان مشاركة لاعبين كبار في المنطقة، مثل مصر التي انتقدت الغموض المحيط بترتيبات هذا المؤتمر، والسعودية التي أبلغت واشنطن صراحة بعدم رغبتها في المشاركة إلا إذا ناقش المؤتمر قضايا جوهرية.
وخلال الأيام الماضية انتقد مسؤولون مصريون الدبلوماسية الأميركية علنًا، بشأن الجهود المبذولة للإعداد للمؤتمر المرتقب، وفي هذا السياق قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن بلاده لم تلاحظ حتى الآن أي جهد أميركي يذكر للإعداد للمؤتمر، غير أنه استدرك قائلاً "ربما تبدأ الإدارة الأميركية ووزيرة الخارجية تلك الجهود في الأيام القليلة القادمة لكن في الوقت الراهن لم نشهد ذلك النوع من النشاط اللافت"، على وصفه.
أما عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية، ووجه انتقادات مماثلة لترتيبات الإعداد لهذا المؤتمر، قائلاً إنه "لا توجد استعدادات... لا شيء بشأن المشاركين... لا شيء بشأن جدول الأعمال... لا شيء بشأن النتائج ولذلك لا يمكننا حقًا التحدث عن المؤتمر الدولي كما لو كنا في مرحلة إعداد جاد، لذلك آمل أن تبدأ الاستعدادات عندما تأتي الوزيرة رايس وتجري مناقشات مع كل من عباس وأولمرت".
وقارن دبلوماسيون عرب ما وصفوه بالإيقاع البطيء الغامض لدبلوماسية الولايات المتحدة خلال الشهرين الماضيين، بدبلوماسيتها بخصوص آخر مؤتمر كبير للسلام في الشرق الأوسط والذي عقد في مدريد عام 1991 والذي تطلب إعداده شهورًا طويلة من العمل من قبل جيمس بيكر وزير الخارجية الأميركي حينذاك.