العنف يزيد من وحدة العراقيين والقرويون الأكثر تأثرًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تقرير يصدر خلال أيام يرصد حركة الهجرة في بلاد الرافدين
العنف يزيد من وحدة العراقيين والقرويون الأكثر تأثرًا
وتؤكد الدراسة أنه على الرغم من "الحرب الطائفية" الدائرة في الخفاء في البلاد، إلا أن هناك بعض العراقيين يفضلون العيش في مناطق مختلطة حيث الشيعة والسنة والأكراد، وبناءً على ذلك فإنه من الصعب تقسيم البلاد إلى مناطق خالصة لكل اثنية أو عرق.
واعتمدت جمعية الهلال الاحمر العراقية في ارقامها على بيانات جمعت من قبل آلاف من عمال الاغاثة المنتشرين في البلاد حيث يعمل هولاء على تزويد المساعدات لنحو 280 الف عائلة عراقية منتشرة في مناطق امنة من هذا البلد.
وما يركز عليه التقرير أيضًا على أن حركة الهجرة لا تقسم بغداد بالضرورة الى جزئين رئيسين حول بغداد، حيث يفترض أن يستقر السنة في الغرب والشيعة في الشرق، ولكن الحاصل أن السنة ينتقلون إلى الأماكن الشيعية حيث الامور اكثر هدوئًا والاختلاط بين الاطياف العراقية اكثر وافضل وفق تعبير الهلال الاحمر العراقي.
ولعل ابرز مثال على ذلك، احدى العشائر العراقية التي تتكون من 250 عائلة كانت تستقر في الدورة غرب بغداد وهي واحدة من أكثر الأماكن عنفًا في بغداد قد قررت الإنتقال إلى جنوب بغداد مرغمة وبالتحديد إلى ابو دشير، وهي منطقة شيعية على الرغم من أن القبيلة سنية، وقد تم الترحيب بها من قبل العشائر المحلية وقد أعطيت الأماكن لتستقر فيها واعتمد التقرير في هذه الحادثة على تقارير الهلال الاحمر العراقي وافراد من منظمة الهجرة الدولية وهي منظمة غير رسمية.
ويعتقد القائمون على التقرير أن حركة الهجرة الكبيرة تنبئ عن مصاعب جمة في المستقبل، وان الهجرة قد طالت كل العراقيين مهما كان دينهم او طائفتهم او مستوى دخلهم او المنطقة التي كانوا يعيشون فيها، ولكن اكثر ضحايا هذه الهجرة هم من القرويين الفقراء الذين يزدادون فقرًا ويعيشون في مخيمات متهالكة ويكون الموت مصير الكثير منهم كما يقول الدكتور سعيد حقي رئيس جمعية الهلال الاحمر العراقية والذي يضيف "انها مأساة، مأساة بكل ما في الكلمة من معنى، لقد عملت جراحًا طوال عمري وقد رايت الموت عدة مرات ولم يخيفني شيء لم يهزني في شيء ولكن حينما رأيت الحصيلة في العراق، فإن الأمر شكل كارثة بالنسبة إلي" مضيفًا "كيف يمكن لإنسان أن يدع أخيه الانسان يعاني طوال هذه الفترة".
وكان تصاعد حركة الهجرة في العراق خلال الصيف قد اجبر الهلال الاحمر العراقي على تأخير اصدار تقريره لعشرة ايام حيث اجرت الجمعية تدقيقًا لكل ارقامها وفق ما صرح به الدكتور حقي وأن الارقام بنيت على بيانات جمعت من 130 مكتبًا للهلال الاحمر في العراق 43 منها في بغداد من قبل 95 الف متطوع يعمل في الجمعية.
الوزارة العراقية لا تقوم بمتابعة المهاجرين بل تتركهم يأتون إليها ويدخلون في مسيرة طويلة من البيروقراطية وتعبئة الإستمارات التي لا تنتهي.
ويحتوي التقرير على إشارات إلى عودة العراقيين من الأردن وسوريا بسبب تشديد متطلبات الاقامة، إضافة الى استقرار الأمور في الانبار شجع عودة العوائل السنية إليها من جديد بعد أن بدأت العشائر تقاتل حركة القاعدة في بلاد الرافدين والتي تقول تقارير استخبارية اميركية إن قيادة القاعدة الآن في العراق تتكون بصورة اساسية من العرب بعد تخلي العراقيين عنها.