أخبار

الحريري : لبنان خطير جداً بلا رئيس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

"الحل ليس في التخلص من صدام وحده بل من بشار"
الحريري : لبنان خطير جداً بلا رئيس

الياس يوسف من بيروت: رأى رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري في حوار مع قناة "فوكس نيوز" الاميركية "ان دعوات الادانة الدولية لما يرتكبه النظام السوري من جرائم قتل واغتيال للسياسيين في لبنان منذ اعوام لم تعد وحدها تكفي"، وأكد سعيه وحلفاءه الى التوافق من خلال الحوار مع المعارضة "توصلاً إلى رئيس جمهورية لكل لبنان ولجميع اللبنانيين، لان لبنان من دون رئيس سيدخل الجميع من دون استثناء في وضع خطير جدا".
سئل الحريري : نظرا الى سلسلة الاغتيالات، يجب ان تكون قلقا جدا من موقعك على سلامتك الخاصة؟ فأجاب : "اتخذنا كل الاجراءات الاحترازية اللازمة، وانا مؤمن بالله وبالقدر".

وقال رداً على سؤال: "ليس لدي ادنى شك ان النظام السوري يلاحقنا جميعا. لقد قتلوا والدي وجبران تويني وباسل فليحان وبيار امين الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم، وسيقومون كلما استطاعوا باغتيال اكبر عدد من اعضاء البرلمان في الاكثرية، والذين يمثلون "ثورة الارز". لم يتوقفوا عن القيام بذلك، ولن يتوقفوا".

وتابع: "ستتحقق العدالة. وسيتم انشاء المحكمة الدولية وامل ان يتم ذلك مطلع العام المقبل. هذا املنا، من اجل لبنان واللبنانيين ومن اجل جميع اولئك الذين تم اغتيالهم، حتى الذين اغتيلوا قبل والدي، وكل الاغتيالات التي حصلت في لبنان، كجريمة اغتيال كمال جنبلاط وآخرين، كلها قام بها النظام السوري.لكن لم يكن هناك عدالة، والذين ارتكبوها لم تتم معاقبتهم. ولكن الآن، وللمرة الاولى في تاريخ لبنان، وبمسيرته الديموقراطية، تم انشاء محكمة دولية لتؤمن لنا العدالة.اننا لا نريد عدالة مسيسة وسنقبل بأي قرار يصدر عن هذه المحكمة".

سئل: هل تعتقد ان سلسلة الاغتيالات هذه تهدف الى اعادة السيطرة على لبنان، او الى إحداث الفوضى التي من شأنها تأخير قيام المحكمة؟
اجاب: "على المدى البعيد انها تهدف الى اعادة السيطرة على لبنان، و على المدى القصير تهدف الى احداث الفوضى.انهم يعتقدون انهم بقدر ما يقتلون اشخاصا ،فانهم سيلحقون ضررا بقدرتنا على متابعة معركتنا من اجل "ثورة الارز". لقد كان يوم 14 آذار/ مارس يوما تاريخيا للبنان، يريدون ان يمحوه من اذهان اللبنانيين. وهذا امر لن يتمكن النظام السوري من مواجهته، لانه كان انتفاضة قام بها المسلمون والمسيحيون معا. لقد تظاهرت اعداد هائلة من مختلف المذاهب اللبنانية في ساحة الشهداء، رافعة الاعلام اللبنانية. وهذا امر مرعب لنظام يحاول ان يسيطر ويقمع شعبه. وهذا امر يمكن ان يكون قاتلا بالنسبة الى نظام كهذا. لهذا السبب فانهم يريدون قتل هؤلاء البرلمانيين للتخلص من الاكثرية، ومن بعدها سيتخلصون من زعماء هذه الاكثرية".
"رئيس لكل لبنان"

سئل:اذن فان عامل الوقت مهم جدا بالنسبة الى انتخاب رئيس للبنان؟
اجاب: "أجل ان عامل الوقت مهم جدا، وعلينا انتخاب رئيس للجمهورية، وانا اعتقد اننا سننتخب رئيسا للجمهورية لاننا لن نسمح للنظام السوري بان يتغلب علينا بأمر كهذا. وانا اعتقد ان على اللبنانيين، وعلى المعارضة وعلينا نحن ايضا، ان نجد رئيسا لكل لبنان ولجميع اللبنانيين. سنتابع السعي من اجل ذلك، واننا نعتبر ان تجمع 14 آذار/ مارس يمتلك الاكثرية. اننا نمثل الاكثرية، وسنتابع العمل من اجل انتخاب رئيس".

سئل: لكن اذا انتخبتم رئيسا بالنصف زائد واحد، فان المعارضة لن تعترف به لانها تعتبر ان هذا الرئيس سيقسم لبنان.
اجاب: "اننا نسعى للتوصل الى توافق، و نؤمن بانه من خلال الحوار مع المعارضة، ستهدأ الامور حين سيرون ما هي المخاطر والتحديات التي ستواجه لبنان، اذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية.ان لبنان من دون رئيس امر خطير جدا للجميع، للمعارضة وللاكثرية على حد سواء والمعارضة تدرك هذا الامر جيدا".

المعارضة اخطأت وخسرت من شعبيتها

سئل: من الواضح ان المعارضة وتحديدا "حزب الله"، رأت ان في استطاعتها ربح شعبية كبيرة طوال فترة الحرب، وانطلقت من ذلك للحصول على حصتها من السلطة؟
اجاب: "اجل ولكن في الحياة الديموقراطية وفي بلد ديموقراطي لا نفعل ذلك.اذا تم انتخاب احد لرئاسة الجمهورية او لعضوية البرلمان لمدة معينة، فان الشعب سيحاسبه اذا لم يف بوعوده او اذا لم يقدم شيئا الى بلده. فلا يمكن المرء ان يطالب بحصة اضافية لمجرد اتساع شعبيته في مرحلة معينة. في استطاعتنا ان نرى ذلك جليا الان. لقد ذهبوا الى الحرب، ومنيوا بخسائر كبيرة خلال تلك الفترة، حين حاولوا عرقلة عمل الحكومة او الخروج منها. الاعتصامات التي حصلت في وسط بيروت جعلتهم يخسرون الكثير من شعبيتهم، ليس فقط في لبنان بل في البلدان العربية والعالم الاسلامي".

سئل: يبدو انه اذا سرتم بمبادرة الرئيس نبيه بري فان المرشح المقبول من المعارضة سيكون مرشحا اقل ما يقال انه صديق لسورية، هل من الممكن ان تقبلوا بمرشح كهذا؟
اجاب: "اعتقد اننا لن نصل الى هذا الحد. لا اريد ان احدد مسبقا ما ستؤول اليه المفاوضات، اننا ندرك ما هي مسلماتنا وما هي مسلماتهم. سنتفاوض معهم وسنرى الى ماذا ستؤول الامور. لدي حلفاء، وسأتعاون وانسق معهم، وسيكون لنا موقف واحد. لن اكون في هذه المعركة بمفردي. نحن في ثورة الارز لدينا برنامج، نريد ان نعيش حياة كريمة.اننا نريد السلام. لا نريد ان نكون ضد سورية، ولكننا نريد من سورية ان تحترمنا، ونريد علاقات دبلوماسية معها، وقد توافقنا على ذلك خلال جلسات الحوار ،فليس نحن من يغتال اعضاء البرلمان في سورية بل هم من يغتال اعضاء البرلمان اللبناني.اننا نريد من سورية ان تتعاطى في شؤونها السياسية الداخلية، وان تحل مشاكلها في هضبة الجولان المحتل .عليهم الا يتدخلوا في شؤوننا الداخلية. ليس عليهم ان يقولوا لنا كيف نقاوم او نحرر مزارع شبعا، فاننا سنقوم بذلك كحكومة لبنانية وكشعب لبناني.

سئل: هل تتخوفون من ان يقوم "حزب الله" والشيعة عموما بتحدي اتفاق الطائف؟
اجاب: "لا اعتقد ذلك، لقد اعلن حزب الله في اكثر من مناسبة انه مع اتفاق الطائف واذا قاموا بأي تحد لهذا الاتفاق فانهم بذلك يرتكبون اكبر خطأ. لأن ذلك سيقلب لبنان رأسا على عقب".

* ولكن الا يسير لبنان في هذا الاتجاه بكل الاحوال؟
- كلا، لقد كان هناك العديد من الاحتجاجات المدنية، ولكن حين وصلنا الى المواجهات تنبهت قيادة "تيار المستقبل" و14 آذار و"أمل" و"حزب الله" الى ان هناك خطرا محدقا، ودعونا الشعب الى الهدوء. اننا في 14 اذار وفي المعارضة، نعي ان أي تهديد للاستقرار او أي نزاع مدني، هو مؤذ جدا للبنان.وهذا امر متنبهون جدا له في الجهتين.
نحن نحارب من أجل سيادتنا، ونحارب من أجل حماية ثورة الأرز وحماية لبنان. في هذه المعركة، نحن نواجه أشخاصا في المعارضة يتلقون الأوامر من النظام السوري. نحن نقف ضد هؤلاء، وسنواجههم حتى النهاية. إذا أراد أحد البلدان مساعدة لبنان فليساعد حكومته، لا فريقا واحدا فيه. سياسيا، هذه مسألة لن تح غدا او بعد غد. نحن في حاجة إلى بناء جيش قوي وقوى أمنية قوية واقتصاد حقيقي".

سئل: شاهدنا لعبة فيديو لا تكتفي بتصوير محاربي "حزب الله" يقتلون جنودا إسرائيليين فحسب، بل تظهر عملية قتل أعضاء من الأكثرية؟ ما هي ردة فعلكم؟
اجاب: "في رأيي، أن هذا التصرف متطرف وعدائي جدا. لسوء الحظ، بعض الأشخاص مرضى. وهم لا يريدون رؤية لبنان كما هو. لا بد لنا من أن نتذكر أن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني زار لبنان ووصفه بأنه "رسالة". هؤلاء الأشخاص لا يرون لبنان هكذا. تعيش في لبنان 18 طائفة، ولطالما كان هذا البلد موطنا للتعايش. لا شك في أنك رأيت في طريقك إلى هذا المنزل جوامع وكنائس، ورأيت جوامع للسنة والشيعة والدروز، وكنائس مارونية وأرثوذكسية وكاثوليكية. لبنان لا يحكمه فريق واحد أو طائفة واحدة. لبنان يقوم على توافق أبنائه كلهم، على اختلاف دياناتهم وانتماءاتهم. هو يقوم على تفاهم فئاته المختلفة ومرجعياته الدينية وقياداته السياسية وأحزابه بين بعضها البعض. في الماضي، ساد هذا التفاهم في اتفاق الطائف، وسيبقى سائدًا في المستقبل. اظن ان المرء حينما ينتصر أوحينما يخال نفسه منتصرا يجب أن يبقى متوازنا وأن يتخذ القرارات السديدة من أجل مصلحة اللبنانيين كافة".

سئل: ما هي مصلحة أميركا في مساعدتكم؟
اجاب: "ليست المسألة متعلقة بمصلحة أميركا. نحن نؤمن بالمبادىء نفسها. ونحن في لبنان نؤمن فعلا بالديمقراطية وبحقوق الإنسان. لحسن الحظ، يدعم المجتمع الدولي لبنان سياسي، ولكن عندما يحصل اغتيال نسمع تنديدات كثيرة ولا نرى أفعالاً. التنديدات وحدها لا تنهي عمليات القتل. فنحن نتعامل مع نظام مستعد للقيام بأي عمل من أجل التخلص من الديموقراطية. برأيي أن بناء دولة ديمقراطية في لبنان أو العراق يشكل مشكلة للنظام السوري لأنه يعني نهاية هذا النظام. إن الديمقراطية هي أفظع كابوس يواجهه النظام السوري. لذلك يرتكب هذا النظام ما يرتكبه في لبنان وفي العراق، وفي غزة أيضًا حيث يدعم حركة "حماس" وغيرها. إن عدوى الديمقراطية الناجحة والقابلة للحياة في لبنان والعراق والأراضي الفلسطينية قد تنتقل إلى الشعب السوري، وهذا ما يخشاه نظام دمشق (...) .

سئل: ماذا تتوقعون من المجتمع الدولي؟
اجاب: "المجتمع الدولي يضطلع بمسؤوليات، وفي إمكانه القيام بالكثير. المشكلة هي أن المجتمع الدولي يندد ويندد. وعمليات القتل لم تعد اليوم تطال النواب اللبنانيين فحسب بل هي تستهدف القوة الدولية، ولكن المجتمع الدولي لا يقوى إلا على إدانة هذه الأعمال. نحن نتعاطى مع نظام قتل ستة نواب في البرلمان اللبنانيين في غضون عامين ونيف فهل الإدانة وحدها تكفي؟ لا بد من عزل هذا النظام، ولا بد من إفهامه أنه سيتحمل العواقب في حال لم يكفَّ عن تدخلاته في الدول الأخرى. إن الحل لا يكمن في التخلص من نظام صدام حسين وحده بل من نظام بشار أيضا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف