أخبار

عماد أديب: رئيس مصر القادم قرار لم يحسم بعد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
داعيًا مبارك إلى إعداد بدائل لخلافته تحسبًا للمجهول
عماد أديب: رئيس مصر القادم قرار لم يحسم بعد
نبيل شرف الدين من القاهرة:
حين يتحدث مراقبون أو محللون أو معارضون عن مستقبل السلطة في مصر، فإن للقارئ أن يتوقف أمام ما قد يطرح من تصورات أو يتجاهلها بإعتبارها مجرد اجتهاد ربما اختلط بأجندة سياسية هنا أو هناك، لكن حينما يكون المتحدث هو الإعلامي اللامع عماد الدين أديب، فإن الأمر لا يمكن القفز عليه أو الاستخفاف به، ذلك لأن أديب ليس واحدًا من كتيبة الصحافيين الذين يتزلفون للقيادة السياسية طمعًا في منصب، فلديه ما يكفيه، كما أنه ليس ضمن أدعياء الصلة بالرئيس المصري، لكنه وهو المقرب حقًا، يسعى طيلة الوقت لنفي ذلك، أو على الأقل أن يقطع بعدم وجود أي صلة بين آرائه الخاصة، وصلته المتميزة بمؤسسة الرئاسة، والدائرة الضيقة لصنع القرار.
وفي مقابلة مع فضائية (أوربيت) تساءل عماد الدين أديب قائلاً: لو أن هذا الرجل (الرئيس مبارك) أراد أن يتقاعد فكيف يمكن أن يحدث ذلك، بينما توجه إليه كل هذه الاتهامات وهو في عنفوانه، وبكامل سيطرته على مقاليد الأمور، فما الذي سيحدث حين يترك موقعه لو أراد ذلك وهذا حقه، وقد أعلنت إحدى القوى السياسية المعارضة في مصر إنها سوف تتقدم للبرلمان بطلب لمحاكمته، بتهمة الخيانة العظمى، ثم أردف أديب قائلاً: "إن اللعبة السياسية في مصر لا تعطي مخرجًا لأي طرف، فكل فريق يريد هزيمة الآخر بلمس الأكتاف"، على حد تعبيره . الرئيس المجهول
وخلص أديب المعروف بقربه من الرئاسة المصرية، إلى أنه "وبالتالي سيكون من الأفضل لأي مسؤول في مصر أن يبقى في الحكم"، ودعا أديب النخب المصرية إلى ضرورة فتح حوار هادئ بين السلطة والمعارضة، انطلاقًا من أن الحكومة لن تلغي المعارضة، أو العكس، وقال إن مرحلة "ما بعد مبارك" ستكون حدًا فاصلاً في تاريخ مصر، وشدد أديب على أن رئيس مصر القادم قرار لم يحسم بعد. مؤكدًا أن هذه "معلومات وليس مجرد استنتاجات"، وقال "في مصر الآن، لا رئيس إلا الرئيس حسني مبارك" .
ومضى أديب ـ وهو أحد الإعلاميين القلائل الذين يحظون بثقة الرئيس مبارك ـ إنه "حين نتعامل مع ملف الرئاسة ينبغي أن نفكر في حجم المشاكل التي يتعامل معها الرجل الجالس في مقعد الرئاسة، وهو حينما ينظر لمستقبل مصر السياسي، عليه وهو يفكر في هذا الموضوع، أن يرى كيف ستكون عليه الأمور في اختيار المرشح"، وأضاف أن أمامه ثلاثة احتمالات : "أن يسمي مرشحه، أو يترك الأمور للقدر، أو أن يجهز عدة بدائل"، على حد تعبيره .
ورأى أديب أنه ينبغي على مبارك "إعداد النظام السياسي المصري لاختيار رئيس مقبل يتم عن طريق مدني توافقي، وبطريقة سلمية، ولا نُترك للمجهول"، وأعرب عن اعتقاده بأنه في حال خلو منصب الرئيس بشكل مفاجئ غير متوقع، فإن الذي سيسيطر على الأمور هو الأقوى، سواء في دوائر السلطة أم في الشارع، وليس بالضرورة الأصلح أو الذي يحظى بالمشروعية أو المؤهل لهذا الأمر .
ومن هنا... والكلام لم يزل لأديب، فلا بد في حياة الرئيس، ليس أن يسمي شخصًا بعينه لخلافته، بل يعمل على تهيئة النظام السياسي المصري للتعامل مع مثل هذه التجربة للاختيار .
وردًا على سؤال من شقيقه عمرو أديب، عن الجهة أو الشخص الذي يمكن أن يختار رئيس البلاد قال عماد الدين أديب: "لننظر إلى آخر حالة مماثلة جرت في مصر، عقب اغتيال الرئيس الراحل السادات، اجتمع المكتب السياسي لحزب الغالبية، وهو الحزب الوطني الديمقراطي، الذي قام بتسمية الرئيس حسني مبارك، وأعقبه تأكيد من مجلس الوزراء، وتوج هذا كله برسالة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمباركته رئيسًا للبلاد، وقائدًا أعلى للقوات المسلحة"، وبلهجة حاسمة طلب عماد أديب من محاوره وشقيقه عمرو ألا يعقب على هذا الكلام . دور جمال
وحول رؤيته لدور نجل الرئيس جمال مبارك، قال عماد الدين أديب إنه يراه ابنًا يريد مساعدة والده، ومن الناحية السياسية فهو شاب طموح يعمل 24 ساعة باليوم لإيمانه بالإصلاح والتغيير، كما أعرب أديب عن أمله بأن يخرج جمال ليعلن ترشيحه لنفسه أو يرشحه الحزب لخوض انتخابات الرئاسة في مصر عام 2011 أو 2017 قائلا إنه لا غضاضة في هذا الأمر بالمرة .
وأكد عماد الدين أديب أن هناك ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص يمكن أن يكونوا مرشحين لرئاسة البلاد، إلا أنه استدرك قائلاً "إن جمال هو الأقرب للانتقال السلمي المدني السلس، ففي الاختيار السياسي ليس بالضرورة أن يكون هو الأفضل بين أقرانه، بل أين هو الآن من اللعبة السياسية .
وانتقل أديب للحديث عن الإعلام المصري قائلاً أنه منقسم بين نفاق أعمى ومعارضة عمياء، وحين يطالع المرء صحيفتين تصدران في مصر في اليوم نفسه، يتصور أنهما تتحدثان عن بلدين مختلفين تمامًا، بين صحيفة تكتب لقارئ واحد وتؤكد أن مصر تعيش أزهى عصور الديمقراطية والرخاء، بينما ترى الصحيفة الأخرى أن كل شيء أسود، أن مصر تمضي نحو الهاوية وأن الثورة على الأبواب .
واختتم أديب حديثه المثير بالإشارة إلى ثلاث قضايا اعتبرها الأكثر إلحاحًا على الساحة المصرية حاليًا، وهي :
ـ وضعية الطبقة الوسطى : التي رأى أنها تعرضت لما أسماه عملية "دهس" أثناء التحول من الاقتصاد الشمولي للسوق الحرة .
ـ إشكالية جماعة الإخوان المسلمين : التي أكد أنه لا يمكن تجاهل هذه الجماعة والاكتفاء بالقول إنها محظورة، وخارج اللعبة تمامًا، ودعا إلى ما وصفه بالتأهيل المدني السياسي للجماعة، وعليها أن تقبل بقواعد اللعبة، أو أن تخرج منها باعتبارها قوة مارقة .
ـ الملف القبطي بكافة أبعاده : وهي المسألة التي أكد أديب على ضرورة ترسيخ مبدأ المواطنة بجدية، وألا يقف المعتقد حائلاً دون أن يمثلوا تمثيلاً مناسبًا في كافة المناصب العليا والمجالس النيابية، بطريقة مُرضية وكافية .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف