نيويورك تفتح بكراهية أبوابها لأحمدي نجاد
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نيويورك تفتح بكراهية أبوابها لأحمدي نجاد
محمد حامد - إيلاف : عندما زار "فيدل كاسترو" مدينة نيويورك عام 1960 شكا وثار غاضبًا من المعاملة"السيئة"التي وجدها في الفندق في نيويورك، ذلك الفندق الذي قام مديروه بعد ذلك بالقيام بمزاد على ريش الدجاجة التي يقال إن فيدل كاسترو قد تركه وراءه في الحجرة رقم 806. وفي عام 1975 قدم دكتاتور أوغندا "عيدي أمين" بيانًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث صرح فيه بأن إسرائيل سوف تنقرض كدولة. ولقد بدأ يومه حينئذ سعيدًا بشكل ما، حيث كان يبتسم للكاميرات وهو في مقر إقامته في شارع 45 الشرقي في الطريق الأول حيث تحدث هو واثنين من أطفاله عن رسالة أوغندا المستقبلية. إن مدينة نيويورك - التي هي مقر الأمم المتحدة وبعض الجاليات العرقية المتنوعة الأخرى - تجد نفسها غالبًا في وضع حرج لكونها مكرهة على استضافة بعض الشخصيات العالمية المثيرة للجدل والطغاة المكروهين.إن يوم الأحد الذي وصل فيه "محمود أحمدي نجاد" الرئيس الإيراني المعروف هنا جيدا بانتقاداته للولايات المتحدة وادعائه بأن محارق الهولوكوست هي مجرد أسطورة هو آخر مثال للرقص الدبلوماسي الذي تمارسه مدينة نيويورك عبر العصور مع الشخصيات العالمية المثيرة للجدل . لقد رفضت الشرطة الأسبوع الماضي طلب إيران بالسماحلأحمدي نجاد بزيارة موقع البناء الذي يقع محل مركز التجارة العالمي السابق، ولكن جامعة كولومبيا سمحت له بالمشاركة في منتدى قادة العالم يوم الاثنين.وعندما يزور مثل أولئك القادة مدينة نيويورك، للتحدث في الجمعية العامة فإن أصغر الإشارات منهم تنقل رسائل أكثر قوة كما أن التوبيخ المهذب يمكن أن يعلو ويرتفع. كما إن إجراءات الأمن وترتيبات الإقامة ويوميات الرحلة الجوية ورفع الأعلام تصبح أمورًا تتطلب مفاوضات وجدل مكثف. ففي عام 1974 عندما قام"ياسر عرفات" الزعيم الفلسطيني بالتخطيط لزيارة نيويورك قام المسؤولون الرسميون باستضافته مع وفده في جزيرة الحكام أو في منطقة أخرى منعزلة واقترحوا عليه أن يسافر إلى المقر الرئيس للأمم المتحدة باستخدام طائرة هليكوبتر أو القارب. وقامت طائرة هليكوبتر بنقله من مطار كينيدي، وكان هو ورفاقه يعيشون ليس في عزلة ولكن بشكل لائق بهم في أبراج وولدورف في مانهاتن. وفي عام 1938 عندما كان النازيون يضطهدون اليهود في أوروبا، قام كلا من العمدة "فيوريللو لا غيورديا" ومندوب الشرطة "لويس فالنتين" بتكوين قوة شرطة خاصة لحماية المسؤولين الألمان والقنصل العام الألماني أثناء زيارتهم لنيويورك. وقد كانت تلك الفرقة يقودها ليس من قبيل المصادفة بالطبع مجموعة من اليهود يرأسهم "ماكس فنكلشتين" رئيس قسم جمعية "شومرم" والملازم "جاكوب ليكرز" والرقيب"إيزاك غولدشتاين" ... لقد كان صاحب الفكرة هو الرئيس السابق "تيودور روزفلت"، فعندما خدم "روزفلت" كمندوب للشرطة، عين 40 ضابط شرطة يهودي لحفظ السلام خلال الخطاب الذي ألقاه "هيرمان أهلواردت" في الزيارة التي قام بها ذلك المؤلف الألماني المعادي للسامية. وأثناء رحلته إلى مدينة نيويورك عام 1960 شكا الرئيس "كاسترو" من المبلغالذي طلبته إدارة فندق"شيلبورن" في طريق "ليكسنغتون" في شارع 37. ولهذا انتقل هو والوفد الكوبي إلى فندق "تريزا" في حي "هارلم"، وقال للمراسلين إنه لو اجبر فيمكنه أن يجد مكانًا آخر يقيم فيه حتى ولو كان الحديقة المركزية... حيث قال "كاسترو" ... " نحن شعب الجبل. لقد تعودنا على النوم في الهواء الطلق". ولكن كاسترو الذي لم تسره المقابلة في "شيلبورن" ذلك الفندق الذي أجرى مزادا بعد ذلك على ريش الدجاج الذي خلفه كاسترو، كان يقابل بالترحاب من الجماهير في هارلم، واكتشف هو والقادة الآخرون أن زياراتهم إلى نيويورك ربما لا يريدها بعض أهالي نيويورك ولكن يحبها آخرون. وفيتشرين الأول/أكتوبر 1979 عندما قام "محمد رضا بهلوي" شاه إيران المخلوع بالهرب سرًا إلى نيويورك لتلقي العلاج من مرض في المرارة في مستشفى هناك احتشد المتظاهرون ضد ه خارج المستشفى وقامت طائرة بإلقاء المانشتات المعادية للشاه فوق الرؤوس. وحتى "هوغو تشافيز" رئيس فنزويلا الذي جاء إلى نيويورك في سبتمبر الماضي وقال في مبنى الأمم المتحدة عن الرئيس "جورج بوش" أنه شيطان، قد قوبل بالهتاف والتصفيق - وقابله الممثل "داني غلوفر" في اليوم التالي عندما تحدث في هارلم. لقد تحدث عن النفط الرخيص الذي يرسله إلى فقراء مدينة نيويورك من أجل التدفئة وسخر من الرئيس الذي قال أنه يحاول أن يسير كما يفعل "جون واين". يقول "كينيث جاكسون" أستاذ التاريخ في جامعة كولومبيا ومحرر دائرة معارف مدينة نيويورك، أن المدينة عليها أكثر من واجب رسمي باستضافة الشخصيات الخارجية المثيرة للجدل، حيث يقول في معرض تأكيده على هذه النقطة ... " إنه التزام أخلاقي بالنسبة إليها كمدينة عريقة. إن سجل مدينة نيويورك هو واحد من أشكال التسامح في الاختلاف. سواء الاختلاف السياسي أو العرقي أو أيًا كان هذا الاختلاف. إنه ليس تاريخًا مثاليًا، ولكنه أفضل من تاريخ أي مكان آخر في العالم، وهو شيء يجب علينا أن نعتز به". حيث تقدم تلك المدينة أكثر النقاد حماسة في الولايات المتحدة كما أنها تمنح الملايين من السياح العاديين الباحثين عن متعة مشاهدة المناظر، ولم يكن واضحًا إلى أي مدى بالنسبة لنيويورك ماذا سيرى أحمدي نجاد في رحلته إليها لكي يلقي خطابا في الأمم المتحدة يوم الثلاثاء. فهو مسموح له وفق القانون الدولي والبروتوكولات الدبلوماسية أن يسافر بحرية داخل دائرة نصف قطرها 25 ميل من ميدان كولومبس. وأمس القى أحمدي نجاد خطابا في فندق هيلتون في نيويورك حضره أشخاص دعتهم السفارة الإيرانية ولقد كان الخطاب متعلقا بالأخبار الإعلامية، قال أحد الحضور على الرغم من أنهم لا يتفقون مع كل مواقف الرئيس حول الأمور مثل دور المرأة في إيران إلا أنهم يقفوا خلفه في قضية تورط اسرائيل والولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ويقول "هاوشيك أحمدي" أستاذ علم الاجتماع المتقاعد والذي يبلغ من العمر سبعون عاما أثناء وقوفه في صف للدخول ... " في هذا البلد من المحرم أن تتحدث عن اسرائيل ودورها هناك"، وهناك عضو آخر من الحضور وهو "نيك صفر" البالغ من العمر 49 عامًا والمولود في إيران وكان يعمل صانع سجاد قال ... " إن الشيء الذي قاله عن الهولوكوست يشبه الجنون، أنا لا أعرف إذا كان هو غاضبًا من أميركا ولهذا يقول تلك الأشياء أو هناك سبب آخر". في صباح يوم الأحد عقد منتخبون رسميون وطلاب اجتماعًا في كولومبيا للإحتجاح على قرار الجامعة بدعوة الرئيس نجاد للتحدث في حرم الجامعة. وقد نظمت مظاهرة أخرى في الجامعة يوم الإثنين، حيث قال أحد أعضاء الجمعية "دوي هيكند"... " إنه يجب القبض عليه عندما يأتي إلى جامعة كولومبيا، وليس جعله يتحدث فيها " واستطرد قائلاً ..." إنني أدعو جميع سكان مدينة نيويورك إلى جعل حياة أحمدي نجاد في نيويورك أكثر تعاسة". ومن أحد لافتاتذلك الإجتماع الحاشد، لافتة عليها صورة أحمدي نجاد عليها خط مائل وكلمات تقول " رسالتنا إلى الإيراني المجنون" وكلمات تقول " فليذهب إلى الجحيم" ولكن كانت هناك لافتة معارضة مكتوب عليها " أحمدي نجاد = سيئ و بوش = الأسوأ".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف