أخبار

رسالة تحذير لإيران عبر سورية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ترجمة صلاح نيّوف: يبدو أن الغارة التي قام بها الجيش الإسرائيلي على سورية في 6 من هذا الشهر، أحدثت اضطرابا بين الأوساط الرسمية الإسرائيلية. هذا الاضطراب بدوره أدى إلى تخوف من قبل الحكومة الإسرائيلية من وقوع حرب مع دمشق، لذلك هناك مراقبة مستمرة من قبل إسرائيل للصمت السوري؛ ومن ضمن هذه المراقبة استمرار الإعلام الإسرائيلي بنشر ومتابعة ما ينشر في الصحافة الأجنبية عن هذا الموضوع.

" العديد من التقارير غير دقيقة أو غامضة، البعض الآخر غير مكتمل. إن التمييز صعب جدا"، كما يؤكد "عوزي آراد" لصحيفة ـ الفيغارو ـ الفرنسية. هذا المسؤول السابق في الموساد الإسرائيلي يتباهى بأنه من الإسرائيليين النادرين الذين يعرفون ما حصل في سورية بتاريخ 9 من هذا الشهر. " الحقيقة ستخرج يوما ما، لكنه من المبكر الآن"، يقول " عوزي آراد". فقط ثلاثة وزراء "إيهود باراك" للدفاع، "تسيبي ليفني" للخارجية"، و رئيس الوزراء "إيهود أولمرت" كانوا يعرفون السر. أيضا أعضاء "منتدى رؤساء الوزراء السابقين"، شيمون بيريس و بنيامين نتنياهو. في لقاء مع تلفزيون إسرائيلي، نتنياهو، زعيم الليكود اليميني، كان الوحيد الذي أكد الغارة على سورية:"علمت بهذه العملية و أعطيت موافقتي. لكنه من المبكر الحديث عن ذلك"، هذا التصريح أغضب رئيس الوزراء أولمرت. ونذكر هنا أن الغارة أعطت عشرين نقطة إضافية لرئيس الوزراء في الاستبيان الأخير. "إسرائيل خاطرت بالتدخل في سوريا لأنه لم يكن لديها الخيار، كما يقول "إيال زيسر" مدير الدراسات الشرق أوسطية في مركز "موشي دايان" في جامعة تل أبيب.لكن الحكومة تحافظ على صمتها على ما حصل، لأنها لا ترغب في دفع سورية إلى المواجهة. وأي ضغط يجعل إسرائيل تخاف من التصعيد". ووفق المعلومات التي نشرتها الصحف الأميركية، الغارة استهدفت موقعا نوويا سوريا يتم تطويره بالتعاون مع كوريا الشمالية. " الواشنطن بوست" تؤكد أن قرار إسرائيل المضي إلى القيام بعمليات أُخذ بعد تبادل للمعلومات مع الولايات المتحدة. في أثناء الصيف، إسرائيل أعلمت الرئيس بوش أن شخصا من كوريا الشمالية يعمل في المجال النووي يوجد في سوريا. البيت الأبيض قرر في البداية عدم التصرف في ما يتعلق بكوريا الشمالية خاصة بعد تعاونها الأخير في الملف النووي، وهي من دول محور الشر، مع سوريا الحليف الأقرب لإيران، كما تضيف الصحيفة. " الصندي تايمز" من جهتها، أكدت أن القوات الخاصة "النخبة" الإسرائيلية حصلت على مادة نووية شمال/كورية أثناء الغارة على قاعدة عسكرية سرية في سورية، وذلك قبل العملية الجوية الإسرائيلية. المادة التي حصل عليها من موقع قريب من مدينة "دير الزور" في الشمال الشرقي السوري، فحصت في إسرائيل. هذه الأخيرة التي تراقب الموقع السوري منذ أشهر، وفق المصادر الإسرائيلية التي استندت إليها الصحيفة. ووفق بعض المعلومات، هذه الأسلحة موجهة إلى إيران. و معلومات أخرى تؤكد أن الغارة استهدفت موقعا للصواريخ. وقوع الهجوم على سورية بوساطة قاذفات أو مقاتلات أميركية ( إف ـ 15 ل) والتي تحلق لمسافات بعيدة، هو من جهة أخرى يفسر في أوساط المتخصصين كرسالة تحذير موجهة إلى طهران: هذه الطائرات لديها القدرة على العمل ضمن قطر يصل إلى 2200 كيلومتر، أي تستطيع ضرب طهران. وكأن إسرائيل تحضر أو تقوم ببروفة عامة لغارة محتملة ضد المواقع النووية الإيرانية. سوريا من جانبها، ومعها النظام الشيوعي في كوريا الشمالية كذبتا كل هذه الأخبار. متحفظا على بعض الأسرار " عوزي آراد" اكتفى بالتذكير ببعض التأكيدات الإسرائيلية :" في الماضي كوريا الشمالية قدمت مساعدة تكنولوجية لسورية، وذلك في مجال الصواريخ"، لاسيما تلك الصواريخ القادرة على حمل رؤوس باكتريولوجية وهي صواريخ من نوع "سكود". " نحن نعرف أيضا أنه يوجد تعاون قوي بين كوريا الشمالية و إيران في المجال النووي. وإيقاف البرنامج النووي الكوري/شمالي هو مشروط بمساعدات مالية. وليس مفاجأة أن كوريا الشمالية تجرب بيع قدراتها المعرفية في المجال النووي إلى سورية وإيران"، كما يتابع المسؤول الموسادي السابق. أيضا "عوزي آراد" يذكر بأن :" إسرائيل لم تتسامح نهائيا بتخصيب اليورانيوم عند جيرانها الأعداء ولم تتردد في التدخل في الماضي، من أجل منع مصر من الحصول على الصواريخ، أو العراق بالوصول إلى السلاح النووي". الغارة على سورية هي إشارة بالعودة إلى مذهب أو عقيدة "مناحيم بيغن" و الذي وفقه إسرائيل لديها الحق باستخدام جميع الوسائل الأكثر تطرفا من غير الأخذ بالحسبان المجتمع الدولي عندما يكون وجودها مهددا. ونتذكر هنا أنه في عام 1981، الغارة الموجهة ضد المركز النووي العراقي أعطت الفوز لمناحيم بيغن في الانتخابات البرلمانية التالية. إيهود أولمرت لم يصل بعد إلى هنا. ولكن رئيس الأركان الإسرائيلي يبارك نفسه باسترداد "قوته الرادعة" التي أصيبت بالخلل واهتزت صورتها في حرب لبنان الأخيرة، صيف 2006. مقال مترجم عن صحيفة " لوفيغارو"
الكاتب: باتريك سان بول

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف