فرنسا متفائلة لإرسال 2500 جندي أوروبي الى تشاد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيفورا (البرتغال): أعرب وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه مورين عن تفاؤله بشأن تشكيل قوة عسكرية قوامها ثلاثة آلاف جندي اوروبي بسرعة كما طلبت الامم المتحدة لارسالها الى تشاد وافريقيا الوسطى المجاورتين لدارفور في السودان. وستكون مهمة الجنود الاوروبيين التي اقرها مجلس الامن الدولي الثلاثاء تسهيل عودة مئات الآلاف من اللاجئين المتجمعين في مخيمات بسبب الحرب الاهلية في اقليم دارفور السوداني المحاذي لتشاد وجمهورية افريقيا الوسطى، الى بيوتهم.
وسيتعاونون مع 300 شرطي ارسلتهم الامم المتحدة لمساعدة البلدين الافريقيين. وقال موران "اعتقد اننا سنتمكن من تشكيل هذه القوة. مع 1500 جندي فرنسي و350 ايرلنديا ونحو مئتي سويدي بالاضافة الى البلجيكيين والبولنديين (مئة جندي لكل منهما)، نكون قد تخطينا الالفين ونقترب من ال2500 جندي". واضاف الوزير الفرنسي ان "الاسبان قالوا انهم سيقدمون وسائل النقل واصدقاؤنا الرومان قالوا لي انهم قد يقدمون مروحيات"، مؤكدا ان "هدف الثلاثة الاف جندي سيتحقق بسرعة" على الارجح.
وكان موران يتحدث في ختام اليوم الاول من اجتماع لوزراء الدفاع في البلدان ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي في ايفورا في البرتغال. واكد الوزير الفرنسي انه الى جانب هذه المساهمات المرفقة "بتحفظات عادية" في الدول التي يفترض ان تحصل على موافقة البرلمان، عبر بلد جديد هو فنلندا الجمعة عن عزمه تقديم مساهمة. وقال "اوضحت لشركائنا الاوروبيين ان هذا القرار 1778" الذي ينص على تشكيل القوة المشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي في تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى، "قد طرحته فرنسا وبريطانيا باسم الاتحاد الاوروبي وحصل على الاجماع باسم اوروبا". واكد ان "ترددنا يجب الا يفقد السياسة الاوروبية الدفاعية والامنية والاتحاد الاوروبي، جزءا من مصداقيته".
وستشكل هذه البعثة ايضا قاعدة حماية خلفية ل26 الف عنصر في القوة الدولية الافريقية المشتركة التي يفترض ان تنتشر تدريجيا في دارفور بحلول منتصف آذار/مارس المقبل. وقال دبلوماسي اوروبي ان فرنسا ستكون اكبر دولة مساهمة في القوة التي تضم اربعة آلاف عنصر على الاكثر وسيرسلها الاتحاد الاوروبي "خلال تشرين الثاني/نوفمبر على الارجح".
ولن يتم اختيار الجنود الذين سترسلهم فرنسا من قوة "الصقر" (ايبيرفييه) المنتشرة في تشاد منذ عقود في اطار اتفاقات للدفاع المشترك بين نجامينا وباريس. لكن مصدرا فرنسيا قال ان "جزءا من القوة المنتشرة في تشاد يمكن ان يساهم خصوصا في مهمة استخباراتية او عمليات تحليق" نظرا لتمركز طائرات ميراج في نجامينا. وتخشى بعض دول الاتحاد الاوروبي من الخلط بين التدخل الاوروبي والدفاع عن موقع فرنسا في مستعمراتها السابقة. وقد رأى وزير الدفاع الالماني فرانك يوزف يونغ ان "عدة دول قالت انها ستشارك لكنها شددت على ان المهمة ستكون اوروبية كما اعلنت الامم المتحدة".
من جهة اخرى، قال موران ان الدول ال27 لم تخف ان كثرة عمليات التدخل برعاية حلف شمال الاطلسي (افغانستان وكوسوفو) او الاتحاد الاوروبي (البوسنة) او الامم المتحدة (لبنان) يعقد مهمة هذه البلدان. واكدت المانيا انها لا تستطيع ارسال اكثر من اربعة ضباط من هيئة الاركان بسبب التزاماتها العديدة الاخرى. وقال دبلوماسيون اوروبيون ان عملية تحديد الدول التي ستساهم في القوة الاوروبية ستستغرق اسابيع. لكن الوقت يضيق اذ ان انتهاء موسم الامطار منتصف تشرين الاول/اكتوبر ينذر بعودة عمليات التوغل الدامية الاتية من دارفور.
وأعلنت المفوضية الاوروبية مساهمتها بأكثر من 50 مليون يورو لبرنامج الامم المتحدة المشترك ومبادرة الاتحاد الاوروبي في شرق تشاد وشمال شرق جمهورية افريقيا الوسطى. وقالت المفوضية الاوروبية في بيان اصدرته الليلة الماضية انها ستدعم بعثة الشرطة التي سيكون من مهامها المساعدة على حماية مخيمات اللاجئين بالقرب من الحدود السودانية (اقليم دارفور) وتهيئة الظروف الامنية لعودة النازحين. واضافت المفوضية الأوروبية وهي هيئة تنفيذية مكونة من 27 عضوا في الاتحاد الاوروبي انها ستمول عمليات اعادة التأهيل واعادة الاعمار الكبيرة في مناطق العودة للنازحين.
من جانبه قال مفوض الاتحاد الاوروبي للتنمية والمساعدات الانسانية لويس ميشيل "ان تحسين الامن في شرق تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى سيسهل على المنظمات الانسانية تقديم المعونات الحيوية لعشرات الالاف من المحتاجين". من ناحيتها ذكرت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية وسياسة الجوار الاوروبي بينيتا فيريرو فالدنر ان البعثة المقبلة تعكس الاهمية التي يوليها الاتحاد الاوروبي لهذا الجزء من افريقيا والهادف الى تخفيف معاناة اللاجئين والنازحين.