بريطانيا: المحافظون يتخوفون من إنتخابات مبكرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بلاكبول (بريطانيا): يسعى حزب المحافظين الذي تشير استطلاعات الرأي في بريطانيا إلى تأخره أمام حزب العمال، في مؤتمره الأحد في بلاكبول (غرب)، الى حشد قواه خصوصًا مع تكهنات كثيرة بشأن احتمال تنظيم انتخابات مبكرة.وبحسب الصحافة فإن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون يبدو ميالاً أكثر من أي وقت مضى إلى دعوة الناخبين نهاية تشرين الاول/اكتوبر او بداية تشرين الثاني/نوفمبر.ويمنح آخر استطلاع حزب العمال تقدمًا بـ 11 نقطة امام المحافظين.وسادت اجواء حماسية هذا الاسبوع اعضاء حزب العمال الذين عقدوا مؤتمرهم في بورنموث (جنوب).
وفي المقابل فإن الاجواء اقل انشراحًا في معسكر المحافظين. وزعيم الحزب ديفيد كامرون الذي كان يحل في الطليعة في كل الاستطلاعات منذ انتخابه على رأس الحزب في كانون الاول/ديسمبر 2005، خسر تفوقه منذ تولي غوردن براون رئاسة الوزراء في حزيران/يونيو. وبدأت تظهر التجاذبات داخل الحزب علنا واخذ خطابه يتذبذب.
وزادت حدة الضغوط بحسب صحيفة "ذي غارديان"، خصوصًا مع توقع ان يعقد براون نهاية هذا الاسبوع اجتماعًا مع مستشاريه لتقرير تنظيم الانتخابات المبكرة من عدمه. وبذلك فإنه قد يعلن عن تنظيم الانتخابات في خضم مؤتمر المحافظين او بعيد انعقاده.وفي مقابلة مع اسبوعية "سبكتيتور" اقر جورج اوزبورن المتحدث باسم المحافظين للشؤون المالية والمقرب من كامرون، بأن البريطانيين لا يملكون "فكرة واضحة" عما يعتزم الحزب القيام به في حال وصوله الى السلطة وان عليه تقديم "رسالة واضحة" في المؤتمر.
وعلى الموقع الإلكتروني للمؤتمر اقر كامرون الذي سيلقي خطابه الاربعاء بأهمية هذا المؤتمر، داعيًا إلى "النقاش الاكثر جدية في تاريخ الحزب" من اجل اعداد "برنامج انتخابي".وتعاني صورة كامرون من مقارنتها بصورة براون. وبحسب استطلاع "اي سي ام" فان 37% فقط من الناخبين ينظرون بشكل ايجابي اليه في مقابل يعرب 45% عن عدم رضاهم. بل ان شعبيته تدنت حتى عن شعبية منغيز كامبل زعيم الليبراليين الديمقراطيين.ويبدو ان براون يملك في اعين الناخبين صفات افضل لتولي منصب رئيس الوزراء. واظهر تحقيق آخر ان 54% من الناخبين يرون فيه شخصًا اهلاً بالثقة في مقابل 36% يرون كامرون كذلك. ويرى 70% انه الافضل في ادارة ازمة في مقابل 10% لكامرون.
وتزايدت الانتقادات الداخلية ضد كامرون. وفي حزيران/يونيو اختار النائب كنتين ديفيس الالتحاق بحزب العمال وخاطب كامرون في رسالة علنية قائلا ً"في ظل زعامتكم يبدو لي ان حزب المحافظين توقف عن الايمان بأي شيء والدفاع عن اي شيء".وسرت في الايام الاخيرة شائعات عن انشقاقات اخرى. وسياسة الانفتاح التي يعتمدها براون التي نصحه بها محافظون تثير الخوف. وفي آب/اغسطس اعلن متبرع كبير هو توم كووي التوقف عن دعم الحزب الذي اصبح يقوده اناس "يبدو انهم لا يفهمون كيف يعيش الناس".
كما ان قدوم مارغريت ثاتشر منتصف ايلول/سبتمبر الى مقر الحكومة لتناول الشاي اثرت في حزب المحافظين الذين شهدوا ايضًا حزب العمال يتعاقد مع مجموعة الدعاية ساتشي اند ساتشي التي كانوا مرتبطين بشكل وثيق بها.
ومن دون ان يعيد النظر في تمحور برنامج الحزب حول التربية والبيئة، فان كامرون اجبر منذ بداية الصيف على تقديم ضمانات الى الجناح الاشد يمينة في الحزب.
وبعدما اعلن انه يسعى الى مكافحة "الفوضى في بعض اجزاء بريطانيا" فإن كامرون عاد الى ابراز المحاور التقليدية للمحافظين مثل الهجرة والجريمة والاسرة في توجه لتأكيد الوفاء الى ارث ثاتشر.