أخبار

الإسلاميون يستخلصون العبر بعد هزيمة فتح الإسلام

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طرابلس (لبنان): رأى اسلاميون سلفيون ومحللون أن سحق فتح الاسلام يدفع الحركات السنية المتطرفة الى التزام الحذر لكن مغامرة هذه الجماعة يمكن ان تشكل مصدر وحي للناشطين الذين يغريهم "الجهاد" في لبنان. واثارت المعارك بين الجيش اللبناني وفتح الاسلام في الثاني من ايلول/سبتمبر في نهر البارد شمال لبنان، انقسامات بين الاسلاميين بشأن التضامن مع هذه الجماعة. وقال الشيخ السلفي مازن المحمد المسؤول السابق في حزب التوحيد في طرابلس كبرى مدن الشمال اللبناني ان "التيارات الاسلامية كانت منقسمة الى ثلاثة تيارات". واضاف الشيخ مازن في مسجد حربة في حي باب التبانة ان "التيار الاول كان يرى ان هؤلاء يجلبون الفوضى الى لبنان ويجب القضاء عليهم والثاني كان يتعاطف مع فتح الاسلام، والثالث وهو يشكل اغلبية يعتبر اننا خاسرون في الحالتين".

من جهته، رأى الاسلامي اللبناني السوري الاصل عمر بكري ان هذا الانقسام افقد فتح الاسلام تأييد المجموعات السنية حتى تلك القريبة منها عقائديا مثل عصبة الانصار المتمركزة في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان. وشكك الشيخ بكري في "وجود علاقة بين فتح الاسلام وعصبة الانصار"، موضحا ان "المرء يعرف اصدقاءه في وقت الشدة ولم يهب احد لمساعدة فتح الاسلام".

ووحدها جماعة جند الشام واجهت الجيش بضع ساعات في حزيران/يونيو في عين الحلوة تضامنا مع فتح الاسلام. وقد تدخلت عصبة الانصار لوقف هذه المواجهات التي وقعت خلال المعارك التي كانت دائرة في معارك نهر البارد. وقال عمر بكري الذي يعيش في طرابلس منذ ان طرد من بريطانيا بعد تفجيرات لندن في 2005، ان فتح الاسلام التي يشتبه بانها كانت تسعى الى اقامة خلافة اسلامية، انجرت الى المعركة مع الجيش رغما عنها.

وكانت صحيفة "النهار" اللبنانية نشرت معلومات "مستقاة من نتائج التحقيقات مع موقوفين من فتح الاسلام"، تفيد ان فتح الاسلام خططت لسلسلة عمليات انتحارية تشمل سفارات اجنبية وفنادق في بيروت تمهيدا لاعلان "امارة اسلامية" في شمال لبنان. الا ان بكري قال ان جماعة فتح الاسلام "لم تكن لديها اهداف ايديولوجية بل اعتقدوا ان عليهم ان يردوا على ما اعتبروه عدوانا عبر مهاجمة الجيش اللبناني".

ورأى خبير في شؤون الاوساط الاسلامية المحلية طلب عدم كشف هويته ان "القوى الامنية بادرت بمهاجمة فتح الاسلام عندما ادركت انهم باتوا يشكلون خطرا". واضاف "كانوا اكثر من الف عنصر. ولولا هذه المعركة لبلغ عددهم اليوم الفين او ثلاثة الاف". واكد عمر بكري ان "ما حدث في الضنية وفي نهر البارد سيردع الحركات السلفية المتشددة عن خوض مغامرات قاتلة". واضاف مازحا ان "لبنان ليس المكان المناسب لهذا النوع من المشاريع، وانما للاستماع للاناشيد الدينية للمتدنيين او لاغاني نانسي عجرم وهيفاء وهبة اذا لم تكن متدينا".

لكن الباحث الفرنسي برنار روجيه المتخصص في الحركات الاسلامية في لبنان رأى في قضية فتح الاسلام حلقة جديدة في "مسيرة الحركات الجهادية في لبنان ونزعتها الاستشهادية ورواياتها واستمراريتها" منذ اغتيال شيخ في حركة مشابهة في 1995 حتى اليوم، مرورا بحوادث الضنية والاعتداءات على مطاعم للوجيات السريعة في 2002 و2003.

وكان الشيخ نزار الحلبي رئيس "جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية" التابعة لتنظيم الاحباش الاسلامي، اغتيل في 31 آب/اغسطس 1995 باطلاق النار عليه امام منزله في حي الطريق الجديدة في غرب بيروت. واشار الى ان "عصبة الانصار تتلقى المال وتقبل باخفاء طابعها الجهادي في لبنان مع انها لا تخفي وجودها في العراق" لانها تريد تجنب "تعريض نشاطاتها في تجنيد شبان" في لبنان. واكد هذا الخبير ان "ما يضعف الاوساط الاسلامية هو كثرة الاعداء في لبنان: الشيعة والمسيحيون وجنود الامم المتحدة (..) وما يقسمها هو وفرة الاهداف".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف