أخبار

كيباكي يتهم منافسيه بالتطهير العرقي في كينيا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نيروبي، لندن، وكالات:إتهمت حكومة الرئيس الكيني مواي كيباكي يوم الأربعاء منافسه السياسي رايلا أودينجا بالمسؤولية الكاملة عن تفجر العنف القبلي بسبب نتائج الإنتخابات الرئاسية المتنازع عليها التي تهدد بتمزيق البلاد. وقال المتحدث الحكومي ألفريد ماتوا لهيئة الاذاعة البريطانية "قاد رايلا أودينجا بالاساس تطهيرا عرقيا للكيكويو" في اشارة للقبيلة التي ينتمي اليها كيباكي. وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي اقترب فيه عدد القتلى خلال الاشتباكات المستمرة منذ أربعة أيام من 250 قتيلا.

ومن جانبهم وجه أنصار أودينجا الذي ينحدر من قبيلة لو اتهامات بالتطهير العرقي لكيباكي الذي تهيمن قبيلته الكيكويو منذ فترة طويلة على الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد. وانتشر شبان مسلحون بالمناجل عند نقاط تفتيش على الطرق يوم الاربعاء بعد ساعات من حرق نحو 30 من الكيكويو أحياء عندما أشعلت مجموعة النيران في كنيسة كانوا يختبئون فيها بالقرب من بلدة الدوريت في غرب البلاد. وقال متعاملون في سوق الصرف الاجنبي ان موعد بدء التعامل في السوق والمقرر الساعة 0600 بتوقيت جرينتش تأجل ساعتين.

وزاد من الفوضى ما نسب الى رئيس اللجنة الانتخابية صامويل كيفويتو من أنه لا يعرف ان كان كيباكي قد فاز بالانتخابات. ولم يتسن التحقق من مصدر مستقل من تصريحات كيفويتو الذي أعلن يوم الاحد أن كيباكي فاز بأغلبية ضئيلة على منافسه. ودعت القوى الغربية للهدوء وحذرت مواطنيها من التوجه لكينيا وهي مقصد سياحي شهير وكانت تعتبر احدى أكثر الدول استقرارا في القارة الافريقية.

ومن المنتظر أن يصل رئيس الاتحاد الافريقي جون كوفور الى كينيا يوم الاربعاء لبدء ما وصفه رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون بعملية حوار ومصالحة. وبريطانيا هي القوة الاستعمارية السابقة في كينيا. وأظهرت لقطات لمنطقة الدوريت صورها الصليب الاحمر من طائرة هليكوبتر أعمدة من الدخان الابيض تتصاعد من عشرات المنازل المحترقة يوم الثلاثاء. وأمكن رؤية شبان يحملون مناجل وحجارة وأقواسا وسهاما عند نقاط تفتيش على الطرق. وقال تلفزيون (ان.تي.في) المحلي ان عصابات مسلحة تجوب منطقة برنت فورست القريبة وهي جزء من الوادي المتصدع الذي يعيش به كثير من أفراد الكيكويو.

ودعت بريطانيا الاتحاد الافريقي والكومنولث الى محاولة الصلح بين كيباكي وأودينجا اللذين يتهم أنصار كل منهما الاخر بالتلاعب في نتائج الانتخابات التي جرت في 27 ديسمبر كانون الاول.

وأدى كيباكي اليمين القانونية يوم الاحد بعد ان اظهرت النتائج الرسمية للانتخابات فوزه بفارق ضئيل على زعيم المعارضة اودينجا. وقالت بعثة مراقبة من الاتحاد الاوروبي ان التصويت "افتقر للمعايير الدولية والاقليمية الرئيسية لاجراء انتخابات ديمقراطية." وهنأت الولايات المتحدة كيباكي في باديء الامر ثم عبرت بعد ذلك عن " القلق ازاء المخالفات".

واشنطن ولندن تطلبان من الكينيين التحلي بروح التسوية

من جهتها وجهت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها البريطاني ديفيد ميليباند الأربعاء نداء إلى المسؤولين الكينيين في بيان مشترك "للتحلي بروح التسوية". واضاف البيان الذي اصدرته الخارجية البريطانية "ندعو جميع المسؤولين السياسيين في كينيا الى التحلي بروح التسوية التي تضع المصالح الديموقراطية لكينيا فوق كل اعتبار". واوضح البيان "تابعنا عن كثب الاحداث (التي حصلت) في كينيا في الساعات ال 48 الماضية. نهنىء الشعب الكيني على تمسكه بالديموقراطية.

لكن، ثمة معلومات مستقلة تتحدث عن مخالفات كبيرة في عملية فرز الاصوات ... وفي هذا الاطار، نعرب عن ارتياحنا للنداء الذي اطلقه الاتحاد الافريقي لانهاء اعمال العنف وندعو جميع الزعماء السياسيين الى التحلي بروح وفاقية تضع المصالح الديموقراطية في كينيا فوق كل اعتبار". وقد قضى 35 شخصا على الاقل احياء بينهم نساء واطفال في كنيسة تقع في كيامبا القريبة من الدوريت (غرب) وقد اضرم النار فيها جمهور غاضب.

من ناحية ثانية أفادت آخر الأنباء الواردة من كينيا بنزوح عشرات الآلاف من السكان عن منازلهم بعد سلسلة من حوادث العنف. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تصاعدت فيه الضغوط الدولية على الزعماء السياسيين للتصول الى تسوية للأزمة التي اندلعت في أعقاب إعادة انتخاب كيباكي. وتقول التقارير الواردة من كينيا إن بلدة الدوريت شهدت أكبر عملية نزوح وذلك مقتل ثلاثين شخصا على الأقل بينهم العديد من الأطفال حرقا عندما أشعلت النيران في كنيسة احتموا بها من العنف الذي يجتاح البلاد. وكان الكثيرون من قبيلة كيكيويو التي ينتمي اليها الرئيس الكيني قد لجأوا إلى الكنيسة هربا من أعمال القتل والعنف.

من جانبها اتهمت الحكومة الكينية أنصار زعيم المعارضة رايلا أودينجا الذي ينتمي لقبيلة ليو بارتكاب حملة تطهير عرقي ضد قبيلة كيكيويو، ونفت وقوع مخالفات خلال العملية الانتخابية. لكن كلا من الرئيس الكيني وزعيم المعارضة طالبا بوقف أعمال القتل، وقال كيباكي الذي أدى اليمين الدستورية الاحد الماضي رغم اتهامات المعارضة بتزوير نتائج الانتخابات، إن على الاحزاب السياسية ان تجتمع فورا وأن تدعو علنا للهدوء. لكن زعيم المعارضة قال إنه لن يشارك في أي اجتماعات قبل أن يعلن كيباكي إنه "ليس رئيسا منتخبا".

عودة الحركة في نيروبي بعد شلل استمر اسبوعا

الى ذلك استأنفت المحال التجارية والمصارف نشاطها صباح الاربعاء في نيروبي التي اصيبت بشلل تام منذ اسبوع بسبب الازمة الخطيرة. وفي وسط المدينة فتحت قوات الشرطة طرقات كانت حظرت التجول فيها قبل اسبوع، امام حركة المرور. واستؤنفت حركة السيارات في المدينة وبدأت حافلات النقل العام رحلاتها مع تواصل منعها من دخول وسط العاصمة. وشوهدت طوابير طويلة من المواطنين امام المصارف في انتظار التمكن من اجراء معاملات مصرفية.

الاقتراع "لم يكن مطابقا للمعايير الدولية"

وكان مراقبون للاتحاد الأوروبي أعلنوا إن عملية الاقتراع "لم تكن مطابقة للمعايير الدولية"، كما طالب أربعة من أعضاء لجنة الانتخابات الكينية بأن تقوم هيئة قضائية مستقلة بالتحقيق في ما شهدته العملية الانتخابية. وتشير التقارير إلى أن حوالي 400 شخص قد احتموا بالكنيسة التي أحرقها مثيرو الشغب في حدود الساعة العاشرة من صباح الأحد. وقال راعي في الكنيسة إن الكثيرين قد تعرضوا للضرب قبل أن تُضرم النار في المبنى. وأضاف "بعدما أشعلوا النار في الكنيسة، مات حوالي 25 طفلا وأربعة مسنين، كما أصيب المواطنون الذين حاولوا التصدي للمهاجمين".

ويقول المراسلون إن بلدة الدوريت التي تقع في وادي، قد شهدت بعضا من أسوأ أعمال العنف منذ انتخابات الأحد الماضي المثيرة للجدل. ويضيف المراسلون إن المئات من سكان البلدة من قبيلة كيكيويو قد احتموا بالكنائس ومراكز الشرطة على مدى الأيام الماضية، وإن الكثير من المنازل ومقار الأعمال قد أحرقت.

"كارثة وطنية"

ويقول الصليب الأحمر الكيني إن حوالي 70 ألف شخص قد شردوا في تلك المنطقة من جراء العنف ما يجعل الأمر "كارثة وطنية". ونشرت السلطات الكينية مئات من رجال الشرطة والجنود عبر انحاء البلاد في محاولة لوقف موجة العنف كما فرضت حظر التجوال في مدينة كيسومو معقل انصار زعيم المعارضة اودينغا وثالث اكبر مدن البلاد.

الصحف البريطانية

كتل هائلة من اللهب، وجوه صاخبة غاضبة، وأطفال مذعورون في أحضان ذويهم الهاربين من جحيم العنف والموت. تلك هي عناصر الصور التي احتلت صدر الصفحات الأولى للصحف البريطانية الصادرة اليوم والتي تفرد مساحات واسعة لأعمال العنف التي اندلعت في كينيا بسبب الخلافات بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي.

وعلى الصفحات الداخلية أيضا تحتل أعمال العنف في كينيا مساحات كبيرة من صحف اليوم التي تناولت الموضوع بالكثير من النقد والتحليل والتغطية الإخبارية والصور والرسوم الكاريكاتيرية الساخرة.

ففي صحيفة التايمز، نقرأ تحقيقا موسعا على الصفحة السادسة بعنوان "50 شخصا يقضون في حرق كنيسة في الوقت الذي يحوم فيه شبح الحرب الأهلية"، ويتحدث عن حصيلة الاشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة التي أسفرت عن مئات القتلى وعشرات الآلاف من المشردين.

مختبئون في منازلهم

وعلى الصفحة المقابلة تحقيق تحت عنوان "أمضينا ثلاث ليال مختبئين في منازلنا" جاء تحت صورة كبيرة يظهر فيها أطفال ورجال راحوا يتراكضون مذعورين علهم يجدون ملجأً من الفوضى والمخاطر التي تملأ المكان الذي لا تكاد تُرى معالمه بسبب الدخان المتصاعد والحطام المنتشر في كل ناحية وصوب.

صحيفة الفايننشال تايمز تخصص افتتاحيتها الثانية، التي جاءت بعنوان "الاستعداد للأسوأ في كينيا"، للحديث عن آثار أعمال العنف في تلك البلاد الإفريقية، التي تقول عنها "إنها ما كان ينبغي أن تشكل مفاجأة لأحد، ولكنها في الواقع ستكون كذلك."

وتدعو الصحيفة الدول الغربية والمجتمع الدولي لتوجيه إنذار إلى الرئيس الكيني مواي كيباكي يحذره من أن برنامج المساعدات المقدمة لبلاده سيتوقف وأن حصارا سيفرض على نظامه مالم يقبل بإعلان حكومته بأنها غير شرعية. تقول الصحيفة أن الرسالة الحاسمة التي ينبغي توجيهها إلى الرئيس الكيني ونظامه هي أنه: "يتعين إيضاح الأمر لكيباكي بأن حكومته غير شرعية."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف