تنسيق تشيكي بولندي بشأن الدرع الصاروخي

الياس توما من براغ: ذكر اليوم بان رئيس الحكومة البولندية دونالد توسك سيقوم يوم الخميس القادم بزيارة براغ لإجراء محادثات فيها مع نظيره التشيكي ميريك توبولانيك وذلك قبل توجه توسك في وقت لاحق من هذا الشهر إلى واشنطن لبحث موضوع القاعدة الصاروخية المضادة التي يريد الأميركيون وضعها في بلاده مع الرئيس جورج بوش. وأكد رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك بأنه سينسق مع توسك مواقف البلدين بشأن موضوع الدرع الصاروخي الاميركي متوقعا أن يتم عرض الاتفاقية التي تناقشها حكومته الآن مع الطرف الاميركي على البرلمان التشيكي للمصادقة عليها بعد قمة حلف الناتو التي ستعقد في بوخارست مطلع نيسان ابريل المقبل.

ويرى وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ بأنه لا يمكن توقع الانتهاء من وضع البصمات الأخيرة على الاتفاقية التي ستنظم وضع القاعدة الرادارية الاميركية في بلاده قبل قمة الناتو مشيرا إلى أن رئيس الحكومة التشيكية سيبحث خلال زيارته واشنطن في 27 من الشهر القادم موضوع القاعدة الاميركية مع الرئيس بوش. وترى المعارضة التشيكية بأن تأخير موعد الانتهاء من المفاوضات التشيكية الاميركية بخصوص القاعدة الرادارية يؤشر إلى حدوث تعقيدات وحسب وزير الخارجية في حكومة الظل للحزب الاجتماعي المعارض لوبومير زاؤراليك فان عملية التفاوض قد دخلت في أزمة بسبب الموقف الرافض للدول الأوربية للدرع الصاروخي وتعقيد العلاقات مع روسيا وحاجة الإدارة الاميركية لاتخاذ قرارات بشان كيفية تعاملها مع هذه المستجدات. ولا يتوقع وزير الخارجية التشيكي أن تحدث " تغييرات ثورية" خلال محادثات توبولانيك مع بوش نهاية شباط فبراير القادم مشيرا إلى أن المباحثات ستدور أيضا حول إمكانية إدراج الرادار الاميركي في المنظومة الدفاعية المشتركة لحلف الناتو.

من جهته لا يتوقع وزير التعليم نائب رئيس حزب الخضر اوندرجية ليشكا أن يسفر اجتماع توبولانيك ببوش عن أي نتيجة مفاجأة غير انه توقع أن تزداد الضغوط على تشيكيا للمصادقة على الاتفاقية الخاصة بالرادار قبل خروج بوش إلى ذمة التاريخ حسب وصفه. ورأى أن المصادقة بأي ثمن كان على هذه الاتفاقية قبل وقت قصير من انتهاء عمل الإدارة الاميركية الحالية التي وصفها بأنها غير ناجحة سيكون أمرا مناسبا لبوش ولوكالة الدفاع الصاروخية الاميركية غير انه لن يكون كذلك للتعاون الجيد بين أوروبا والولايات المتحدة في مجال الأمن.

من جهته قال رئيس الحزب الشيوعي التشيكي المورافي المعارض فويتيخ فيليب انه يتوقع أن لا يمارس رئيس الحكومة التشيكية خلال مقابلته لبوش الكذب ولذلك عليه أن يبلغه أن 75 بالمئة من التشيك ضد الرادار وان عددهم في تزايد. في هذه الأثناء شددت نائبه رئيس حزب الخضر المشارك في الائتلاف الحاكم دانا كوختوفا بان موقف حزبها لم يتغير وان حزبها لن يقبل بوضع القاعدة في تشيكيا في حال اعتبارها شانا ثنائي الأبعاد بين تشيكيا والولايات المتحدة مطالبة بضمانات في الاتفاقية بان تكون القاعدة جزءا من المنظومة الدفاعية الأطلسية.