أخبار

المعارضة تدعو الى التظاهر و تنفي فوز ساكاشفيلي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ليفان غاتشيتشيلادزه

تبيليسي: اعتبر الرئيس المنتهية ولايته ميكاييل ساكاشفيلي انه فاز بالانتخابات الرئاسية بالاستناد الى استطلاع "مستقل" للرأي، لكنه سينتظر النتائج الرسمية لاعلان فوزه.

وفي اول تصريح ادلى به بعد الانتخابات ووزعه فريقه، قال "سننتظر النتائج الرسمية للجنة الانتخابية المركزية".واضاف "لكن مؤشرات استطلاع مستقل للرأي اجري وفق المعايير الدولية، تفيد اننا فزنا في الدورة الاولى".

وفيما نددت المعارضة بهذا الاستطلاع ودعت الى التظاهر الاحد، قال ساكاشفيلي "امد يدي الى جميع المعارضين الذين يريدون ان يخدموا البلاد".

و دعا المرشح الرئيسي للمعارضة الجورجية الى الانتخابات الرئاسية ليفان غاتشيتشيلادزه مساء السبت انصاره الى النزول الاحد الى الشارع معتبرا ان الاستطلاع الذي اعطى الفوز للرئيس ميخائيل ساكاشفيلي بولاية ثانية "مزور".

وقال غاتشيتشيلادزه في خطاب بثه التلفزيون "ادعو جورجيا باسرها الى الاتحاد (الاحد) عند الساعة 00،14 (00،10 تغ) للمحافظة على فوزنا، للاحتفال بفوزنا". واضاف "لقد شاهدنا على قنوات التلفزة الثلاث استطلاع رأي مزور للخارجين من مكاتب اقتراع". واكد "لقد فزنا اليوم في الواقع في كافة الدوائر تقريبا، حسب معلوماتنا".

ودعا المرشح الاخر للمعارضة جيورجي مايساشفيلي ايضا الى التظاهر. وقال في تصريح تلفزيوني ان "الانتخابات قد تعرضت للتزوير. والسلطات تستخدم استطلاعات الرأي لدى خروج الناخبين من مكاتب التصويت لتضليل الناس".واضاف ان "خصمي غاتشيتشيلادزه هو الفائز، وبصفتي سياسيا مسؤولا سأتظاهر في الشارع".

واكد فريق الرئيس المنتهية ولايته ان استطلاعا للرأي لدى خروج الناخبين من مكاتب التصويت، واجرته شبكات تلفزة عدة، اعطى ساكاشفيلي فوزا "واضحا".وافاد هذا الاستطلاع ان الرئيس المنتهية ولايته قد اعيد انتخابه في الدورة الاولى ب 8،53% من الاصوات في مقابل 3،28 % لغاتشيتشيلادزه.

ويتضمن هذا الاستطلاع الذي اجرته جامعتان رسميتان وبضع مجموعات للبحوث، هامش خطأ يتفاوت بين نقطتين وثلاث نقاط.وقال المتحدث باسم ساكاشفيلي دافيد باكرادازي لوكالة فرانس برس، "انها بالتأكيد نتائج اولية .. لكن هذا يعني بوضوح ان الانتخابات شكلت نجاحا وان رئيس جورجيا المقبل هو ميكاييل ساكاشفيلي".

ساكاشفيلي:من حلم ديموقراطي الى نزعة متسلطة

فوز ساكاشفيلي في الإنتخابات الرئاسية الجورجية هذا و جسد رئيس جورجيا المنتهية ولايته ميخائيل ساكاشفيلي المؤيد للغرب كل آمال ثورة الورود في الديموقراطية عام 2003 قبل اتهامه بالنزوح الى التسلط.وتمكن ساكاشفيلي بشبابه وطموحه وطاقته من اعطاء دفع جديد لجورجيا حين ازاح من السلطة الرئيس ادوارد شيفاردنادزه، وزير الخارجية السوفياتي السابق المتهم بارتكاب تجاوزات وتزوير في الانتخابات.

وبعدما شاعت في جميع انحاء العالم صورة الثوري الشاب داخلا البرلمان وفي يده وردة معطيا المثال لجمهوريات سوفياتية سابقة اخرى، بات التناقض مع صورته الحالية بعد اربع سنوات مذهلا اذ واجه تظاهرات المعارضة قبل شهرين بقمع شديد.

وتمكن هذا المحامي السابق البالغ من العمر اربعين عاما والذي درس في الولايات المتحدة وفرنسا ويتكلم بطلاقة الانكليزية والفرنسية والروسية والاوكرانية، من تغيير زاوية جورجيا 180 درجة باتجاه الغرب، فدعا الى انضمام بلاده الى منظمة حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي، ما اثار استياء شديدا في موسكو.

ولد ساكاشفيلي في تبيليسي في 21 كانون الاول/ديسمبر 1967 من اب طبيب وام متخصصة في التاريخ. درس القانون وعمل محاميا في نيويورك قبل ان يعينه الرئيس شيفاردنادزه عام 2000 وزيرا للعدل.طبق عندها اصلاحا قضائيا ادخله في نزاعات مع النخبة الجورجية التي اتهمها بالفساد، واستقال بعد عام.

مؤيدو ساكاشفيلي تزعم فيما بعد حركة الاحتجاج الشعبي التي تحولت بعدها الى ثورة الورود، فتمكن من اطاحة نظام مرشده السابق قبل ان ينتخب في كانون الثاني/يناير 2004 وسط حركة شعبية عارمة رئيسا لجورجيا ب96% من الاصوات، ليصبح في السادسة والثلاثين رئيسا للبلاد.وفي اعقاب ثورة الورود قامت الثورة البرتقالية في اوكرانيا عام 2004 ثم ثورة الاقحوان في قرغيزستان عام 2005، ما اثار قلق روسيا وحملها على اعتماد سياسة متشددة لمنع حصول سيناريو مماثل على اراضيها.

عمل ساكاشفيلي فور انتخابه على تحديث بلاده التي تعاني من الفقر والفساد، فبدأ بتطبيق اصلاحات اقتصادية والقيام بمبادرات لاجتذاب المستثمرين الاجانب.غير انه في المقابل اثار مخاوف اذ عمل على تعزيز سلطاته من خلال تعديل دستوري، ويتهمه منتقدوه بالعجرفة والاعتداد بالنفس.

وقال الكسندر اسكندريان خبير شؤون القوقاز العامل في يريفان "كان هناك المزيد من التعددية في عهد شيفاردنادزة لانه كان اضعف. ساكاشفيلي عزز الدولة والجيش وحد من الفساد وطبق بعض الاصلاحات، لكن هذه النجاحات لا تتحقق بوسائل ديموقراطية".وتضررت صورته كديموقراطي يحظى بتأييد الغرب بفعل معالجته لازمة تشرين الثاني/نوفمبر، حيث واجه تظاهرات المعارضة بالقنابل المسيلة للدموع وبشن هجوم على تلفزيون المعارضة وفرض حال الطوارئ.

لكنه تمكن من استعادة المبادرة بدعوته الى انتخابات رئاسية مبكرة، في خطوة فاجأت الجميع وذكرت بشخصيته المعروفة بالمجازفة.وقال دبلوماسي غربي رفيع معتمد في تبيليسي "احيانا تكون قراراته مفاجئة للغاية ويصعب فهمها، لكنه يتمتع بحس سياسي استثنائي. يريد التقدم بسرعة فائقة. لكن السياسة مثل الحب، تتطلب وقتا".

وكان تكتيك الرئيس الشاب المندفع ناجحا عام 2004 في ادجاريا، احدى المناطق الانفصالية الجورجية الثلاث، اذ تمكن من اعادتها الى تبيليسي، في حين فشل في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا.

وشهدت علاقاته المتقلبة مع روسيا تدهورا متواصلا، ما حمل موسكو على فرض حصار اقتصادي متواصل على جورجيا منذ 2006. لكن هذا الحصار حمل الرأي العام على التكاتف مع رئيسه.وساكاشفيلي متزوج من هولندية هي ساندرا اليزابيت رولوفس التي التقاها في باريس عام 1995 ولهما ابنان هما ادوارد ونيلونوز.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف