قائد: البصرة ساحة مخابرات اجنبية ولا نسيطر على حدودها

وفد من الجامعة العربية الى بغداد لتفعيل المصالحة الوطنية
قائد: البصرة ساحة مخابرات اجنبية ولا نسيطر على حدودها
أسامة مهدي من لندن: اكد قائد العمليات العسكرية في محافظة البصرة العراقية الجنوبية ان قواته لم تسيطر لحد الان على الحدود مع دول الجوار التي تربطها بالمحافظة التي تحولت الى ساحة صراع لمخابرات اجنبية.. بينما قال نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح ان السنة الحالية ستشهد حراكا سياسيا موازيا للتقدم الحاصل في الملف الامني لمنع الارهابيين من تعطيل المسيرة السياسية والاقتصادية في حين اعلن مسؤول عراقي ان وفدا من الجامعة العربية سيتوجه الى بغداد قريبا لاجراء مباحثات مع الاطراف العراقية لتفعيل المصالحة نافيا عقد مؤتمر حولها في القاهرة. فقد اكد الفريق موحان الفريجي قائد عمليات البصرة (550 كم جنوب بغداد) ان المحافظة التي تعتبر ثاني اكبر محافظات العراق ويسكنها اكثر من مليوني نسمة قد اصبحت ساحة لمخابرات دول اجنبية لم يحدد هويتها مشددا على ان القوات العراقية لم تتمكن لحد الان من السيطرة على حدودها مع دول الجوار وهي الكويت والسعودية وايران. واشار الى ان ذلك يسبب مشاكل امنية يقودها نفر ضال من انصار النظام السابق ومن ارباب السوابق. وشدد على ان القوات الامنية في المحافظة ستخطو قريبا خطوة متقدمة على طريق تحقيق امن واستقرار المحافظة من خلال نزع السلاح فيها.
واشار في كلمة له خلال الاحتفال بالذكرى 87 لتاسيس الجيش العراقي التي تصادف اليوم حيث اعلنت الحكومة عطلة رسمية في انحاء البلاد ان الجيش تأسس عام 1921 على اسس وطنية خالصة ولم يكن من حصة اي مجموعة مشددا على انه سيبقى كذلك مستقبلا ملكا لجميع المواطنين العراقيين. واضاف ان القوات الامنية في البصرة تعمل على محاربة اعداء الامن والاستقرار مؤكدا انها ستضرب بيد من حديد من يحاول الاعتداء على ارواح مواطنيها واملاكهم واعراضهم.
وقد شهدت مدن العراق اليوم احتفالات عسكرية وخطابية وفنية لمناسبة تاسيس الجيش العراقي اقيم احدها في منطقة الكرادة بوسط بغداد حضره عدد من كبار القادة والضباط عكر صفوه انفجار عبوة ناسفة اودت بحياة اربعة جنود عراقيين واصابة اخرين بجروح. واشار القائد العسكري للبصرة الى ان قواته عندما جاءت قبل عامين الى المحافظة وجدت غيابا شبه كامل لدور الاجهزة الامنية في حفظ الامن لان ولاءاتها توزعت بين اطراف عدة. واكد انه لم يكن للقوات الامنية ولاء للوطن وعناصرها كانت عبارة عن مجاميع تنتمي لهذا الحزب او ذاك.. لكنه بفضل التصميم على فرض الامن فان احزاب البصرة ترفع الان شعار "البصرة الامنة" كما تساعد في استقرار المحافظة لجنة تنسيق شعبية.
وقال ان قيادته عملت من اجل ترسيخ الهوية الوطنية لعناصر هذه الاجهزة الامنية في وقت لم يكن فيه احد يجرؤ على محاسبة اي احد من منتسبيها سابقا لان كلا منهم كان يتكيء على مرجعيته التي ينتمي اليها. واضاف انه تم لحد الان ابعاد الكثير من المسيئين عن هذه الاجهزة والقاء القبض على الكثير من المتجاوزين على القانون حتى ان المراكز العسكرية قد امتلات بهم.
واوضح انه كان في مدينة البصرة بعد سقوط النظام السابق سرية واحدة وفي المحافظة كلها فوجين اثنين اما الان فأن هناك فرقة عسكرية كاملة مدعومة بالدبابات والطائرات. لكنه اشار الى ان قواته لم تسيطر على حدود البصرة بعد وحيث هناك مصادر تهديد قائمة بعد ان تحولت المحافظة الى ساحة لنشاطات مخابرات اجنبية. وقال ان هناك جهات تراهن على التدخل الاجنبي لحسم موضوع الامن في البصرة لكنه اكد ان محاولات هؤلاء فاشلة ودعاهم الى تفضيل مصالح البصرة الوطنية على مصالحهم الضيقة. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي شدد الشهر الماضي خلال مؤتمر عقد في البصرة من اجل اعمارها لى رفض العنف الطائفي وقتل النساء والمسحيين وهي عمليات تصاعدت في البصرة مؤخرا موضحا ان الاصلاح له اجهزته القضائية والامنية التابعة للدولة. وعبر عن أسفه لتمسك بعض مكونات البصرة بأعمال العنف رغم كل جهود الحكومة المحلية والمركزية لإحلال الأمن في المحافظة.
وقال إنه "من المؤسف أن تقتل فئة معينة النساء على أساس حجج غير قانونية، ويتجاوزون بذلك على حقوق الحكومة والمواطن على حد سواء" مشيرا إلى أنه " في حال حدوث خلل في أي جانب فإن المخول بمعالجته الحكومة المحلية والسلطات الأمنية، وفي حال عجز هذه الجهات آنذاك يكون هناك كلام آخر." وشدد المالكي على أن "من يقتل النساء من أي طائفة أو دين تحت أي ذريعة "فانه لايحظى لا بغطاء قانوني أو شرعي أو أخلاقي، وعلى السلطات في البصرة أن تأخذ مسؤوليتها في حفظ الأمن والنظام." وقال ان هذه الممارسات ليس لها اي غطاء قانوني او شرعي او انساني مشددا العزم على معاقبة الضالعين بهذه الاعمال. وياتي هذا التهديد اثر مقتل 40 امراة في المدينة مؤخرا بذريعة خرقهن للتعاليم الاسلامية وتهديد المسيحيين بالقتل ونسائهم بضرورة ارتداء الحجاب والا تعرضن للانتقام.
واشار المالكي الى ان بعض القوى المدفوعة بجهات سياسية خارجية لا تريد للعراق ان يعود الى دوره المحوري في هذه المنطقة سعت لان تتخذ منه - استغلالا للفراغ الامني والسياسي - منطلقا للعنف وقاعدة لتنظيم القاعدة الارهابي والجهلة للانطلاق نحو الجيران والعالم كله للتخرب والدمار مشيرا الى ان العراق بتصديه لهذه القوى فانه قد دافع عن العالم والانسانية كلها.

وخلال الشهر الماضي تسلمت القوات العراقية في محافظة البصرة من القوات اللريطانية المسؤوليات الامنية هناك حيث كان البريطانيون يحتفظون بنحو 5250 جنديا بعد أن سحبوا 1850 جنديا خلال الأشهر الماضية. وكانت القوات البريطانية قد إنسحبت من وسط مدينة البصرة في أيلول (سبتمبر) الماضي واستقرت في قاعدة عسكرية في مطار المدينة.
وتقع البصرة التي تبلغ مساحتها 19070 كيلومترًا مربعًا على رأس الخليج العربي ووصفت بانها ثغر العراق وهي المنفذ الوحيد له للاتصال بالعالم الخارجي بحرا عبر ثلاثة خطوط ملاحية عالمية عن طريق ميناء ام قصر وميناء الفاو وترتبط جوا عبر مطارها الدولي الحديث عبر كل عواصم العالم.. كما ترتبط بخمسة طرق برية منها اربعة للسيارات والخامس طريق للقطار السريع وبطريقين نهريين بالعاصمة ومحافظات القطر عبر نهري دجلة والفرات.
معروف انه يسيطر على مجلس مدينة البصرة حزب شيعي منافس للتيار الصدري هو حزب الفضيلة الاسلامية بينما يسيطر كبار قادة الجيش والشرطة الموالون للحكومة في بغداد على اجهزة الامن. برهم صالح : حراك سياسي سيرافق التحسن الامني
اكد نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح ان السنة الحالية ستشهد حراكا سياسيا موازيا للتقدم الحاصل في الملف الامني لمنع الارهابيين من تعطيل المسيرة السياسية والاقتصادية.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده صالح في بغداد مع عدد من اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي وهم السيناتور نورم كولمان وجوني لساكسون وجون كورنيان بمشاركة موفق الربيعي مستشار الامن القومي والسفير سمير الصميدعي سفير العراق في واشنطن والسفير رايان كروكر السفير الاميركي في بغداد.
وبحثت خلال الاجتماع العلاقات المشتركة بين العراق والولايات المتحدة الاميركية وكذلك استعراض للوضع الامني في ظل التحسن الملموس الذي يشهده كما قال بيان صحفي لمكتب المسؤول العراقي ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" اليوم. وتحدث صالح عن الدور الكبير للمواطنين العراقيين ومجالس الصحوات والقوات الامنية العراقية في توفير وبسط الامن والنظام ودعم سلطة القانون مشيرا الى دور القوات المتعددة الجنسية في المساهمة في تحسن الوضع الامني. واضاف "نحن نطمح الى تحقيق المزيد من التقدم من الناحية الامنية لتتمكن اجهزة الدولة من انجاز الصفحة الثانية وهي صفحة البناء والاعمار وقال ان الكثير من القرارات والقوانين قد شرعتها الحكومة العراقية وفي طريقها الى اكمال تشريع قوانين اخرى من اجل توفير الارضية والبيئة الصحيحة لبدء عمليات التطور والتقدم الاقتصادي.
وبدورهم اشار اعضاء مجلس الشيوخ الى تلمسهم الواضح لتحسن في الوضع الامني من خلال بعض الزيارات الميدانية التي قاموا بها.
واكد برهم صالح بان السنة الحالية شتشهد تطورا وحراكا سياسيا موازيا للتقدم الحاصل في الملف الامني من اجل سد الطريق امام العابثين والارهابين والمتطرفين في تعطيل المسيرة السياسية والاقتصادية مشددا على ان كل الاطراف السياسية جادة في انجاح هذه المساعي. وامس نفى الرئيس العراقى جلال طالباني فى مؤتمر صحفى مع رئيس اقليم كردستان وجود نية لدى قائمة التحالف الكردستاني للإنسحاب من الحكومة التي يرأسها نوري المالكي فيما أعلن مسعود البارزانى إستمرار رئيس الحكومة الحالي نيجرفان البارزاني في منصبه خلافا لمبدأ تدوال السلطة الذي تم الاتفاق عليه بين الحزبيين الكرديين الرئيسيين.
وقال طالباني "نحن من دعاة الحوار والتفاوض مع المالكي للوصول الى حل لجميع القضايا وليس هناك أي نية للتحالف للانسحاب من حكومة الوحدة الوطنية ويعد التحالف الكردستاني ثاني اكبر كتلة برلمانية وتشغل 55 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغة 275.
كان وفد كردي رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء نيجرفان البارزاني زار بغداد مطلع الشهر الماضي للتباحث مع الحكومة المركزية حول تطبيق المادة 140 والمتعلقة بكركوك والمناطق المتنازع عليها ومخصصات قوات البيشمركة الكردية والعقود النفطية التي ابرمتها حكومة الاقليم مع عدد من الشركات الاجنبية والتي أبدت الحكومة المركزية إعتراضها عليها لكن الوفد عاد الى كردستان دون أن يحقق شيئا حيث أعرب مسعود بارزاني قبل أيام عن أسفه لعدم التوصل الى اتفاق. وفد من الجامعة العربية الى العراق لتفعيل المصالحة الوطنية
اعلن عضو مجلس النواب رئيس الهيئة العليا للحوار الوطني فالح الفياض ان وفدا رفيع المستوى من الجامعة العربية سيصل الى بغداد خلال الايام القليلة المقبلة من اجل تفعيل مشروع المصالحة الوطنية.
وأوضح الفياض الموجود حاليا في القاهرة خلال اتصال هاتفي مع وكالة انباء "اصوات العراق" اليوم ان " وفدا برئاسة السفير احمد بن حلي الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية سيصل خلال الايام القليلة المقبلة للعراق وسيجري مباحثات مع الاطراف العراقية كافة من اجل تفعيل الحوار والمصالحة الوطنية ودفع العملية السياسية."
وحول ما إذا كان الحوار سيشمل البعثيين قال القياض ان " الحوارات ستشمل الاطراف كافة." نافيا عقد اي مؤتمر للمصالحة في الوقت الحاضر. واشار الى ان ما اثير عن عقد مؤتمر جديد للمصالحة في القاهرة في هذه الفترة عار عن الصحة وانه لم يتم تحديد مكان او زمان اي مؤتمر للمصالحة في الوقت القريب.
واضاف "اننا دعونا الجامعة العربية خلال لقاءنا مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بان يكون دور الجامعة العربية متوازن مع الاطراف كافة باعتبارهم مظله لكل العراقيين فضلا عن ان للجامعة دور مهم في تحسين الاوضاع من العلاقات الطيبة التي تحظى بها مع الاطراف العراقية كافة." وعن دور الجامعة في تطوير العلاقات العراقية العربية قال الفياض ان " الامين العام وعد بالتدخل لدى الدول العربية من اجل مساعدت العراق واعادة التمثيل الدبلوماسي للدول العربية في بغداد."
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد عرض مشروعه الخاص بالمصالحة الوطنية للنقاش أمام مجلس النواب في حزيران (يونيو) الماضي والذي حظي بدعم وتأييد الكتل البرلمانية، على رغم تحفظ بعضها عن عدد من بنوده. وشدد المالكي على ان مشروعه "لا يشمل القتلة ومن تورطوا في أعمال تخريبية، بل هي مع من ادرك ان لا مستقبل لحمل السلاح خارج القانون ولا مجال للتهميش والإلغاء، وانه لمن يريد البناء والمراجعة لا من يصر على الارهاب والقتل."