قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نيروبي: أقام الكينيون من مختلف التوجهات السياسية الصلوات من أجل السلام يوم الاحد في الوقت الذي سعى فيه عمال الاغاثة الى تقديم المساعدات لما يقدر بنحو 250 ألف لاجيء من أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات والتي أسفرت أيضا عن مقتل المئات.وقالت جين ريونجو وهي تقود أبناءها الخمسة الذين ارتدوا أفضل ملابسهم الى كنيسة فوق تلة خارج نيروبي "لقد خذلنا زعماؤنا. هم من سببوا هذه الكارثة. لذلك نحن الان نلجأ الى الرب لانقاذ كينيا". وبعد أسبوع من الاعلان عن اعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي مما أشعل الاحتجاجات وأعمال الشغب والنهب في أنحاء البلاد لا توجد دلالة تذكر على أنه سيجتمع مع زعيم المعارضة ومنافسه رايلا أودينجا لحل هذه الازمة مباشرة.وقام وسطاء محتملون بينهم أكبر دبلوماسي لواشنطن في افريقيا جنداي فريزر وكبير الاساقفة ديزموند توتو الحائز على جائزة نوبل للسلام من جنوب افريقيا بجولات مكوكية بين المعسكرين. كما من المقرر أن يزور الرئيس الغاني جون كوفو البلاد خلال الايام المقبلة بصفته رئيس الاتحاد الافريقي.لكن المعارضة قابلت تصريحا من كيباكي قال فيه انه مستعد لتشكيل "حكومة وحدة وطنية" بتشكك. وهي تقول انه سرق الانتخابات التي أجريت في 27 ديسمبر كانون الاول بالتحايل وانه يشغل الان منصب الرئيس بشكل غير مشروع. وتريد حركة الديمقراطية البرتقالية التي يتزعمها أودينجا من كيباكي (76 عاما) التنحي وأن يتولى وسيط دولي رعاية المحادثات قبل اجراء انتخابات جديدة خلال ما بين ثلاثة وستة أشهر. كما وجهت اتهامات للحركة المعارضة بالتلاعب في الاصوات في مناطق معاقلها.وقال أودينجا في مقر الحركة بنيروبي "لسنا مهتمين بحل كيباكي لهذه المشكلة. ليس لديه ما يعرضه لانه لم يفز في الانتخابات." وأضاف "انها اهانة لشعب كينيا. من المفترض أن أكون أنا الذي أعرض عليه خيار الحكومة الائتلافية. نريد تسوية من خلال التفاوض السليم عبر وسيط دولي والتي ستؤدي لحل دائم لهذه الازمة."وكان ما يشغل أغلب المواطنين الكينيين هو اعادة حياتهم لسابق عهدها وسط شكوك تجاه الساسة الذين يعتبرون أنهم ينظرون للسلطة كوسيلة للحصول على الثراء وليس لتحسين حياة الكثير من المواطنين. ولقي 300 شخص حتفهم على الاقل بعضهم خلال معارك بين الشرطة والمحتجين وقتل اخرون في أعمال عنف عرقية.كما تزايدت حوادث النهب والجرائم خلال الفوضى مما أدى لازهاق المزيد من الارواح في بلد كان ينظر له على أنه دولة ديمقراطية مستقرة نسبيا ذات اقتصاد منتعش.وتصاعد العنف في أنحاء البلاد وتم نزع 20 مترا من قضبان القطارات ليل السبت في حي كيبيرا الفقير في نيروبي. وقال الكاتب الصحفي جيتاو واريجي في صحيفة صنداي نيشن يقول "لن يفلح مجرد حل النزاع على الانتخابات الرئاسية في محو الكراهية العرقية البغيضة التي تكشفت مؤخرا."وأضاف "كان الشكل الخارجي لكينيا المسالمة يهدف دائما الى اخفاء الانقسامات الشديدة في البلاد عن الانظار. للاسف فان علاج الجراح الجديدة التي خلفتها هذه الانتخابات المتنازع عليها ربما يستغرق جيلا كاملا أو أكثر." وأقيمت الصلوات من أجل السلام وأعلن الحداد على القتلى يوم الأحد في الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية والكنائس الاخرى في كينيا التي يتسم مواطنوها بالتدين الشديد.وكانت أكثر المناطق تضررا بلدة الدوريت ذات المزيج العرقي والمناطق المحيطة بها حيث أحرق 30 شخصا أغلبهم من قبيلة كيكويو التي ينتمي اليها كيباكي حتى الموت بعد الفرار من حشود ممن ينتمون للكالينيجيين الغاضبين من نتيجة الانتخابات. وأقام عشرات الالاف من اللاجئين في خيام أمام الكنائس ومراكز الشرطة المحيطة بالدوريت وأصبح الكثير منهم معدما بعد احراق منازلهم. في حين حمل اخرون ما تبقى لهم من ممتلكات مثل الملابس والحشايا والماعز والحبوب بل وفي بعض الاحيان بعض قطع الاثاث.وكان يبدو أن أودينجا (62 عاما) يتجه الى الفوز في انتخابات كينيا حتى أعلن فوز كيباكي بفارق ضئيل يوم الاحد الماضي. ويقول مراقبون دوليون ان الانتخابات لا ترقى للمعايير الديمقراطية واتهمت فرنسا حكومة كيباكي بالتلاعب بشكل مباشر في النتيجة.
اودينغا على استعداد لتقاسم السلطة اذا ما تم الاعتراف بفوزهابدى زعيم المعارضة الكينية رايلا اودينغا، الذي يؤكد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 27 كانون الاول/ديسمبر الماضي، استعداده لـ"تقاسم السلطة" مع رئيس الدولة مواي كيباكي اذا ما تم الاعتراف بفوزه.وقال اودينغا في حديث للبي.بي.سي من نيروبي "من اجل حل الازمة اننا على استعداد للتحدث بل وانني مستعد ايضا في اطار هذه العملية للانضمام الى كيباكي في الحكومة".واوضح اودينغا، الذي يتهم الرئيس المنتهية ولايته بتزوير الانتخابات لسلبه فوزه، "ليس لدي مشكلة في تقاسم السلطة. لكنني اريد ان يكون من المعلوم ان المشكلة هي تحديد الفائز في هذه الانتخابات". واضاف "غير انني اعتقد ان الفائز يجب ان يكون باي ثمن مرغما على استقبال الخاسر". وقد رفض اودينغا في مؤتمر صحافي عقده في نيروبي صباح اليوم من جديد العرض الذي تقدم به كيباكي السبت بتشكيل حكومة وحدة وطنية.وقال ان "حل كيباكي لهذه المشكلة لا يعنينا. ليس لديه ان يقدم اي عرض لانه لم يربح هذه الانتخابات".واوقعت اعمال العنف التي اعقبت الانتخابات اكثر من 360 قتيلا وادت الى نزوح 250 منذ الاعلان عن اعادة انتخاب كيباكي في 30 كانون الاول/ديسمبر الماضي.من جهة اخرى، اعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الاحد ان رئيس غانا جون كوفور الذي يتولى رئاسة الاتحاد الافريقي سيتوجه خلال اليومين القادمين الى كينيا للقيام بوساطة بين مختلف الاطراف السياسية. وقال براون في حديث لشبكة البي.بي.سي1 "اعتقد ان هناك فرصة للمصالحة. لقد تحدثت الى رئيس غانا (جون) كوفور الذي سيتوجه الى كينيا خلال اليومين القادمين للقيام بوساطة".وكان وزير خارجية غانا اكواسي اوسي ادجي قال السبت ان كوفور سيتحدث مع الفريقين السياسيين، اللذين يتواجهان بعنف منذ اعادة انتخاب الرئيس الكيني مواي كيباكي الذي رفضته المعارضة، الا انه لم يحدد موعدا لهذه الزيارة. وقد طرحت الاسبوع الماضي امكانية توجه كوفور الى كينيا قبل العدول عن هذه الفكرة.