باراك يقود انقلاباً في إسرائيل بعد تقرير فينوغراد

الخطة: ليفني بدلا من أولمرت
باراك يقود إنقلاباً في إسرائيل بعد تقرير فينوغراد

خلف خلف من رام الله،وكالات: تحيط برئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت ثلاث أزمات، قد تقود لوضع نهاية مبكرة لحياته السياسية، فهو إذا لم يستقِلْ بعد نشر تقرير فينوغراد النهائي نهاية الشهر الجاري الذي يكشف إخفاقات المستويين السياسي والعسكري في تل أبيب خلال حرب لبنان عام 2006، فان الكنيست ستحاول اتخاذ خطواته من شأنها أن تؤدي إلى إنهاء مهامه، وبالإضافة إلى ما سبق أفادت صحيفة معاريف الإسرائيلية الصادرة اليوم الاثنين بأن أوساطا في حزبي العمل وكديما تعمل على إقامة حكومة بديلة تبقى حتى العام 2010، أغلب الظن برئاسة وزيرة الخارجية تسيبي لفني. ولكن في هذه المرحلة لا تعمل لفني على تنحية اولمرت، ولكن في محيطها يقولون انه " بعد التقرير كل شيء مفتوح ".

وفي المعلومات أنه إذا ما اتخذ تقرير فينوغراد لهجة حادة تجاه رئيس الوزراء إيهود أولمرت، فمن المتوقع لرئيس حزب العمل ووزير الدفاع أيهود باراك أن يمارس الضغط على قادة كديما ويدعوهم إلى إقامة حكومة بديلة من دون اولمرت. وسيقول باراك، وإلا فان العمل سيقود إلى تقديم موعد الانتخابات إلى موعد متفق عليه، أغلب الظن في تشرين الثاني/نوفمبر 2008. في مثل هذه الحالة، كما يأملون في العمل، لن يكون للمرشحين لخلافة اولمرت - لفني، أفي ديختر، شاؤول موفاز ومئير شطريت - أي مفر غير استبداله بواحد منهم.

وبحسب معاريف مؤخرا تعززت العلاقات بين باراك ولفني، والاثنان يلتقيان في أحيان قريبة. لفني هي المرشحة المفضلة من جانب العمل للحلول محل اولمرت. في العمل يأملون في أنه إذا وقفت على رأس كديما ستزداد الفرص لتوحيد الحزبين في الانتخابات القادمة.

واعترف مسؤول كبير في العمل قائلا: "هكذا نتمكن من منع بيبي من أن يكون رئيسا للوزراء". إذا ما عمل باراك بهذه الروح، فسيكون هذا انعكاسا لتصريحه وتعهده في "سدوت يام". وجاء من مكتب باراك بان "باراك ينتظر بصبر نشر التقرير النهائي ولن يقرر إلا بناء على ما هو خير وصحيح للدولة".

الوزير بنيامين بن اليعيزر، المقرب من اولمرت، فاجأ أمس عندما بعث برسالة واضحة إلى كديما في برنامج غازي بركائي: "ماذا يشتعل" في موجة الجيش الإسرائيلي، فقال: "إذا كانت استنتاجات فينوغراد بشكل يلزم اولمرت بالنهوض والمغادرة وهو لا يغادر، وإذا كان كديما لا ينفذ الاستبدال وحده، فإننا سنشرع في مفاوضات مع كل الكتل في المجلس للوصول إلى تاريخ متفق عليه للانتخابات". وزير آخر في العمل قال: "سيتعين على لفني أن تقرر فور التقرير إذا كانت ستحل محل اولمرت".

حكومة بديلة، إذا ما قامت بالفعل، فستستند إلى كديما (29 نائبا)، العمل (19) والمتقاعدين (7). ولكن لغاية الآن ليس واضحاً ماذا ستفعل كتلة شاس (12 نائبا) في مثل هذه الحالة. وفي كديما وفي العمل قدروا بان شاس غير معنية بالانتخابات، وبالتالي فإنها كفيلة بان تبقى في الحكومة. وأعلن زعيم حزب (اسرائيل بيتنا)، الوزير افيغدور ليبرمان أمس بأنه سينسحب من الحكومة التيتدير مفاوضات على مسائل الحل النهائي مع الفلسطينيين. وعليه، فان الاحتمالات في أن يبقى ليبرمان في حكومة علمها حيث المسيرة السياسية هي متدنية.

ويقدرون في حزب العمل بأنه إذا ما خرجت كتلة (اسرائيل بيتنا) من حكومة أولمرت، فان نواب ميرتس الخمسة سيدخلون إلى الحكومة، بدلا منهم. النائب افيغدور يتسحاقي من كديما، من مؤيدي خطوة حكومة بديلة، قال انه اذا ما تشكلت مثل هذه الحكومة فسيبقى في الكنيست - وإلا فانه سيستقيل.

وتأتي كل التحركات على الساحة الحزبية الإسرائيلية، بينما ينشغل أولمرت الآن بزيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الذي ستبدأ غدا. ويدعي مسؤولون مقربون من مكتبه بأنه رغم التقرير سيبقى أولمرت رئيساً للوزراء. ونقل عن أحد المقربين من أولمرت قوله إن "وزراء العمل لن يسارعوا إلى تغيير اولمرت. هذه مجرد أحبولة إعلامية ترمي إلى صرف انتباه وسائل الإعلام من باراك إلى كديما".

باراك: حزب الله "اقوى من اي وقت مضى"

وأكد باراك ان حزب الله اللبناني الشيعي "اقوى من اي وقت مضى". ونقلت الاذاعة العسكرية عن وزير الدفاع قوله خلال اجتماع مغلق مع المسؤولين العسكريين في تل ابيب ان "حزب الله اقوى من اي وقت مضى ويمتلك صواريخ اكثر بكثير مما كان لديه قبل شن الحرب على لبنان صيف 2006".

واعتبر باراك ان الحكومة الاسرائيلية اخطأت بعدم تطبيقها المبدأ القائل بان على الدولة العبرية الا تشن عمليات عدائية الا اذا لم يكن امامها خيار آخر وعليها الانتصار في اسرع وقت ممكن. وباراك الذي شغل في السابق منصب رئيس الوزراء والذي يتزعم حاليا حزب العمل لم يكن عضوا في الحكومة الاسرائيلية عندما شنت الحرب على لبنان.

وسبق للجنة تحقيق حكومية برئاسة القاضي الياهو فينوغراد مكلفة التحقيق في اخفاقات الحرب على لبنان ان وضعت في 30 نيسان/ابريل تقريرا مرحليا كشف عن سلسلة من الاخطاء الفادحة في ادارة الحرب. واعلنت هذه اللجنة انها لن تضمن تقريرها النهائي اية "توصيات شخصية" تتهم شخصيات محددة.

واثر الاخفاقات التي منيت بها الحرب الاسرائيلية على لبنان، قدم وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس ورئيس هيئة الاركان الجنرال دان حالوتس استقالتيهما من مهامهما. واسفرت هذه الحرب عن مقتل اكثر من 1200 لبناني غالبيتهم من المدنيين واكثر من 160 اسرائيلي غالبيتهم من الجنود.

واطلق حزب الله خلال هذه الحرب حوالى 4000 صاروخ على شمال اسرائيل ما دفع بحوالى مليون اسرائيلي الى الاحتماء في الملاجئ او النزوح جنوبا. ومن جهته رفض تقرير للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الاسرائيلي نشر الاثنين الفائت تحميل القيادة العسكرية مسؤولية اخفاقات الحرب على لبنان.