أكاديميون: العلاقات الكويتية الأميركية قديمة وراسخة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الكويت: أكد أكاديميون كويتيون أن العلاقات الكويتية الأميركية شهدت تطورا كبيرا في السنوات الماضية لتشكل تحالفا قويا من أجل حفظ الأمن والإستقرار في المنطقة. وذكروا في لقاءات متفرقة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) بمناسبة زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الى الكويت ان هذه العلاقة تاريخية وقديمة شملت كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية. وذكر رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور عبدالرضا أسيري ان العلاقات الثنائية بين الكويت والولايات المتحدة الاميركية ليست وليدة اليوم انما هي متجذرة في تاريخ التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين البلدين. واضاف ان العلاقات بين البلدين هي تجسيد واستمرارية لطبيعة وخصوصية العلاقات السابقة التي شملت المجالات كافة الى جانب اهتمام الولايات المتحدة الاميركية بدولة الكويت نظرا لمكانتها السياسية ولنموذجها الديمقراطي الذي يكسب الدعم والتأييد من العالم الغربي.
واستعرض اسيري بعضا من ملامح تاريخ العلاقات بين البلدين قائلا انها ترجع الى نهايات القرن ال 19 وبدايات القرن ال 20 عندما سعت المؤسسات التبشيرية في الولايات المتحدة الاميركية الى نشر الدين المسيحي في هذه المنطقة لكن عندما شعرت بتمسك هذه الشعوب بدينها بدلت من أولوياتها من الهدف التبشيري الى الهدف الصحي والاجتماعي. واضاف ان اول مؤسسة صحية متطورة انشئت في البلاد كانت (المستشفى الاميركاني) الذي يعتبر احدى المحطات الرئيسية في التطور الصحي والاجتماعي والتعليمي داخل الكويت.
واشار الى الدور التعليمي والتثقيفي الكبير لهذه المؤسسة وتعلم الكويتيين الاوائل اللغة الانجليزية عن طريق المستشفى الاميركاني والقيادات الثقافية الاميركية التابعة له. وتابع ان العلاقات بين البلدين تطورت في الثلاثينيات من القرن الماضي عندما قامت شركة اميركية بتشكيل شركة نفط الكويت بالتقاسم مع شركة بريطانية وبعد استقلال الكويت نشأت علاقات دبلوماسية بين البلدين وسرعان ما توثقت بعد غزو النظام العراقي السابق للكويت عندما نجحت الولايات المتحدة الاميركية في تشكيل قوة التحالف من اكثر من 30 دولة للمساهمة في تحريرها. واضاف ان تلك المرحلة تعتبر نقلة نوعية في شكل وطبيعة العلاقات بين البلدين حيث اصبحت الكويت الحليف الرئيسي للولايات المتحدة الامريكية في المنطقة ووقعت معها اتفاقية حول المساعدات العسكرية وتوفير الحماية ضد أي تهديد وقد تم تجديدها في السنوات الماضية.
من جهته قال رئيس الهيئة الاستشارية بجمعية الصحفيين الكويتية الدكتور عايد المناع ان العلاقات بين البلدين قديمة وراسخة تطورت بعد غزو عام 1990 بعد الموقف التاريخي للولايات المتحدة عند رفضها لجميع مبررات الغزو وتهيئتها العالم اعلاميا وسياسيا ونفسيا وعسكريا لتغيير العمليات العدوانية التي احدثها النظام الصدامي في الكويت. واضاف ان للولايات المتحدة دورا رياديا في حشد التأييد السياسي وتوفير الغطاء القانوني من خلال مجلس الامن لاستخدام كل الوسائل بما فيها القوة العسكرية المسلحة لطرد القوات الغازية من الكويت. واضاف ان "العلاقات بين الولايات المتحدة والكويت والخليج بشكل عام هي علاقات شاملة اقتصاديا وسياسيا كما تحظى الولايات المتحدة بقبول شعبي خاصة في الكويت بالرغم من سياستها المنتقدة تجاه القضية الفلسطينية".
ويرى الدكتور المناع ان زيارة الرئيس الاميركي تأتي في اطار التزام الولايات المتحدة بأمن واستقرار منطقة الخليج وعدم السماح لأي اطراف تهدف الى زعزعة الاوضاع في المنطقة بأن تحقق أيا من اهدافها. واضاف ان هذه الزيارة يتوقع ان تناقش اهم القضايا الساخنة منها قضايا الملف النووي الايراني والارهاب والمفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية والعلاقات التجارية والثقافية بين البلدين.
من جهتها قالت الباحثة في مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية بجامعة الكويت الدكتورة ندى المطوع ان العلاقة بين البلدين انتقلت من مرحلة الصداقة الى مرحلة التحالف والشراكة لتصبح استراتيجية فاعلة حيث صنفت الكويت حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة منذ العام 2004. واضافت ان العلاقة استمرت لتأخذ نمطا اقتصاديا وتسير نحو الوصول من اتفاقية اقتصادية اطارية (التيفا) الى اتفاقية تجارية حرة رغبة في تعزيز مناخ استثماري بين الطرفين وثقافي متمثل في تبادل الخبرات في شتى المجالات كالمجال النفطي والتبادل الطلابي.
واوضحت المطوع ان هذه العلاقة تأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وان لقاء رئيس الولايات المتحدة بسمو امير البلاد حيوي ومهم لما يتمتع به الطرفان من علاقة شراكة قوية ووثيقة بنيت حول العديد من القضايا كالتعاون في مجالات الحرب ضد الارهاب ودعم جهود عملية السلام في الشرق الاوسط وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
واشارت الى زيارة السيدة الاولى لورا بوش الى الكويت ضمن جولة الى منطقة الخليج للترويج عن الاستراتيجية الصحية للحد من انتشار سرطان الثدي مضيفة ان الزيارة لاقت اهتماما من قبل الصحافة الدولية وذلك لما تتميز به الكويت من دور محوري وحيوي للنساء والشباب معا وجهود التنموية. واضافت ان الدبلوماسية الكويتية النشطة ساهمت مساهمة فعالة في تعزيز العلاقات الثنائية بين الطرفين كما ان مسيرة المباحثات التجارية والاتفاقيات بين الجانبين التي تعقد تحت مظلة الاقتصاد تمضي بخطى متسارعة نحو العولمة والانفتاح الاقتصادي.