العلاقات الإيطالية الكويتية متنامية على كل الأصعدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
روما: أكد وكيل وزارة الخارجية الايطالي فيتوريو كراكسي هنا اليوم متانة العلاقات الايطالية الكويتية وتناميها على كل الاصعدة السياسية والعسكرية والعلمية والتكنولوجية والصناعية.
وقال ان الدفعة العميقة التي شهدتها العلاقات الايطالية الكويتية منذ تحرير الكويت عام 1991 أثمرت تعاونا كبيرا بين البلدين في هذه السنوات ما عزز تعاونهما على كل الأصعدة.
وأعرب عن تطلع بلاده لدعم دولة الكويت ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومساندتها في مسعاها لاستضافة مدينة ميلانو للمعرض العالمي (اكسبو 2015) مستذكرا الزيارة الناجحة التي قام بها وفد رفيع المستوى لهذا الغرض الى الكويت في نهاية نوفمبر الماضي. وأشار الى أن الوفد الايطالي ركز في زيارته الماضية الى الكويت على الحاجة الى تفعيل مشاريع ذات بعد بيئي بما يتصل بهذه المشاريع من القدرة على استغلال الانتاج الزراعي في المناطق الصحراوية.
ولاحظ كراكسي تنامي الاهتمام لدى الشركات الايطالية المتوسطة والصغيرة وتوجهها المتحمس للمشاركة في مشاريع متعددة تسهم في خطط الكويت التنموية وتطلعاتها الطموحة للتحديث الشامل على أبواب القرن الجديد.
وأشار في هذا السياق الى ما يتصف به البحث العلمي والطاقة البديلة من أهمية خاصة من منظور جهود هذه البلدان وفي مقدمتها الكويت لتحديث مجتمعاتها وهياكلها الاقتصادية لمواكبة التحولات العظيمة في القرن الجديد "وعدم الاكتفاء بالجلوس على ثرواتها الحالية" موضحا أن ذلك تقتضيه الحاجة في ظل توقعات النمو الديمغرافي الكبير.
وحول موضوع المعرض العالمي (الاكسبو) الذي تتطلع ايطاليا الى استضافته في ميلانو تحت شعار (تغذية الكوكب طاقة للحياة) أكد أنه يمثل ميزة للبلدان المنتجة للنفط المتجهة في التركيز على أبحاث الطاقة البديلة ادراكا من جانبها أن انتاجها النفطي "ليس لا نهائيا".
- وأوضح ان اكسبو ميلانو 2015 لا يتوجه الى البلدان الصناعية فحسب بل والى البلدان الأخرى والمختلفة وبينها من لا يراعي الزراعة بشكل كاف أو من لا يستثمر قدراته الكبيرة الكامنة بكفاءة ربما بسبب التخلف الاقتصادي أو لقلة التحديث أو الابتكار التكنولوجي.
وفي هذا السياق اعتبر (الاكسبو) الذي تسعى ميلانو الى تنظيمه يهدف أن يكون خليطا بين عرض المستويات المتحققة على أصعدة مثل التصدي للجفاف والفقر من ناحية وأن يكون موعدا تتضاهى فيه فرادى الأمم للوقوف على الانجازات التي بلغتها بخصوص الانتاج الزراعي والغذائي والصحة.
وقال ان "ذلك يتيح قياس ما يقف عنده عالمنا فيما يتعلق بعدم القدرة على توفير الحاجة الكبيرة للغذاء حيث لا يتمكن من سد رمق جميع سكانه وعدم بلوغ مستوى من الانتاج الصناعي تستفيد منه كل البلاد التي تحتاج اليه والا كان ذا وظيفة أنانية للبلدان الأكثر ثراء".
وشدد على الزخم الكبير المتأتي من التعاون مع ايطاليا التي قال انها "بلد صناعي كبير يتميز بين الدول المتقدمة بصفة خاصة تتمثل في قدراته المتأصلة في الابتكار والتحديث التكنولوجي".
وفي اطار الجهود التي يقودها لدعم ترشيح ميلانو لدى "المكتب الدولي للمعارض" بباريس لحسم التنافس مع مدينة أزمير التركية أوضح ان حكومته ملتزمة بزيارة جميع دوله الأعضاء الذين زادوا الى 140 بلدا ومخاطبتها عبر تدعيم العلاقات الثنائية معها وبعيدا عما أسماه بعملية المتاجرة في الأصوات.
كذلك شدد كراكسي على البعد المتوسطي لايطاليا وميلانو وقربها من الثقافة العربية التي قال انها عبرت تاريخ بلاده باعتبار ايطاليا "بوابة المتوسط نحو أوروبا" مضيفا "نحن نعد أول بلد متوسطي بل وافريقي نحو الشمال والأخير في أوروبا نحو الجنوب".
وأكد أهمية منطقة الخليج والكويت باعتبارها بوابته الطبيعية مشيرا الى أنها تتميز حاليا بما تتمتع به من استقرار سياسي مترسخ وتفهم عميق لظاهرة الارهاب المتشح برداء الدين عائقا أمام انطلاق التنمية في المجتمعات العربية.
ولفت كراكسي الى عزم ايطاليا على جعل هذا المعرض العالمي منطلقا جديدا نحو تعاون تفعالي دولي واسع لتطوير التكنولوجيات الحديثة والتنمية المستدامة خاصة في مجال الأغذية الذي تتفرد به ايطاليا على الصعيد العالمي.
- وقال ان الحكومة الايطالية تعتبر استضافة (اكسبو 2015) هدفا ذا أولوية كبيرة لتأكيد الدور الذي تتصدره ايطاليا على المستوى الدولي من حيث "القدرة على تمثيل بعد عالمي شامل".
وفيما شدد على أن الاكسبو ليس معرضا كبيرا أوضح أنه بعد ولادة الاكسبو في بدايات القرن الماضي برغبة من الدول الصناعية واجهة عرض للأهداف الصناعية التي تحققت ولنهج الانتاج المستحدثة والمصانع الجديدة فلقد صار اليوم عالميا ليس حكرا على هذه المجموعة من الدول ويشتمل على بعد اضافي جديد.
ولفت الى أن الموضوع الذي تم اختياره لاكسبو ميلانو يجعل منه "موعدا كبيرا يشبه مؤتمرا دوليا حول قضايا كوكبنا الرئيسة والتي تراوح من البيئة الى الزراعة والى علاقتنا بهما وتحسين ما ننتجه من ناحية الجودة والنوعية ومن جانب آخر تحسين القدرة الانتاجية نفسها.
وقال ان اكسبو ميلانو 2015 لا يتوجه الى البلدان الصناعية فحسب بل والى البلدان الأخرى والمختلفة وبينها من لا يراعي الزراعة بشكل كاف أو من لا يستثمر قدراته الكبيرة الكامنة بكفاءة ربما بسبب التخلف الاقتصادي أو لقلة التحديث أو الابتكار التكنولوجي.
واعتبر الاكسبو الذي تسعى ميلانو الى تنظيمه يهدف لأن يكون خليطا بين عرض المستويات المتحققة على أصعدة مثل التصدي للجفاف والفقر من ناحية وأن يكون موعد تتضاهى فيه فرادى الأمم للوقوف على الانجازات التي بلغتها بخصوص الانتاج الزراعي والغذائي والصحة.
وذكر أن "ذلك يتيح قياس ما يقف عنده عالمنا فيما يتعلق بعدم القدرة على توفير الحاجة الكبيرة للغذاء حيث لا يتمكن من سد رمق جميع سكانه وعدم بلوغ مستوى من الانتاج الصناعي تستفيد منه كل البلاد التي تحتاج اليه والا كان ذا وظيفة أنانية للبلدان الأكثر ثراء".
وحول تصادف موعد الاكسبو في عام 2015 مع انتهاء المهلة التي حددتها قمة الغذاء العالمية من روما لتخفيض عدد الجياع في العالم الذي يناهز 830 مليون نسمة الى النصف أول أهداف الألفية الجديدة اعتبر كراكسي في ذلك بعدا اضافيا لصالح ايطاليا التي تستضيف منظمات الأمم المتحدة الثلاث المعنية بالزراعة والغذاء بما يعزز من أهليتها لتنظيم هذه الفعالية العالمية
- وشدد كراكسي على أن انتخاب المدينة التي تستضيف هذا الأكسبو في مارس القادم يجب أن يجري على أساس القدرة بمعناها الواسع ليأخذ في الاعتبار ما لايطاليا بلدا له نزعة متأصلة وموهبة مشهودة عالميا في هذه المجالات بما يؤهلها أكثر من غيرها لتنظيم فعالية عالمية تدور حول موضوعات التغذية والبيئة ومكافحة الفقر. وأضاف ان ايطاليا ليس بموقعها الجغرافي فحسب بل وبسياستها التقليدية بلد يستطيع التحاور مع جميع بلدان العالم بلا تمييز خالصا الى القول "اننا من هذا المنظور بلد عالمي النزعة ليبرالي متحاور" وهي مجموعة من الخصال التي تجعل من ترشيحها لاستضافة اكسبو 2015 بمثابة "ترشيحا طبيعيا".
وتوقع كراكسي في حديثه المسهب الموجه الى الاعلام الكويتي والعربي أن تساعد استضافة الاكسبو مدينة ميلانو كبرى المدن الصناعية في ايطاليا وعاصمتها الاقتصادية والأنشط أوروبيا كي تبرز الى مقام العواصم الأوروبية الكبرى التي يقطنها نسبة كبيرة من المهاجرين ما يجعلها مدينة متعددة الأعراق عالمية الطابع.
وحول الحضارة العربية واسهاماتها الكامنة في مستقبل العالم قال فيتوريو نجل الزعيم الايطالي الأهم في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته بتينو كراكسي الذي عرف بصداقته الخاصة للعالم العربي وصاحب القرار الشجاع بمشاركة القوات الايطالية في تحرير الكويت ان "الحضارة العربية أحد روافد ثقافتنا في ايطاليا".
وأضاف أن "على الكثير هنا الاقرار بأن الثقافة العربية ثقافة عظيمة ليس فقط على المستوى الانساني والأدبي بل وعلى الصعيد العلمي أيضا".
وتوقع الزعيم الاشتراكي الشاب أن يشهد العالم العربي في السنوات القادمة تحولا كبير "ليعود العرب ليتبوؤا مكانتهم العلمية والتكنولوجية اللائقة وذلك في رأيه نتيجة التلاقي الايجابي مع الغرب.
وقال في ختام حواره ان المهم أن يستعيد العرب دورهم الذي تميزوا به عبر التاريخ الانساني ليس فاتحين ولكن حاملين لمشاعل العلم والمعارف وفتح أبواب التنوير مؤكدا أن النهضة الحقيقية في العالم العربي تتمثل في أن يعود فاعلا رئيسا في العالم الجديد.