بوش يزور رام الله للمرة الأولى ليدافع لدى عباس عن أمن إسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اولمرت : لا سلام بدون وقف الهجمات من غزة
الملك حمد: ندعم جهود بوش لتعزيز الاستقرار
إسلاميو الأردن يرفضون جولة بوش
11 سبتمبر الإسرائيلية تلاحق بوش في القدس
الصدر يدعو بوش لمغادرة العراق ويهاجم مضيفيه
أميركا تطالب بتشديد العقوبات على السودان
القدس،رام الله (الضفة الغربية)، وكالات: وصل الرئيس الأميركي جورج بوش اليوم إلى رام الله في أول زيارة لرئيس أميركي إلى الضفة الغربية، للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقد إضطر بوش إلى الإنتقال إلى رام الله برا بعدما كان مقررا أن يصلها بمروحية بسبب الضباب الكثيف الذي يلف المنطقة. وبعد اربع وعشرين ساعة على وصوله الى اسرائيل للمرة الاولى ابان رئاسته، يتابع بوش في رام الله جولة تاريخية تهدف الى التشجيع على عقد اتفاق سلام قبل نهاية ولايته في كانون الثاني/يناير 2009.الا ان الحقيقة التي سيواجهها بوش في ضفة غربية يطوقها الجيش الاسرائيلي في هذه المناسبة اقل سطوعا ما توحيه الوقائع. فمحمود عباس فقد السيطرة على قطاع غزة الذي انتقل الى سيطرة حركة حماس على اثر انقلاب، ويعتبر تقسيم الاراضي الفلسطينية عقبة كبيرة على طريق تسوية ستين عاما من النزاع. وتستمر الصواريخ في السقوط على اسرائيل انطلاقا من قطاع غزة. وربط رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وبوش الاربعاء التسوية بوقف الهجمات على اسرائيل. اما الفلسطينيون، فيطالبون بوقف الغارات وبناء المستوطنات العشوائية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية. ودعا بوش الى "ازالة" المستوطنات. الا ان اولمرت حرص على القول انه لم يأخذ على عاتقه اي التزام جديد.
ونصح البيت الابيض بعدم توقع حصول تقدم كبير من الجولة التي ستحمل بوش بعد ثلاثة ايام في اسرائيل والاراضي الفلسطينية الى الخليج حتى 16 كانون الثاني/يناير. وليس من المقرر عقد لقاء ثلاثي بين عباس وبوش واولمرت. وفي المقاطعة، مقر عباس الذي تحول قلعة حصينة، سيقول بوش للرئيس الفلسطيني الشيء نفسه الذي قاله لاولمرت امس: الولايات المتحدة ستساعدهما، لكن يتعين على المسؤولين الاسرائيلي والفلسطيني القيام ب "خيارات صعبة" و"التسويات السياسية المؤلمة". وسيزور بوش بعد ظهر اليوم الخميس كنيسة المهد في بيت لحم بالضفة الغربية حيث يقول الكتاب المقدس العهد الجديد ان المسيح قد ولد.
وكان بدأ بوش يوم أمس أول زيارة يقوم بها كرئيس للولايات المتحدة إلى إسرائيل والمناطق الفلسطينية بمطالبة الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين بإنتهاز ما وصفه بالفرصة التاريخية وتقديم تنازلات صعبة من أجل تحقيق السلام. وفي تحد للمتشككين الذي لا يعتقدون أن بوش يستطيع تنفيذ تعهده بالسعي لابرام اتفاق لاقامة دولة فلسطينية قبل أن يغادر البيت الابيض بعد عام وصف الرئيس الاميركي رحلته بأنها "دفعة مهمة" للجانبين لبذل جهود جادة من أجل أنهاء صراع دام مستمر في الشرق الاوسط منذ 60 عاما. ولم يوضح التنازلات التي يتصورها لكنه قال لأولمرت انه ينبغي له أن يغلق "جيوبا" استيطانية يهودية صغيرة في الضفة الغربية. وقال بوش ان الاسرائيليين والفلسطينيين هم الذين يقع عليهم عبء تسوية خلافاتهم وان ادارته على أهبة الاستعداد للمساعدة.
واحتلت ايران أيضا مكانا مهما في بداية جولة بوش التي تستمر أسبوعا في الشرق الاوسط والتي سيزور خلالها أيضا عددا من دول الخليج ومصر. وأنذر الرئيس الاميركي طهران "بعواقب وخيمة" اذا هاجمت سفنا أميركية وقال ان كل الخيارات مطروحة في أعقاب مواجهة بحرية بين ايران والولايات المتحدة في الخليج في مطلع الاسبوع. ولا يتوقع تحقيق انفراجة خلال المحادثات التي ستستمر ثلاثة أيام لمتابعة المؤتمر الدولي الذي استضافته الولايات المتحدة في انابوليس في أواخر نوفمبر تشرين الثاني والذي تمخض عن وعود من الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين بمحاولة ابرام اتفاق للسلام بحلول نهاية العام الجاري. لكن بوش سعى لتقديم تأكيدات لجدية التزامه بالسلام في الشرق الاوسط وهو هدف فشل في تحقيقه العديد من الرؤساء الاميركيين قبله.
ونزل بوش المتهم على مدى سنين باهمال الصراع في الشرق الاوسط الى أرض مطار بن جوريون وقال "نرى فرصة جديدة للسلام هنا في الارض المقدسة وللحرية في أنحاء المنطقة." كما تحدث عن ضمان أمن اسرائيل "كدولة يهودية". ويعارض الفلسطينيون مطلب أولمرت بالاعتراف بها على هذا الاساس قائلين ان ذلك سيحرم اللاجئين الفلسطينيين من حق العودة الى ديارهم التي تركوها في ما يعرف الان باسرائيل.
وقال بوش عقب اجتماعه بأولمرت على مدى نحو ثلاث ساعات "الزعيمان مصممان على اتخاذ الخيارات الصعبة اللازمة." وأضاف "انها فرصة تاريخية للعمل من أجل السلام.. لم أكن لاقف هنا لو لم أكن مؤمنا بأنكما يا سيادة رئيس الوزراء والسيد عباس.. جادان." وأضاف أن الاميركيين لن يستطيعوا تحديد نتائج المفاوضات ولكنه مستعد لممارسة "الضغط" من أجل تحقيق تقدم.
وقال بوش لاولمرت "يبدو ان هناك حاجة الي بعض الضغط. سيدي رئيس الوزراء انت تعرفني جيدا بما يكفي لتعلم اني سأكون اكثر من مستعد لتوفيره." واضاف "سأقول الشيء نفسه ايضا للرئيس عباس غدا." واشار الى ان عباس واولمرت اتفقا في النهاية على خطة للمفاوضات يوم الثلاثاء وان زيارته كانت الدافع وراء ذلك فيما يبدو.
وقال اولمرت انه مستعد لتقديم "تنازلات مؤلمة" اذا كان ذلك سيجلب السلام ولكنه اشار الى ان بوش لم يطلب من اسرائيل اي التزام معين جديد. ولكن أولمرت وعباس ضعيفان سياسيا ويقول محللون ان الفرص ضئيلة للاتفاق على اقامة دولة فلسطينية. وما زالت هناك شكوك في ما اذا كان بوش سيستطيع أن يكون وسيطا نزيها بين اسرائيل حليفة الولايات المتحدة والفلسطينيين. ويقول الفلسطينيون ان رفض اسرائيل احترام تعهدها بوقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية يظهر سوء النية منذ البداية.
وفي الاسبوع الماضي وصف بوش التوسع الاستيطاني بأنه "عقبة" أمام السلام. وقال يوم الاربعاء ان الجيوب الاستيطانية غير المرخص لها "لا بد من ازالتها". وقال مسؤولون فلسطينيون كبار هذا الاسبوع انهم يخشون ان تحاول اسرائيل ارضاء بوش باتفاق مؤقت قبل انتهاء ولايته وهو ما سيترك عناصر اساسية لمعاهدة من اجل اقامة دولة فلسطينية دون حل.
وأكد المسؤولون الاسرائيليون الذين يخشون من احتمال نجاح طهران في تطوير أسلحة نووية لمهاجمة الدولة اليهودية لبوش ما يعتبرونه تهديدا من طهران وهو ما يتفق معه الرئيس الاميركي ويعتزم مناقشته خلال زيارته للسعودية ودول عربية أخرى حليفة. وقال بوش "ان ايران تهديد للسلام العالمي" مجددا الدعوة لبذل جهود دولية لوقف برنامج ايران النووي.
ويعتزم بوش فيما يبدو الاستفادة من الاشهر المتبقية له في الرئاسة ليغير سجله في السياسة الخارجية ولا يجعله قاصرا على حرب العراق. وقال بوش للرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس "اتي الى هنا وكلي امال عريضة وسيكون دور الولايات المتحدة هو تعزيز رؤية السلام." ولكنه ألقى بالاعباء على الجانبين وقال ان عليهما "القيام بالعمل اصعب" لكي تصبح هذه الرؤية واقعا.
الاندبندنت
وفي صفحة العالم، تنشر الاندبندنت مقالا حول جولة بوش في الشرق الاوسط بعنوان: "اختلاف الآراء لم يؤثر على علاقة الحب بين بوش واسرائيل". ويقول كاتب المقال دونلد ماكنتير ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اكد ان لاسرائيل الحق في توسيع اية مستوطنات في القدس الشرقية او الضفة الغربية، ترى انها ستحتفظ بها في اطار تسوية نهاية، مما لا يقيم اعتبارا لانتقادات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لسياسة اسرائيل الاستيطانية."
وقال اولمرت امام جورج بوش ان تلك الانشطة غير مشمولة بالوعد بعدم انشاء مستوطنات جديدة. وجاءت تصريحاته بعدما استخدم الرئيس بوش لهجة حادة مطالبا اسرائيل بتفكيك بعض المستوطنات التي تعتبر غير شرعية حتى بموجب القانون الاسرائيلي. "لكن مظاهر الاحتفال التي شهدها استقبال الرئيس الاميركي لدى وصوله الى مطار بن غوريون تشهد على كون العلاقة بينه وبين اسرائيل تتعدى مجرد الدبلوماسية"، على حد قول الكاتب.
التايمز
وفي نفس الموضوع، تنشر التايمز في صفحتها لاخبار العالم موضوعا بعنوان: "آمال المستقبل تفسدها مخاوف الماضي" ومعها صورة الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء الاسرائيلي يحملان قميصا لاسرائيل، وعليه اسم بوش. يقول كاتب المقال ريتشرد بيستون ان بوش الذي وصل اسرائيل للمرة الاولى منذ عقد من الزمن قد يؤمن بان السلام قد يكون في متناوله في هذه الارض المعذبة، وهو بلا شك يعلم ان امامه عام واحد فقط لتحقيق ما اعجز الرؤساء الامريكيين من قبله.
وتقول الصحيفة ان ادارة بوش تؤمن بامكان ولادة دولة فلسطينية مع نهاية هذا العام شريطة ان يعمل المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون على حل خلافاتهم، خاصة منها قضية الحدود والمستوطنات ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين. لكن الحقيقة على الارض مختلفة جدا، فالاراضي الفلسطينية التي يراد لها ان تصبح دولة في المستقبل يمزقها الجدار العازل، ويستحيل على سكانها دعم اقتصادها الفقير، فما بالك ببناء دولة مستقلة وذات سيادة. أما قطاع الغزة الذي تسيطر عليه حركة حماس التي يطلق مسلحوها قذائف على اسرائيل بشكل شبه يومي، على حد قول الكاتب، فاغلب الظن انه سيشهد حربا قبل ان يكون جزءا من فلسطين المستقبل.
تظاهرات
وكان رفع الاف المتظاهرين من أنصار حماس في غزة يوم الاربعاء لافتات تصور بوش في صورة مصاص للدماء يشرب من دم المسلمين. ويأتي ذلك إحتجاجا على زيارته لاسرائيل والضفة الغربية المحتلة. وأحرق نحو 20 ألفا من أعضاء حماس التي يقاطعها الغرب لرفضها نبذ العنف علمي اسرائيل والولايات المتحدة. ويقولون ان بوش "جزار" كرست زيارته الاولى للاراضي المقدسة لمساعدة اسرائيل. وقال محمود الزهار المسؤول الرفيع في حماس للصحفيين خلال الحشد ان أولى التصريحات التي أدلى بها بوش كانت تتحدث عن اسرائيل وأمنها وديمقراطيتها وحق الولايات المتحدة واسرائيل في الدفاع عن نفسيهما. وأضاف ان بوش لم يتحدث عن المستوطنات أو "الاعتداءات" على الشعب الفلسطيني.
وفي القدس رفعت الاسر اليهودية الاعلام الاسرائيلية والاميركية وهللت لبوش الذي يأمل أن تكون زيارته تكليلا للجهود الخاصة بالوصول الى اتفاق للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين قبل مغادرته منصبه. ولوح المحتجون في غزة بأعلام حماس الخضراء. وتمكن مقاتلو الحركة في يونيو حزيران من هزيمة قوات فتح. كما رفع المحتجون لافتات عليها صور لبوش على شكل مصاص للدماء يشرب من وعاء كتب عليه "دماء المسلمين". وقالت حماس ان عشرات الالاف حضروا الاحتجاج فيما قال شهود عيان ان العدد يصل الى نحو 20 ألفا.
خطة ثلاثية الابعاد
وقبل ان يبدأ بوش برحتله الى الشرق الاوسط صرح مستشار الامن القومي الامريكي ستيفن هادلي للصحفيين ان الرئيس بوش يأمل تحقيق مزيد من التقدم بناء على ما تم تحقيقه في مؤتمر انابوليس الذي عقد اواخر العام الماضي في الولايات المتحدة. فقد انتهى ذلك المؤتمر بتعهد زعماء الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي باللقاء بشكل دوري. واسترايجية بوش ذات ابعاد ثلاثة وتشمل اولا تشجيع قادة الطرفين للتوصل الى روؤية مشتركة للدولة الفلسطينية المقبلة يترافق ذلك بمساعدة السلطة الفلسطينية في بناء مؤسساتها لتتمكن من تسلم زمام الامن في المناطق التي تسيطرعليها وتحسين العلاقات بين اسرائيل والدول العربية.
ويقول هادلي ان الرئيس بوش يرى ان تحقيق هذا الامر هو ما يطمح بالوصول اليه قبل انتهاء ولايته قائلا " انه عمل خلال سبع سنوات متواصلة لوضع لبنات الفرصة السانحة الان لتحقيق السلام" رغم صعوبة مشاهدة هذه اللبنات خلال السنوات السابقة على ارض الواقع من قبل شعوب الشرق الاوسط حسب قول هادلي.
مساعدة ايرانية
بعد فترة قصيرة من وفاة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات الذي رفض الرئيس بوش التعامل معه وتسلم الرئيس الفلسطيني منصبه الحالي محمود عباس، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين ان على المجتمع الدول اظهار دعمه لقوى الاعتدال بين الفلسطينيين والا فان قوى التطرف ستسيطر على الشارع. وعندما تقاعس المجتمع الدولي في اظهار الدعم الذي كان محمود عباس يحتاجه فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية بعد عام من خلافة عباس لعرفات. ولم يبادر المجمتع الدولي الى دعم عباس الا مؤخرا وبعد فوز حماس بالانتخابات التشريعية وتعزز ذلك الدعم بعد استيلاء حماس على قطاع غزة بقوة السلاح.
وكما يقال ان تأتي متأخرا خير من ألا تأتي ابدا حيث هناك الان عامل هام يخدم خطط الرئيس بوش حيث ان الدول العربية وخاصة دول الخليج تشعر بالخطر من الطموح الايراني النووي تماما كما تشعر اسرائيل. ويأمل بوش ان هذا الوضع سيكون لصالحه حيث سيعرض على دول الخليج توفير الامن لمنطقة الخليج مقابل دعمها لمبادرته لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. كما سيشجع بوش السعودية ومصر لاتخاذ مزيد من الخطوات الاصلاحية لتحقيق نوع من التعددية السياسية.
ويقول هادلي ان "اجندة الحرية" التي تسعى اليها ادارة بوش تعني " التشجيع على اقامة مجتمعات ديمقراطية وحرة تناهض افكار الارهابيين". تبدو هذه الافكار معقولة لكن بعد اربعة سنوات من العمل في الشرق الاوسط قبل الانتقال الى الولايات المتحدة يمكنني القول بثقة ان ما يبدو مقبولا على الورق في الولايات المتحدة غير مقنع في العالم العربي. وسيقول الناس في الشرق الاوسط ان "الارهاب" او "المقاومة" كما يسميها البعض في الشرق الاوسط نابعة من الظلم الذي تتعرض له هذه الشعوب ويجب التصدي له وسيضيف الكثيرون انه ما لم يقم بوش او من يأتي بعده بإزالة هذا الظلم لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الاوسط.