استشراء الفساد في كردستان العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فاللافتة المنصوبة في بهو المطار تقول: "مرحبا في كردستان،" والاعلام المرفوعة في المطار هي الاعلام الكردية فقط، إذ لا اثر للعلم العراقي مطلقا.
كما يسهم الامان ومظاهر الثراء في اشاعة شعور بأن كردستان مختلفة اختلافا كبيرا عن بقية مناطق العراق، فاربيل تشهد نهضة عمرانية حيث تمتلئ سمائها بالرافعات والمباني الشاهقة.
وهناك العديد من مراكز التسوق والفيلات الفاخرة وقاعات المؤتمرات والمقرات الفخمة العائدة للحزبين الكرديين الرئيسيين الذين يتقاسمان الحكم في الاقليم حاليا - الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
وتسعى حكومة الاقليم الى تسويق كردستان باعتبارها منطقة واعدة وتقدمية وديمقراطية.
ولكن تحت هذه الواجهة، يناضل المواطن الكردي العراقي في سبيل البقاء بينما تسرق الاموال العامة وتجد طريقها الى جيوب قلة متنفذة.
من جانبها، تعاقب السلطة الكردية بشدة كل من تسول له نفسه الخروج عن خطها، حيث يقول تقرير للامم المتحدة لم يجد طريقه للنشر اطلعت عليه بي بي سي إن السلطات الكردية تعتقل الآلاف من المواطنين شهريا جلهم لاسباب سياسية.
ويحتجز معظم هؤلاء دون محاكمة ويحرم عليهم الاتصال بمحامين.
من جانبهم، يخشى رجال الاعمال الاكراد التحدث بحرية عن الفساد الذي يواجهونه. ولكن سامان الجاف، وهو قائد سابق في ميليشيا البيشمركة الكردية، وافق على التحدث الينا.
قال سامان: "اذا كنت قريبا لاحد الزعماء السياسيين، بامكانك الحصول على وظيفة في الحكومة مع ميزانية او عقد قد تبلغ قيمته مليونين او ثلاثة ملايين من الدولارات لتعبيد طريق على سبيل المثال."
وقال الجاف إنه ليس من المهم ان كان هذا القريب يعرف اي شئ عن تعبيد الطرق اساسا، فالعقد سوف يباع مرات عديدة حتى يصل الى ايدي شركة انشاء حقيقية. ولكن عند ذاك ستكون قيمته نصف القيمة الاصلية.
وخلص سامان الجاف للقول: "إن الفساد كالفيروس. فهو يقتل كردستان."
واكدت لنا معلومات سربها أحد العاملين في وزارة التخطيط الكردية ان المشاريع الحكومية لا تمنح بطريقة شفافة واصولية، حيث قال: "يحاول الوزراء وكبار المسؤولين ان يمنحوا المقاولات لشركاتهم او للشركات التي يملكها اصدقاؤهم وذلك ليكون لهم من الطيب نصيب كما يقال."
بينما يجري كل ذلك، يجاهد الاكراد العاديون من اجل الحصول على لقمة العيش، حيث يعانون من التضخم والبطالة وانقطاع الخدمات الاساسية من ماء وكهرباء.
ففي مدينة السليمانية ثاني اكبر مدن "كردستان" العراق ومعقل الاتحاد الوطني الركدستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي الحالي جلال طالباني، يقول السكان إنهم لا يحصلون على المياه الجارية الا لاربع ساعات كل ثلاثة ايام، اما التيار الكهربائي، فلا يصلهم الا لثلاث او اربع ساعات في اليوم.
وقد ادت المياه الملوثة الى تفشي وباء الكوليرا.
تقول احدى النساء التي فقدت والد زوجها ووليدها اللذين توفيا بالكوليرا: "لقد طلبنا من الحكومة مرارا ان تساعدنا ولكن دون جدوى. فهم يعدون ولا يفعلون شيئا."
ووصفت السيدة الكردية الخوف الذي كان ينتابها عندما عصف الوباء بالمنطقة في شهر سبتمبر ايلول الماضي، حيث كانت تعلم ان المياه التي تشربها اسرتها ملوثة، ولكنها لم تكن تستطيع ان تغليها بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وخلصت الى القول: "عندما افكر في الميزانية وملايين الدولارات وارى وضعي اشعر وكأني مت."
والحقيقة ان ميزانية اقليم كردستان كبيرة فعلا، حيث تجاوزت 6 مليارات دولار في العام الماضي، جلها من حصة الاقليم من صادرات النفط العراقي. ولكن هناك بون يتسع باستمرار بين المواطنين العاديين والصفوة الحاكمة.
يقول آري هارسين، وهو مقاتل سابق في صفوف البيشمركة يعمل الآن رئيسا لمكتب اربيل التابع لصحيفة (آويني) المستقلة: "أرى بعض المسؤولين الحاليين الذين كانوا منذ عشرين سنة خلت يقاتلون معنا في الجبال. كانوا حينئذ وطنيين مثاليين. اما الآن، فهم يستقلون سيارات اللاند كروزر ذات النوافذ الغامقة ولديهم الكثير من الحرس. إنهم يرون كيف يعيش المواطن العادي، ولكنهم لا يخجلون."
احد السياسيين الاكراد الصاعدين هو قباد طالباني نجل الرئيس العراقي. يعترف قباد بوجود مشكلة مع الفساد وبضرورة الاصلاح، ولكنه يصر مع ذلك على ان كردستان تمثل "منارة امل في شرق اوسط متطرف جدا."
يقول نجل جلال طالباني إن السياسة الكردية علمانية بشكل عام، وان الاقليم يسير بخطى حثيثة نحو اعتماد اقتصاد السوق الحرة. وعلى حد قوله: "لسنا ديمقراطية بعد، ولكننا نسير نحو ذلك الهدف."
محسوبية
ولكن قباد نفسه يمثل احدى اوجه المشكلة التي يواجهها اقليم كردستان العراق. فرغم ذكائه وسليقته، لا يتجاوز عمره 30 عاما قضى 8 منها ممثلا للاكراد في واشنطن بفضل والده. اما اخوه، فيشغل منصب رئيس احدى الدوائر الامنية الكردية الرئيسية.
والامر يتكرر مع اسرة بارزاني التي تهيمن على الحزب الكردي الآخر، الحزب الديمقراطي الكردستاني. فالبارزانيون يشغلون مناصب رئيس الاقليم ورئيس وزرائه ورئيس الدائرة الامنية الرئيسية الاخرى.
يقول قباد: "اعرف ان ذلك قد ينظر اليه على انه شكل من اشكال المحسوبية،" ولكنه يضيف ان الاسرتين قد ضحتا بالكثير ابان فترة النضال.
ويمضي قباد طالباني للقول: "لا اعتقد ان علينا ان نتجنب المشاركة في الحياة العامة فقط لأننا قريبون من زعيم ما، ولكن من المهم ان يكون هناك جو يتيح للجميع حق المشاركة."
ولكن جميع من قابلتهم يتفقون على ان ليس ثمة مجال للمقارنة بين الوضع السائد اليوم والوضع الذي كان سائدا ابان حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين حيث كانت القرى الكردية تمحى عن بكرة ابيها وعشرات الآلاف من الاكراد يقتلون.
ومع ذلك، يخشى الكثير من الاكراد ضياع حلمهم بكردستان حرة وديمقراطية.
فالصحفي آري هارسين يقول إن كردستان تبدو احيانا وكأنها دويلة مافيا، "حيث لا وجود للشفافية. إن الحزبين الرئيسين يقتسمان ميزانية الاقليم بينهما إذ يستحوذ الديمقراطي الكردستاني على 52 في المئة منها بينما تكون حصة الاتحاد الوطني 48 في المئة. إنها لديمقراطية غريبة حقا."
التعليقات
نعم صحيح
خالد -للاسف رئيس الاقليم يقف عاجز امام استشراء الفساد و سيطرة اقلية علي كل مقدرات الاقليم الحيتان كبيرة و يصعب اصطيادها لان من يعرف طبيعية التركيبة السياسية في الاقليم يعرف صعوبة هذا الامر الاحزاب كردية تقوم علي تحالفات عشائرية و كل عشيرة عندها حصة من كعكعة و العشيرة هي من تحمي ابناءها بينما الناس البسطاء ما عندهم اكل ياكلوا -------------- تسيطر علي كل مشاريع الاعمار كوسرت رسول و نيجرفان برزاني و فاضل ميراني اذا ذكرنا الاسماء ماراح ننتتهي للاسف مسعود لا يستطيع فعل شىء
القيادات المنحرفة
رفعت مجيد اغا -عقليات قادة كردستان لا تختلف ابدا عن عقليات قيادات المركز والاقاليم الاخرى.قيادات انبهرت بالثراء المفاجىء والسلطة الحاكمة فبنت لنفسها لوبيات مجرمة وقاتلة لا تهتم بالضعفاء وعموم شعب كردستان،اضف الى نرجسيتها في التعامل مع المفردات العراقية الاخرى.وحين تجد هذه القياات الباهتة الضعيقة في المركز تتنمر اكثر على العراق ومواطنيها مدعومة من الماسونية والعنصريات الاخرى ،لكن الى متى تبقى كردستان كما يقال افضل من المركز؟في حالة تغير لرجال السلطة حرامية الوطن وسارقيه وقاتلي شعبه.الايام بيننا حبالى؟
صحيح 100%
Niron -ان هذا التقرير صحيح مئة بالمئة....والوضع يمكن ان يكون اسوأ .......فالناس تخاف التكلم لكي لا يؤخذ الى دائرة (الاساييش) وهناك سيرى نفس اساليب صدام بل واكثر.......والناس الفقراء يمثلون نسبة كبيرة والقلة القريبة والمتنفذة هي الثرية اذ ان الطبقة الوسطى تكاد تكون معدومة.....انها وجه آخر للدكتاتورية الصدامية مع وقع اخف قليلا......فقد كنت اريد ان اؤسس مشروع تجاري ولم استطع ان احصل على الرخص الا اذا قمت بمشاركة احد المقربين من احد الاحزاب .....انه زمن الدكتاتورية الكردية
نموذج آخر من الفساد
شفان خليل -الفضيحةالتي هزّت مكتب السليمانية للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ( حميد درويش ) بات الفساد من الكلمات المألوفة بعد أن أدخلت قاموسنا اللغوي عنوة ًً من قبل الحكام ، فجرّت هذه الكلمة إلى سلوكها الكثير من الأشخاص والمؤسسات. الكلمة التي أعطيت لها الكثير من المعاني والتعاريف ، فالمفسدون هم الأشخاص المتبؤون للمناصب وأصحاب القرار من الديماغوجيين في سلك الأجهزة ( الدولة – الأحزاب – المؤسسات ...) الذين ينخرون جسد الوطن والبشر ، والمفسد - الشخص المنشار- الذي لا يملك من القيم الإنسانية أقلها مستعد لنهب حتى أخوته وأبنائه ، مستغلا ًثغرات القانون و العواطف وثقة الناس به وبساطتهم . اليوم وبعد سماعنا بالفضيحة –النهب- في مكتب حزب الديمقراطي التقدمي في السليمانية أنتابنا الكثير من الحنق والقهر ، تجاه هذا النموذج
الاسوأ
عباس فاضل -ليس اسوأ من صدام الا هؤلاء الزعماء العشائريين فهم سبب مشاكل الاكراد المساكين , اذا كان صدام سيء فهل كان نوري السعيد وعبد الكريم قاسم ... واحمد حسن البكر كذلك ؟ واذا كان صدام سيئا فلماذا كان كل من الزعيمين يتوالون على التحالف معه احدهما ضد الآخر ؟
وما خفي أعظم
نبيل القصاب/هولندا -برزاني وطلباني وأولادهما وإخوتهما وأقربائهما أصبحوا (مليونيرية) ويعيشون ببحبوحة ورفاهية لم يكونوا ليحلموا بها حتى، ولهم حسابات في أكثر البنوك الأوروبية والأمريكية وأسهم في كثير من الشركات العالمية التي تدر عليهم سنويا الملايين من الدولارات، ويكفي أن نعلم بأن نيجرفان برزاني يملك 15% من أسهم شركة سيارات كورية وأن مسرور برزاني ابن مسعود يملك فيلا فاخرة في باريس وابنه الآخر له رصيد في البنك البريطاني يتجاوز 100 مليون دولار كما كشفته صحيفة الكارديان قبل 3 سنوات، كما أن قباد طلباني ابن جلال يملك عدة فلل في واشنطن ونيويورك وله أسهم في شركات الماكدونالد وشركات تنظيف أمريكية، الأكراد العاديون يموتون من الجوع ويهربون كل يوم من شمال العراق عن طريق القجاق (التهريب) بينما المسؤولون الأكراد يزدادون كل يوم غنى على غنى وتتضخم أموالهم كما هي الحال مع كروشهم وتتكاثر أيضا طرديا زوجاتهم وذراريهم، فهنيئا للأكراد هذه الشلة التي تحكم على رقابهم.